الطين "اللبني" قتل الهوامير ودمر الحياة البحرية

بالصور: شركة تغسل 3000 طن رملي يوميًا وتصرف الملوثات وسط البحر

| علوي الموسوي

شكا أهالي المعامير والعكر من التلوث الكبير الذي طال سواحلهم إزاء قيام إحدى شركات غسل الرمال الموجودة في المنطقة بغسيل الرمال يوميًا وعرضها في الأسواق، مشيرين إلى أنها تغسل ما يفوق 3000 طن من الرمال يوميًا.

وتبدأ الحكاية من قيام هذه الشركة من صرف كميات هائلة من طين لبني (طين غليظ يشبه اللبن) في مياه البحر بواسطة أنبوب كبير مما سبب إلى تراكم الأتربة والطين وطمي مساحات شاسعة من البحر، وارتفاع قاع البحر لمستويات قياسية وفقًا لحديث الأهالي.

يقول الناشط البيئي جاسم آل عباس في حديثه لـ"البلاد": إن المناطق التي طميت وارتفع مستوى قاع البحر فيها، دمرت الحياة البيئية والفطرية والبحرية فيها بشكل كامل، هذه المنطقة في السابق كانت من أفضل مناطق الصيد القريبة من الساحل وشخصيًا كنت أصيد مع أصدقائي الهوامير والشعري من هذه المنطقة سابقًا".

وأشار إلى أن المشكلة نتيجة الآثار السلبية لإحدى الشركات التي تقوم بغسل الرمال في هذه المنطقة وقد أسست هذه الشركة في عام 1977، وتعمل على توريد الرمل المغسول الذي يستخدم في البناء والتشييد ولديها القدرة على إنتاج أكثر من 3 آلاف طن من الرمال المغسولة يوميًا.

أكد أنه منذ 43 سنة وهذه الشركة تدفع بالمياه الملوثة والطين إلى ساحل العكر والمعامير عبر انبوب كبير وقد تسبب بدفع وطمي مساحات واسعة من البحر وكانت سببا مباشرا لموت الحياة في جزء واسع من الخليج البحري.

ونوه إلى أن هذه الشركة من ضمن الشركات التي أوصى البرلمان في عام 2005 بنقلها بعيدًا عن هذه المنطقة لتسببها بخراب البيئة البحرية في منذ خليج توبلي الجنوبي ومحيطه ولا زلنا نذكر عندما تتدفع المياه الطينية من الانبوب كيف تقلب لون البحر إلى وحل أبيض يغطي الساحل لمسافات بعيدة.

وقال: مؤخرًا قام وزير الأشغال وبعض الشخصيات الرسمية بزيارة ساحل خليجي توبلي المطل على منطقة المعامير والعكر تمهيدًا لتنظيفة ولذا وجب لفت الانتباه لهذه الشركة وتعجيل نقلها بعيدا عن الساحل.

وقد طالب الأهالي باجبار الشركة على تنظيف الساحل وحفرة لازالة مخلفاتها قبل خورجها من الموقع.

وتساءل الأهالي: هل يعقل وجود شركة من هذا النوع وسط الاحياء والبيوت وبجوار جامعة ومراكز تجارية؟ مشيرين إلى أن القانون يفرض مسافة 60 متر فاصلة بين كراج تبديل الزيوت والمساكن ولكن هذه الشركة العملاقة تجثم وسط منقطة حيوية مليئة بالحياة والبيوت والمساكن التي تغطيها الأتربة والغبار عند هبوب الرياح طوال العام.