أول غياب للأمير خليفة بن سلمان.. وتبقى مآثر سيرته العطرة

الأعياد الوطنية المجيدة.. أعمق دروس الراحل الكبير

| البلاد - سعيد محمد

في أعيادنا الوطنية، وهذه المرة الأولى التي يغيب عنا فيها فقيد الوطن الكبير صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، تتجلى لنا دروسًا من سيرة سموه تحمل أعمق معاني البذل والولاء والانتماء في حب الوطن، فالراحل الكبير كان يدرك أن ملكة البحرين تنطلق بقوة في المسيرة التنموية بخطوات متسارعة، متجاوزة باقتدار كافة التحديات التي تعيق هذه الانطلاقة، لأن طموحها من أجل رفعة هذا الوطن لا يقف عند حد ولا يؤثر عليه عائق، وأن البحرين، بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، تسير على دروب التنمية بخطوات واثقة وعزم لا يلين، واستطاعت بفضل رؤية جلالته وتوجيهاته السامية أن تتبوأ مواقع الصدارة في العديد من المجالات لتقدم للعالم نموذجًا في عزم الارادة وقوة التصميم على بلوغ النجاح.

ولا يمكن تعداد المفاهيم العميقة التي رسخها رحمه الله في نفوس أبناء الوطن، وهو الذي عبر دائمًا عن الاعتزاز بما يتميز به شعب البحرين من وعي كبير وحرص على التزود بالعلم والمعرفة في شتى المجالات، وقدم هذا الشعب، بخدمته لوطنه وتلاحمه حول قيادته، للعالم كله الوجه الحضاري لمملكة البحرين، فكثيرة هي الدروس التي تحملها هذه الأسطر:

وزير الإعلام: الأمير خليفة بن سلمان مدرسة في العطاء والوطنية والإنسانية يستذكر وزير الإعلام علي محمد الرميحي ومملكة البحرين ‏تحتفي بأعيادها الوطنية بكل الود والوفاء والعرفان السيرة العطرة لصاحب ‏السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة – طيب الله ثراه - وإسهاماته المشرفة في ‏بناء الوطن وتدعيم مسيرته التنموية والحضارية، وترسيخ قيم الولاء ‏والتسامح والتعايش السلمي.

ويعبر الرميحي بالقول :”سموه رحمه الله كان مدرسة ورمزًا يحتذى به في ‏الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن ورعاية مصالح المواطنين، وحب أبناء شعبه وتقديرهم، وتكريم المنظمات الدولية، عرفانًا بعطائه التنموي ‏والإنساني”.

القطان: وضع قواعد التنمية الحضرية واستجاب لتطلعات المواطنين ويستهل خطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي فضيلة الشيخ عدنان القطان حديثه بتساؤل :”ماذا نقول في هذا القائد الفذ والرمز الوطني الشامخ الذي يعجز اللسان عن تعداد خصاله الحميدة وأفعاله الطيبة التي لا تعد ولا تحصى؟ لقد أفنى - رحمه الله - عمره في خدمة دينه ووطنه وشعبه على نهج آبائه وأجداده من آل خليفة الكرام، وقد أسهم بحكمة واقتدار في بناء البحرين الحديثة ونهضتها التنموية والحضارية، وعزز من دورها الفاعل في محيطها العربي والدولي كشريك في ترسيخ قيم السلام والتسامح والود بين الأمم والشعوب والحضارات، واستحق بهذا حب وتقدير أبناء شعبه على اختلاف أطيافهم واستحق التكريم من قبل قادة وزعماء دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية”، مضيفًا.. رحمه كان هو واضع قواعد التنمية الحضرية في مملكة البحرين منذ الخمسينيات من القرن الماضي، واستجاب لتطلعات المواطن في كل المجالات اقتصاديًا وتعليميًا وصحيًا وثقافيًا.

ويواصل الشيخ القطان حديثه بالقول أنه حين تلتقي به في مجلسه كأنك في مدرسة تتعلم منها دروس الحياة وتشعر معه بحنان الأب على أبنائه وحبه لهم، وتشعر معه بالراحة والاطمئنان دون أن يميز بين مواطن وآخر، والجميع يشعر بهذا الإحساس والشعور، وعزاؤنا فيه رحمه الله أن من حمل الأمانة من بعده هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،  فهو خير خلف لخير سلف، وفي أعيادنا الوطنية نعبر عن أمنياتنا لمملكة البحرين في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله دوام التقدم والازدهار وطول العمر.

العيد: تعلمنا من الراحل الكبير صياغة مواقف واضحة تجاه القضايا العادلة يتطرق مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية السفير عبدالعزيز محمد العيد إلى ما يمكن أن نسميه “رؤية عميقة من الدروس” في فكر فقيد الوطن الراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، فقد كان رحمه الله يؤمن بالعمل العربي المشترك والتضامن مع كل القضايا العادلة، في شتى بقاع العالم، وقد وجدنا سلسلة من مبادرات سموه في التنمية والسلام والضمير وكلها تعنى بعنوان كبير وهو أن تعيش كل الأوطان والشعوب في استقرار وتقدم.

ويؤمن العيد بأن الراحل الكبير كان حريصًا على أن يمدنا جميعًا بخلاصة نظرته للكثير من القضايا، سواء في العالم العربي والإسلامي أم على مستوى المجتمع الدولي، وبالطبع، لو تحدثنا عن اهتمامه طيب الله ثراه بالتضامن والتكاتف، لوجدنا أن هناك رؤية عميقة تقوم على أساس وجود كيان قوي يضمن لبلدانه وشعوبه العيش المستقر والازدهار، وهنا، لابد من الإشارة إلى أن كافة الأحداث التي مرت بالمنطقة العربية، بمختلف التطورات ومدى تعرض المنطقة الخليجية والعربية والإسلامية لتداعياتها، كان سمو الأمير خليفة بن سلمان يشدد على التمسك بالعمل المشترك وتغليب المصالح الوطنية، بما يثمر عن أي تحرك جماعي قادر على حماية وتأمين حاضر ومستقبل الشعوب.

إننا حين نتذكر دروس سموه رحمه الله، فإننا ندين له بالكثير من الفضل، ونؤكد على أن يكون لمملكة البحرين دورها المتقدم والمحوري والجوهري في دعم جهود السلام والعمل مع المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية، ونحن ولله الحمد، نسير وفق ثوابت السياسة البحرينية الراسخة في تعزيز الحوار والتفاهم وتأكيد أهمية التسامح والتواصل الإقليمي والدولي، وفي ذات الوقت، الحفاظ على سيادة واستقلالية بلادنا ومواقفنا الداعمة لكل قضايا الحق.

الفضالة: تعلمنا من سموه أن “يعيش المواطن مرتاحًا” تهنيء مدير عام بلدية المنطقة الشمالية المهندسة لمياء الفضالة مملكة البحرين بهذه الأيام المجيدة التي تحمل أعمق المعاني الوطنية، فترفع التهاني إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، وإلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، وإلى شعب البحرين الكريم، وتستذكر تلك الدروس التي تعلمتها من فقيد الوطن الكبير الراحل سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، وهذه الدروس بالنسبة لها، كانت تمثل لها العنوان الرئيسي بأن يكون حب الوطن هو رقم “1” في حياة المواطن البحريني.

وتشرح الفضالة المعنى بالقول :”تعلمنا منه الكثير جعل الله مثواه الجنة، فقد علمنا حب الوطن وأن يكون هذا الوطن هو الرقم الأول في حياة أي إنسان، والعمل من أجل هذا الوطن هو أولى أولوياته، ولهذا أقول.. مهما قدمنا للوطن سنبقى مقصرين، فالوطن أعطانا الكثير، ومهما بذلنا، سيبقى كل ذلك أقل اليسير، وقد رأيناه رحمه الله حتى آخر أيام حياته، وهو يسأل عن البحرين فقد كان جسده خارجها لكن روحه وقلبه في البحرين، وهذا ما تربينا عليه وتعلمناه منه، فأينما تتجه في جهات البحرين ستجد بصمات الراحل الكبير”.

ومن الوفاء أن نقول إننا عشنا في البحرين برفاهية لأن حكامنا لم يقصروا معنا، وكان هدفهم ولا يزال أن يعيش المواطن وفق أعلى مستويات المعيشة، ويكفي مثلًا أن ننظر إلى الملف الإسكاني مع غيره من الملفات، فالمسكن مطلب أساسي لكل إنسان بالإضافة بالطبع إلى العمل والتعليم والصحة، لكنك ترى المشاريع الإسكانية تحظى بالنصيب الأكبر من الميزانية العامة للدولة، ولو جئت لتشاهد أحدث المدن المنشأة مؤخرًا وهي مدينة سلمان ستراها وكأنها “منتجعًا” من جمال التصميم والواجهة البحرية وتخطيطها وسعة شوارعها طرقاتها بحيث تميز المشروع من كل النواحي، وغيره من المشروعات الإسكانية في مختلف مناطق البلاد وبالطبع نحن نفتخر كبحرينيين بما ننجزه.

إذن، والختام للفضالة، كثيرة هي الإنجازات التي تمثل دروسًا تعلمناها من الراحل الكبير رحمه الله “أبا علي”، ونحن نترجم هذه الدروس إلى طاقة عمل نخدم فيها بلادنا ونسير على نهج الماضين من البناء الأفذاذ.

المرزوق: بناء كوادر وطنية مؤهلة في كل المجالات وفق خبرته الطويلة في حقل التربية والتعليم والقطاع الشبابي والرياضي والثقافي، يرى غازي المرزوق جوانب كثيرة من الصعب إيجازها في الحديث عن الدروس التي يمكن أن يستلهمها كل المواطنين، سواء كنا نتحدث عن المسؤولين في القطاعات المختلفة، أو المواطن العادي، لكنني أود التركيز على أن الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله، كرس جزءًا كبيرًا من مراحل حياته في دراسة آليات واستراتيجيات بلوغ مملكة البحرين إلى مراكز متقدمة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا علاوة على خطط الخدمات التي ينعم بها المواطن في مجالات التعليم والصحة والإسكان والرعاية الاجتماعية، وهي من المحاور التي حققت نقلة كبيرة في ظل المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

يهمني كثيرًا أن أعبر عن التقدير والعرفان والإجلال لدور الراحل الكبير واهتمامه ببناء الكوادر الوطنية المؤهلة في كل المجالات، فمع إيمانه بأن الإنسان البحريني هو الثروة الحقيقة، أراد رحمه الله أن يخلق جيلًا من أبناء البحرين له القادرة على أن يواصل مسيرة النهضة والتطور، ولهذا رأينا كيف أن التعليم بشكل عام، والتعليم الجامعي والتخصصي على وجه التحديد، كان موضع اهتمامه رحمه الله وسعى لإيجاد كافة الوسائل التي تمكن الشباب من تأهيل أنفسهم علميًا في الجامعات المحلية والعالمية، أضف إلى ذلك، أنه كرمز عالمي للتنمية الشاملة بدلالة الشهادات والأوسمة التي حصل عليها أو التي تحمل اسمه، أصبح بالتالي قدوة مرجعية، ليس لأبناء البحرين فحسب، بل لكل المتخصصين في مجالات تنمية المجتمعات.

الدخيل: سرعة المبادرة في متابعة هموم المواطنين أولًا بأول يتناول رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل، ومن واقع علاقة قريبة من سموه رحمه الله على مدى سنوات، ما يمكن اعتباره القدوة لكل المسؤولين في سرعة المبادرة لمتابعة هموم المواطنين وشؤونهم أولًا بأول، ويمكن اعتبار احتياجات أهالي قلالي مثالًا، فقد كان رحمه الله يسارع في متابعتها حال وصول علمها إليه، وهذا الحال عن كافة مناطق البلاد والكل يعلم ذلك.

هناك جانب آخر، فقد  أولت القيادة الرشيدة اهتمامًا واضحًا في تأسيس أركان قوية للوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي، ولهذا حين نستذكر الراحل الكبير صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، فإننا نستذكر فكره رحمه الله في ترسيخ أسس الوحدة الوطنية، ونحن نعيش أعيادنا الوطنية المجيدة، نعبر عن الاعتزاز برفع التهاني إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وإلى الشعب البحريني الكريم.

ويشير الدخيل إلى أن القيادة الرشيدة، وعلى رأسها جلالة العاهل المفدى، حقق إضافات مهمة في تعزيز الروح الوطنية منذ انطلاق المشروع الإصلاحي بقيادة جلالته على مدى 21 عامًا، ولأن هذا المشروع الكبير ينطلق من الثوابت الوطنية، فإننا اليوم كمواطنين مسؤلون عن الحفاظ على كل المكتسبات الوطنية، والبناء عليها.

ويضيف قوله :”من الدروس التي تعلمناها من فقيد الوطن، الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان، في تكراره الدائم وتوجيهاته بشأن التكاتف والتماسك ووحدة الكلمة وإذكاء روح الولاء والمواطنة، وبلا شك، فإن مثل هذه الدروس هي مصدر اعتزاز لأن البيت البحريني الكريم ماض في تحقيق تطلعاته المشتركة بين القيادة والشعب”، وهذه فرصة لأن نثني على جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فالأمنيات تكبر والتطلعات تتلاقى لمواصلة مسيرة النهضة، وسموه يحمل مرئيات بمنظور عصري يواكب المتطلبات ويضع التحديات المعاصرة موضع التحليل والبحث والدراسة وبالتالي وضع تصورات الحلول، والحمد لله، نحن نعيش في وطننا الذي يفرح بأعياد ديسمبر هذه الأيام، سائلين المولى العلي القدير أن يمن علينا بمزيد من التوفيق لخدمة بلادنا الغالية، وكل عام والبحرين وقيادتها الحكيمة وشعبها الرائد في خير وأمن وسلام ورفعة.