300 طبيب متدرب يتساءلون عبر “البلاد”: هل يتم استغلالنا؟

يعملون 5 سنوات بلا تأمين ولا تسجيل بـ “الخدمة”

| بدور المالكي

تواصل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬المتدربين‭ ‬من‭ ‬محاربي‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى،‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬لنشر‭ ‬شكواهم،‭ ‬متسائلين‭ ‬بحسرة،‭ ‬هل‭ ‬يتم‭ ‬استغلالنا؟‭ ‬وأين‭ ‬هي‭ ‬حقوقنا؟

‭ ‬وقالوا‭ ‬في‭ ‬ل‭ ‬“البلاد”‭: ‬“نحن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬المتدربين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعدادنا‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬300‭ ‬طبيب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأقسام‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬ومن‭ ‬محاربي‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى،‭ ‬ودخلنا‭ ‬المستشفى‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬بعقود‭ (‬فصل‭ ‬التدريب‭ ‬عن‭ ‬التوظيف‭) ‬وهي‭ ‬باختصار‭ ‬عقود‭ ‬مؤقتة،‭ ‬والعقد‭ ‬مدته‭ ‬تكون‭ ‬مدة‭ ‬سنوات‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬التخصص‭ ‬المختار،‭ ‬وينتهي‭ ‬بانتهاء‭ ‬التدريب‭ ‬الذي‭ ‬تتراوح‭ ‬مدته‭ ‬من‭ ‬4‭-‬6‭ ‬سنوات‭ ‬بحسب‭ ‬التخصص‭.‬

وأضافوا‭: ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬يقوم‭ ‬الطبيب‭ ‬المتدرب‭ ‬بكافة‭ ‬متطلبات‭ ‬التدريب‭ ‬من‭ ‬مباشرة‭ ‬المرضى‭ ‬وتغطية‭ ‬عيادات‭ ‬المناوبات‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬خارج‭ ‬ساعات‭ ‬الدوام‭ ‬الرسمي،‭ ‬ولكن‭ ‬عقودنا‭ ‬التدريبية‭ ‬مصاغة‭ ‬بطريقة‭ ‬مبهمة‭ ‬تسمح‭ ‬بانتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تمنح‭ ‬المسؤولين‭ ‬حق‭ ‬إضافة‭ ‬واجبات‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت”‭.‬

وأوضح‭ ‬الأطباء‭: ‬تنص‭ ‬عقودنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬بعلاوة‭ ‬ثابتة‭ ‬شهريًّا‭ ‬مقابل‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وهذه‭ ‬العلاوة‭ ‬لا‭ ‬تطولها‭ ‬أي‭ ‬زيادة‭ ‬سنوية‭ ‬أو‭ ‬حوافز‭ ‬أو‭ ‬زيادة‭ ‬بزيادة‭ ‬المسؤوليات‭ ‬ومنصب‭ ‬الطبيب‭ ‬المتدرب‭.‬

وأردفوا‭: ‬أن‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬وطيلة‭ ‬فترة‭ ‬عمل‭ ‬الطبيب‭ ‬مدة‭ ‬4‭ ‬أو‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يسجل‭ ‬في‭ ‬التأمينات‭ ‬وديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬احتساب‭ ‬سنوات‭ ‬خدمته‭ ‬للتقاعد،‭ ‬والطبيب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬موظف‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬حقوق‭ ‬الموظف‭ ‬وبلا‭ ‬تأمين،‭ ‬وكأن‭ ‬حقنا‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬هو‭ ‬راتبنا‭ ‬الشهري‭ ‬الذي‭ ‬تطلق‭ ‬عليه‭ ‬الوزارة‭ ‬مسمى‭ (‬مكافأة‭) ‬ونحصل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬غير‭ ‬ثابت‭ ‬يتراوح‭ ‬من‭ ‬19‭ - ‬26‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شهر‭.‬

وتابعوا‭ ‬قائلين‭: ‬تعهّدت‭ ‬الوزارة‭ ‬لأطباء‭ ‬التدريب‭ ‬بمنحهم‭ ‬أوراقًا‭ ‬رسمية‭ ‬تثبت‭ ‬ثبات‭ ‬المكافأة‭ ‬الشهرية‭ ‬طوال‭ ‬مدة‭ ‬التدريب‭ ‬وتمكن‭ ‬الطبيب‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬قرض‭ ‬بنكي،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬فوجئنا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بتكرار‭ ‬انقطاع‭ ‬هذه‭ ‬المكافأة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬حيث‭ ‬انقطعت‭ ‬لمدة‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬وكانت‭ ‬تتأخر‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬إنذار‭ ‬مسبق،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إدخال‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تغطية‭ ‬التزاماتهم‭ ‬الشهرية‭ ‬وقروضهم‭ ‬البنكية‭. ‬وعند‭ ‬تواصلنا‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬نفاجأ‭ ‬باختفاء‭ ‬الردود‭ ‬وانعدامها،‭ ‬متسائلين‭: ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬يقضي‭ ‬يومه‭ ‬بطوله‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المرضى‭ ‬ويعمل‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬فأكثر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬كالمتسوّل‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬الشهر،‭ ‬قاضيًا‭ ‬يومه‭ ‬في‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمراجعات‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬حقه؟‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬اليوم‭.‬

وذكر‭ ‬الأطباء‭: ‬انقضى‭ ‬شهران‭ ‬الآن‭ ‬منذ‭ ‬آخر‭ ‬راتب،‭ ‬ليبقى‭ ‬300‭ ‬طبيب‭ ‬متدرب‭ ‬بلا‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقهم‭ ‬التي‭ ‬يكفلها‭ ‬لهم‭ ‬عقد‭ ‬رسمي‭ ‬موقع‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭. ‬

وقالوا‭: ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الجائحة‭ ‬ونحن‭ ‬كأطباء‭ ‬نفخر‭ ‬بأننا‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬لحماية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وشعبه‭ ‬وعملنا‭ ‬ومازلنا‭ ‬نعمل‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬تاركين‭ ‬تخصصاتنا‭ ‬وتدريبنا‭ ‬وأصبحنا‭ ‬جميعنا‭ ‬أطباء‭ ‬باطنية‭ ‬وأطباء‭ ‬عناية‭ ‬مركزة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬خسرنا‭ ‬امتحاناتنا‭ ‬ودراستنا‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬تخرجنا‭ ‬من‭ ‬التخصص‭ ‬ومشوارنا‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬أوله‭.‬

ومضوا‭ ‬بالقول‭: ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬ومستشفيات‭ ‬الكورونا‭ ‬تغطي‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬المتدربين‭ ‬تحت‭ ‬العقود‭ ‬المؤقتة،‭ ‬ونحن‭ ‬نعمل‭ ‬دون‭ ‬إمكانية‭ ‬الخروج‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬سنوية‭ ‬ولو‭ ‬ليوم‭ ‬واحد،‭ ‬تعرضنا‭ ‬خلالها‭ ‬للفيروس‭ ‬رغم‭ ‬خوفنا‭ ‬من‭ ‬عواقبه‭ ‬دون‭ ‬تردد‭.‬

وأكدوا‭: ‬لقد‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬مناوباتنا‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬الذي‭ ‬بالكاد‭ ‬يحتمله‭ ‬بشر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأقسام‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬إلى‭ ‬160‭ ‬ساعة،‭ ‬وبالطبع‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬إضافي‭ ‬مادي‭ ‬أو‭ ‬معنوي،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تمت‭ ‬زيادة‭ ‬مكافآت‭ ‬المناوبات‭ ‬للأطباء‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬معنا‭ ‬بنظام‭ ‬العقود‭ ‬الدائمة‭ ‬المقيدين‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬العدل؟‭ ‬