الدمستاني: “التجارة” تخلت عن ملايين الدنانير بضغط من الشركات وتلاحق البسطاء

الأسر المنتجة تبكي بحرقة: القرار يحولنا لأسر “مشردة”

| بدور المالكي

رفض‭ ‬واستغرب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬بفرض‭ ‬الرسوم‭ ‬بحق‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬البحرينية‭ ‬وخصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعتاش‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬مما‭ ‬تصنعه‭ ‬في‭ ‬منزلها،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬مجحف‭ ‬وغير‭ ‬عادل‭ ‬بحق‭ ‬هذه‭ ‬الأسر،‭ ‬والتي‭ ‬بعضها‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬معيل‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬تنتجه‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬الوحيد‭ ‬لرزقها،‭ ‬وطالبوا‭ ‬الوزارة‭ ‬بإلغاء‭ ‬القرار‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬والمجتمع‭ ‬ككل‭.‬

وقال‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬الدمستاني‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬ل‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬بهذا‭ ‬القرار‭ ‬المفاجئ‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬تخلت‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬آلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬وربما‭ ‬ملايين‭ ‬طواعية‭ ‬وتحت‭ ‬ضغط‭ ‬بعض‭ ‬الشركات،‭ ‬وهي‭ ‬الغرامات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تدفعها‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬المادة‭ ‬188‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬التجارة‭.‬

وتساءل‭ ‬النائب‭ ‬الدمستاني‭ ‬“لا‭ ‬أعرف‭ ‬كيف‭ ‬تفكر‭ ‬الوزارة‭ ‬عندما‭ ‬أقرت‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬فهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬وجود‭ ‬سجل‭ ‬تجاري‭ ‬على‭ ‬أسرة‭ ‬تبيع‭ ‬ورق‭ ‬عنب‭ ‬بـ‭ ‬300‭ ‬فلس؟‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬عليهم‭ ‬الوزارة‭ ‬سجلات‭ ‬تجارية‭ ‬وغرامات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬وهم‭ ‬بالكاد‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬قوت‭ ‬يومهم،‭ ‬وهل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬الوزارة؟”‭.‬

وطالب‭ ‬الوزارة‭ ‬“أن‭ ‬تظهر‭ ‬لنا‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬تطمح‭ ‬لتحقيقها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بشأن‭ ‬السجلات‭ ‬التجارية‭ ‬الافتراضية‭.‬

ضحايا‭ ‬القرار

وتقول‭ ‬“أم‭ ‬متعب”‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬حالات‭ ‬الحزن،‭ ‬“كوني‭ ‬إحدى‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة،‭ ‬فقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أحصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬بيعي‭ ‬للأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬مثل‭ ‬الكباب،‭ ‬وخبز‭ ‬الرقاق‭ ‬والخنفروش‭ ‬والقيمات‭ ‬وخصوصا‭ ‬وأن‭ ‬زوجي‭ ‬راتبه‭ ‬التقاعد‭ ‬بسيط‭ ‬جدا‭. ‬لدي‭ ‬أولاد‭ ‬عاطلون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬فإن‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬من‭ ‬سيئ‭ ‬إلى‭ ‬أسوأ‭ ‬ولكن‭ ‬عملي‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬كان‭ ‬يساعدنا‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬المصروفات،‭ ‬فأنا‭ ‬أقوم‭ ‬بمساعدة‭ ‬زوجي‭ ‬لتدبير‭ ‬امور‭ ‬الحياة‭ ‬وخلال‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬عملي‭ ‬لم‭ ‬أخالف‭ ‬النظام‭ ‬التي‭ ‬تطلبه‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة،‭ ‬فأنا‭ ‬أعمل‭ ‬منذ‭ ‬14‭ ‬عامًا‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬وقد‭ ‬ساعدنا‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬الأمور‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬منازلنا”‭.‬

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬تقول‭ ‬أم‭ ‬عبدالله‭ ‬العاملة‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬الاسر‭ ‬المنتجة‭ ‬“أعيل‭ ‬أطفالا‭ ‬أيتامًا‭ ‬وأقوم‭ ‬ببيع‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬والبهارات‭ ‬لأغطي‭ ‬بها‭ ‬مصروفنا‭ ‬اليومي‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬سيحولنا‭ ‬لأسر‭ (‬مشردة‭) ‬وليست‭ ‬منتجة،‭ ‬وندعو‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أوضاعنا‭ ‬وإلى‭ ‬إلغاء‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار”‭.‬

بينما‭ ‬تبكي‭ ‬أم‭ ‬محمد،‭ ‬وتتساءل‭ ‬“هل‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬ويفرض‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سبيلا‭ ‬آخر‭ ‬نعيش‭ ‬به،‭ ‬فأبني‭ ‬الكبير‭ ‬عاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وأنا‭ ‬وبناتي‭ ‬نقوم‭ ‬بتجهيز‭ ‬الأطباق‭ ‬الشعبية‭ ‬لبيعها‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نحصل‭ ‬عليه‭ ‬قليل،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يسد‭ ‬بعض‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭. ‬كنا‭ ‬سابقا‭ ‬نشارك‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬ومهرجانات‭ ‬وأعراس‭ ‬واحتفالات‭ ‬وطنية‭ ‬ولكن‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬كورونا‭ ‬ولحد‭ ‬الان‭ ‬فالوضع‭ ‬متوقف‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬نبيعه‭ ‬من‭ ‬البيت‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬سيحرم‭ ‬أسر‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬ويزيد‭ ‬عدد‭ ‬العاطلين‭. ‬إننا‭ ‬ندعو‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وإلغائه”‭.‬

أم‭ ‬علي‭ ‬المتخصصة‭ ‬بالأطباق‭ ‬الشعبية‭ ‬والحلويات‭ ‬وصفت‭ ‬القرار‭ ‬بالمجحف‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أسر‭ ‬فقيرة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬هي‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬والدعم،‭ ‬مناشدة‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬ستصبح‭ ‬بلا‭ ‬مورد‭.‬

بينما‭ ‬ترى‭ ‬أم‭ ‬حسن،‭ ‬إنها‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقه،‭ ‬وهي‭ ‬تبيع‭ ‬البهارات‭ ‬والبخور،‭ ‬ولا‭ ‬تكسب‭ ‬إلا‭ ‬“قروش”‭ ‬قليلة‭ ‬تسد‭ ‬بها‭ ‬حاجتها‭.‬