الفضاء الرقمي بيئة خصبة لانتشار الأخبار الكاذبة... والإعلام التقليدي يدقق ثم يبث
| محرر الشؤون المحلية
المؤسسات الإعلامية التقليدية مهددة إذا لم تواكب التكنولوجيا ضرورة تنويع المنصات وتقديم المعلومات السريعة وتفنيد الشائعات أهمية النظر للكفاءة الإعلامية بغض النظر عن عدد الموظفين الجميع يستعد لعالم آخر بعد جائحة كورونا
قالت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة نادي دبي للصحافة منى المري خلال مداخلتها بمنتدى صحيفة “البلاد”: “إن ما أردنا تحقيقه في 10 سنوات تحقق في ظل جائحة كورونا”.
وأشارت إلى أن تغييرات عميقة حدثت في المجتمع، مبينة أن الجميع يتحدث عن الاستعداد لعالم آخر بعد جائحة كورونا.
وذكرت أن جميع الأمور باتت مرتبطة بالتكنولوجيا، مبينة التأثير الإيجابي للجائحة على المجتمع الإنساني.
وقالت إن البنى التحتية التكنولوجية الحديثة طفت على السطح عبر التحول الرقمي للمجالات كافة، ومنها التعليم والعمل، وإن “منتدى البلاد” دليل على التحول السريع للبيئة الرقمية.
وتطرقت إلى تنظيم منتدى الإعلام العربي مرئيا للمرة الأولى خلال الفترة السابقة في ظل جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الأعداد في الحالة الحضورية كان يتراوح بين 2000 و3000، بينما في المنتدى المرئي وصل عدد المشاركين إلى 10 آلاف.
وبينت احتمالية فقدان مؤسسات إعلامية تقليدية موقعها ما لم تسارع الزمن ولم تتحول رقميا بسبب جائحة كورونا، وأن ذلك أحد التأثيرات السلبية لكورونا؛ بسبب عدم وجود إعلانات أو اقتصاد فعال.
وقالت إنه يجب المبادرة بتقديم المعلومات السريعة والرد على الشائعات.
ولفتت إلى أهمية النظر للكفاءة الإعلامية بغض النظر عن عدد الموظفين، خصوصا أن فترة الحجر أثبتت نجاح العمل في ظل تقليص الحضور.
واستعرضت كذلك أهمية سرعة الخبر الذي كان يحتاج إلى 24 ساعة، مبينة أن التقنيات الرقمية بات الجميع يصل إليها بالصوت والصورة، وأن الإنسان العادي بات مصدرا للخبر أيضا وينقلون ذلك بسرعة ودقة.
وعن التحديات التي تواجه الإعلام، أشارت المري لضرورة التحول الرقمي عبر استخدام الوسائل والأدوات المناسبة عبر تنويع المنصات في العالم المتطور والمستجد يوميا.
وأكدت أن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت في وقت مبكر أهمية التحول إلى البيئة الرقمية، ما دفع حكومتها لتبنّي استراتيجية متكاملة الأركان لترجمة رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لإنجاز هذا التحوّل ضمن أطر زمنية وأهداف محددة، وبما يشمل مختلف قطاعات العمل، ومن بينها القطاع الإعلامي الذي بادرت من خلاله مؤسساتنا الوطنية إلى تبني الحلول التي تعينها على الإبقاء على حدودها التنافسية في البيئة الرقمية الجديدة التي جلبتها الثورة الصناعية الرابعة، والتي ما لبثت أن شهدت تعجيلًا هائلًا بمساراتها مع اندلاع أحد أصعب التحديات التي واجهها العالم في تاريخه الحديث، والمتمثل في أزمة جائحة “كوفيد 19”.
وقالت إن استعداد الإمارات مكنها من التعامل بكفاءة كبيرة مع تداعيات جائحة “كوفيد 19” التي أوجدت تغييرات عميقة في المجتمع الإنساني، حتى أننا نسمع الآن عبارة “الاستعداد لعالم ما بعد كوفيد 19”، وقالت “إن من أهم التأثيرات التي أحدثتها الجائحة أنها أسهمت في تسريع انتقال العالم إلى البيئة الرقمية بصورة غير متوقعة”.
وضربت المري مثالًا بقطاع التجارة الإلكترونية والشراء عبر الإنترنت الذي حقق قفزات ضخمة، مستشهدة بنتائج موقع “أمازون” الذي تمكن من مضاعفة أعماله بنسبة 567 % خلال العام 2020 مقارنة بالعام 2019، وزاد صافي أرباحه بنسبة 84 % بإجمالي 386 مليار دولار، فيما تشير الإحصاءات إلى أن الجائحة سرّعت تبني حلول الدفع الإلكتروني والعمليات البنكية عبر الإنترنت حول العالم بمعدل 3 إلى 10 سنوات.
وأضافت “رغم الإيجابيات الكبيرة التي جلبتها البيئة الرقمية إلى الإعلام إلا أنها شكلت تحديات كبيرة أمام الإعلام العربي والعالمي، إذ أضحى الفضاء الرقمي بيئة خصبة لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، بينما يحتفظ الإعلام التقليدي بحده التنافسي المتمثل في القدرة على الفرز والتدقيق في المحتوى والتأكد من مصداقية المعلومة والخبر قبل تداولهما وبثهما إلى الناس. أما ما نتلقاه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فلابد أن نفكر فيه عشرات المرات ونتحقق منه من أكثر من مصدر قبل أن نقبله ونسلم بصداقيته”.