ضرورة إنشاء صندوق ادخار للفنانين وعودة مسابقات هيئة البحرين للثقافة

الحمدان: إلى متى سيظل اتحاد المسرحيين متسولا يبحث عن مكان ليقيم اجتماعه؟

| أسامة الماجد

أكد رئيس اتحاد جميعات المسرحيين البحرينيين الناقد يوسف الحمدان ضرورة إنشاء صندوق ادخار للفنانين؛ أسوة بكل الاتحادات والنقابات المسرحية والفنية في الوطن العربي.

وبين أن "توجه إنشاء صندوق ادخار للفنانين يأتي لتغطية حاجة بعض أعضاء فرقنا المسرحية الأهلية للدعم المالي في حالات العسر أو الحالات الطارئة، وتسديد الالتزامات المالية التي يعاني بعض الأعضاء من ثقلها على كواهلهم، وفي حالات الوفاة أيضا أطال الله في أعمار فنانينا، فما أحوجنا لمثل هذا الصندوق الذي ينبغي أن تساهم في تمويله ودعمه الجهات المعنية بالثقافة والفنون والمؤسسات التنموية والمؤسسات الخاصة وتحديدا البنوك، شأنهم في ذلك شأن كل الصناديق التي يسرت الكثير من الدعم لعلاج ومساندة الكثير من الفنانين في الوطن العربي".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الاحتفال الذي أقامه الاتحاد قبل أيام لتكريم الناقد إبراهيم عبدالله غلوم بوصفه مكرم اليوم العالمي للمسرح لهذا العام.

وأضاف الحمدان "نظرا للظروف المالية الصعبة التي تعصف بالفرق المسرحية الأهلية، ومتطلبات الإنتاج المسرحي التي تقتضي وفرة مالية لتغطية تكاليف العروض المسرحية والفعاليات التي تنظمها الفرق، نطمح لزيادة الدعم المالي السنوي من هيئة البحرين للثقافة والآثار، إذ يتعذر إمكان إنتاج جهد مسرحي في ظل هذا الدعم المالي الحالي، ولو تتبعنا أسباب تطور الحراك المسرحي في بعض دول الجوار في خليجنا العربي، بل كلها، لوجدنا أن الدعم المالي السنوي إضافة إلى الدعم الخاص بالعرض المسرحي أو الفعالية، هو الركيزة الأساس في مثل هذا التطور، إذ إن موازنات بعض الفرق في خليجنا العربي تسمح بتنظيم دورات مسرحية لأعضائها خارج البلد والمشاركات في فعاليات مسرحية مهمة وعلى مستوى دولي".

كما طالب الحمدان بتوفير مقر خاص لاتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين ودعمه ماليا بشكل سنوي أسوة بباقي الاتحادات والجمعيات والنقابات في خليجنا العربي، والتي تمارس أدوارها الإدارية بأريحية تامة وتسهم أيضا في دعم الفنانين والفرق، متسائلا "إلى متى سيظل الاتحاد متسولا يبحث عن مكان يقيم فيه اجتماعه اليوم وفي الاجتماع الآخر يواصل تسوله للبحث عن مقر آخر؟ هذا دعك عن الالتزامات المالية التي يقتضيها العمل في الاتحاد، فمتى يستقر الحال بهذا الاتحاد ويصبح شرعيا وممثلا حقيقيا باعتراف الجهة المعنية التي تشرف على انتخاباته وتقر بشرعيته كممثل للفرق المسرحية الأهلية؟".

وفي سياق متصل قال الحمدان "نؤكد مناشدتنا لجلالة الملك أدام الله عزه ومجده بإنشاء مسرح في كل محافظة، فالبلدان المتقدمة في العالم تعرف بمسارحها وفنانيها، وكما تعلمون بأن مملكة البحرين رائدة في الحركة المسرحية الخليجية، بل إن عمر هذه الحركة قارب المئة عام، ولم نزل حتى يومنا هذا نتسول قاعات للتدريبات والعروض من مدارس وزارة التربية والتعليم وأندية وزارة الشباب ومقار بعض المعاهد والجمعيات، ولم يتوافر لدى المسرحيين سوى قاعة الصالة الثقافية التي تشمل عروضا كثيرة غير عروض المسرح، ولعل واحدة من المشكلات التي واجهت الهيئة العربية للمسرح أثناء طلبها الجهة المعنية بالثقافة في البحرين إقامة مهرجانها المسرحي العربي السنوي هي قلة القاعات المسرحية في مملكة البحرين، تلك الموجودة بوفرة في دول خليجية أخرى، فمتى يتحقق مثل هذا الحلم؟".

والمطلب الخامس الذي ذكره الحمدان في كلمته هو ضرورة احتواء الفنانين المسرحيين الذين تواجههم ظروف صعبة ومشكلات لا أول لها ولا آخر؛ بسبب توظيفهم في مؤسسات حكومية ومؤسسات خاصة خارج الاهتمام بالمسرح والفن من قبل هيئة البحرين للثقافة والآثار، ويمكن أن يتحقق ذلك إما بمخاطبة الجهات التي يعملون بها من أجل تخفيف مثل هذه الضغوطات عليهم، أو من خلال البحث عن سبل أخرى تضمن استمرارية مزاولة نشاطهم المسرحي دون مشاكل أو تهديد أو أذى.

واختتم الحمدان كلمته بالأمل في عودة مسابقات هيئة البحرين للثقافة والآثار التي كانت تنظمها سابقا في مجالات العروض، بما تشمله من أفضل عرض وأفضل ممثلين وأفضل إخراج وأفضل سينوغرافيا بجانب مسابقة النصوص المسرحية، متمنيا أن "يشمل ذلك الدراسات والكتب المسرحية، وأمامنا اللحظة كتاب ضخم يقرأ ناقدنا المكرم الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم بمختلف الرؤى النقدية المحلية والخليجية والعربية، وقد عكف الفنان خالد الرويعي على إعداده منذ فترة طويلة ونتمنى أن يرى النور من خلال الجهات المعنية، إذ إن مثل هذه المسابقات لا شك أنها ستكون محفزا حقيقيا للفنانين والباحثين والمؤلفين المسرحيين وعاملا رئيسا لتطوير الحراك المسرحي في البحرين.. فمتى تعود؟".