الراحل خالد البسام... المبدع لا يموت
| سعيد محمد
“المبدع لا يموت ما دامت روحه باقية في كلماته التي تسكن ذاكرتنا”... رحل الكاتب خالد البسام في 10 نوفمبر 2015، ليترك بصماته كرائد من رواد الفكر والإبداع وقامة شامخة في مجال الكتابة والتأليف الروائي والقصصي فقدته الأسرة الأدبية والصحفية البحرينية والحركة الثقافية والإعلامية الخليجية والعربية، وهو أحد حملة مشاعل التنوير الذين كرسوا حياتهم لنشر القيم الوطنية والإنسانية الراقية، فقد رحل بجسده وبقيت أعماله ومؤلفاته الخالدة شاهدة على عظمة عطائه الفكري والأدبي، وإسهاماته في النهوض بالوطن وتدعيم منجزاته الحضارية والأدبية والثقافية والإعلامية.
روح التسامح والإنسانية
ننظر إلى رفوف المكتبة البحرينية والعربية، لنقرأ سلسلة من مؤلفات وإصدارات ومقالات الراحل التي أسهمت في تطوير الصحافة العربية والخليجية منذ العام 1981، فاستحق تقدير الأوساط الصحافية والأدبية، فهو واحد من فرسان الكلمة الصادقة والأخلاق العالية تاركًا مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات والإبداع في حب الوطن والنهوض بإنتاجه الثقافي والأدبي، ومثالًا رفيعًا في روح التسامح والإنسانية والوطنية، ورصيدًا كبيرًا من الحب والتقدير في قلب كل إنسان تعامل معه، وفي وجدان كل مثقف وصحفي بحريني وخليجي وعربي.
حمرة في الأفق البعيد
عبارة “المبدع لا يموت”، نقتبسها من كلمة رثائية في ديسمبر من العام 2015 لرئيس أسرة الأدباء والكتاب إبراهيم بوهندي، فالراحل البسام تألق في النص السردي وكلما تجسدت أمامنا تلك الشخصيات المحببة التي أبدع في استحضارها من الطرقات الضيقة والبيوت المتداخلة من أحياء البحرين العريقة، لابد أن يتصدر ذلك المكان الذي سكنته أسر كثيرة من عائلة البسام التي ينتمي إليها فقيدنا.. فريج الفاضل الذي كان يعج بالمبدعين من أمثاله بين طرقاته إلى سيف البحر متأملًا تلك الحمرة في الأفق البعيد لولادة عناوين لإصداراته”، معتزًا بإسهامات البسام في مسيرته الإبداعية في المشهد الأدبي والثقافي في مملكة البحرين.
هوية الوطن الثقافية
ويعبر نجله حمد عن الاعتزاز بمسيرة والده الراحل، فهي بمثابة وسام كبير، فمنهجه ابتعد عن كل القضايا والموضوعات التي تثير الفرقة والطائفية، واتجه ليرسم الابتسامة والفرح في قلوب الناس، تاركًا سيرة عطرة بين القراء وبين العاملين في مجال الصحافة وفي مجالات الثقافة والإعلام، ولدوره المهم في توثيق التاريخ في إصدارات مليئة بالروح والحياة، وبحثه الدائم في مقالاته عن المعلومة التي تنفع القارئ.
جميل أن نستذكر وصف رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين عيسى أمين عن الراحل البسام، ليكون اسمه بين أسماء لامعة للراحلين من المبدعين الذين مضوا (فهم الهوية الثقافية لهذا الوطن) من أمثال: يوسف الخاجة، ناصر اليوسف، عباس المحروس، عبداللطيف مفيز، عبدالكريم البوسطة، أحمد باقر، عبدالله خليفة، عبدالرحمن رفيع وخالد البسام... الإنسان الكاتب الذي يعطينا الإحساس بإنسانيتنا.