اهتموا بالتراث والفنون الشعبية وتوريثها لجيل بعد جيل

الدور الشعبية في المحرق.. مبان تاريخية تفوح من جدرانها رائحة رجال عظام

| أسامة الماجد

الدور الشعبية في البحرين، إرث قديم وجميل خالد، ومبان تاريخية تفوح من جدرانها رائحة رجال عظام حملوا على عاتقهم لسنوات طويلة المحافظة على الفنون الشعبية والاهتمام بها وتوريثها جيلا بعد جيل.

يوم أمس تحدثنا عن افتتاح "دار بن حربان" بالمحرق ضمن جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار بالفنون الشعبية والتي تعد من أهم أشكال التراث الثقافي غير المادي، واليوم نستعرض الدور الشعبية في المحرق وتاريخها كما جاء في كتاب "الدور والفرق الشعبية في البحرين" للباحث جاسم محمد بن حربان.

"دار جناع"

تعتبر "دار جناع " من أشهر دور المحرق، ومقرها في منطقة الحالة وترأسها المرحوم  جناع بن سيف المقلة الكواري، وتتميز هذه الفرقة بأداء فنون لفجري وأهازيج البحر، ولها مشاركات واضحة وذلك من خلال المناسبات الخاصة والعامة.

استطاع الفنان الراحل جناع بن سیف المقلة الكواري أن يمارس الغناء وعمره 14 سنة في "برستي" يقع فريق المقلة بحالة أبو ماهر، وعندما ضاق عليهم المكان، حيث كثر عدد المشاركين استأجروا دار عبيد المسلم، حيث استقاموا بها ثلاث سنوات، ثم انتقلوا إلى دار سلمان بن صالح وجلسوا بها 6 سنوات، في ذلك الوقت كان في حالة أبو ماهر عدد من الدور الشعبية التي تزاول غناء الفجري، منها على سبيل الذكر "دار علي بن هلال"، "دار بن لوفي" " دار عيال عامر".  ثم انتهت الدور بتلك المنطقة بعد أن هدم معظمها، فتفرقت الجماعة لمدة طويلة من الزمن، بعدها منهم من جلس مع محمد بن حربان شمالي المحرق، ومنهم من جلس مع جمعة بوخلف، وفي نفس المنطقة، وبعد سنتين التقت الجماعة مرة أخرى، حيث قرروا الذهاب إلى جناع بن  سيف ليترأسهم في "كبر بوخلف" وكان عمره آنذاك 30 عاما، ومن هنا أصبحت الدار تسمى بدار جناع.

وبعد انتقالات عدة في أماكن مستأجرة رست في نهاية المطاف ببيت قريب من بيت رئيس الدار، حيث جاءتهم دعوة لزيارة دولة الكويت؛ لإحياء حفلات شعبية في عيد الاستقلال الأول بعد أن تقدمهم محمد بن حربان وأفراد داره بسبعة أيام، وبعد رجوعهم من الكويت أشار أحد الإخوة ويدعى راشد بن حسن الذوادي على جناع بن سیف بأن يكتبوا رسالة إلى المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة يطلبوا فيها بناء الدار، وبالفعل أمر صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى بشراء وبناء الدار على نفقته الخاصة قبل 30 عاما من الآن "أي العام 2005"، وهي الدار الحالية موجودة في حالة أبو ماهر.

"دار إبراهيم المسعد ومحمد سلمان"

وهي من الدور المتميزة في مدينة المحرق وذلك من خلال محافظتها على الكثير من الألوان الغنائية الشعبية وتم تأسيسها العام 1966.

بدأ الفنان إبراهيم المسعد رحمه الله حياته الفنية مع الفنان محمد بن حربان عندما وضع أول دكان له وكان عمره أنداك لا يتجاوز 14 سنة، ومن خلال تكليف الفنان بن حربان له بمصاحبة الفنانة سعيدة السهلاوي؛ للمشاركة مع فرقتها عند احتياجها لبعض العازفين والمغنين، برز اهتمامه بالفنون الشعبية النسائية. وبعد مرور السنوات من التزامه مع الفنان بن حربان استطاع أن يفتتح له مقرا مكونا من خلاله النواة الأولى للدار الحالية، وكان مقر الفرقة الرسمي بذاك الوقت في خان إبراهيم بوحجي، وبعد مرور سنتين انتقل إلى مقر آخر شمال المحرق مكث به قرابة السنتين، ومن ثم انتقل إلى المقر الحالي بفريج المري، وحدد الفنان إبراهيم المسعد عمره التقريبي في تلك الفترة بأنه كان في العشرينات من عمره.

"دار قلالي"

تعتبر من الدور القديمة في البحرين، حيث كان تأسيسها في الثلاثينات، وتتميز بفن "لفجري" و"الجرار"، ولها مساهمات عديدة في المناسبات الخاصة والعامة على مستوى البحرين والخليج.

وهي تعتبر امتداد "لكبر بن إدريس"، ومن ثم ترأسها الفنان الراحل المرحوم مرزوق بن أمان، وتلاه في الرئاسة الفنان المرحوم علي الجفال، ثم الفنان الراحل صلاح الجفال والفنان أنور القطان، حيث تغير الاسم من دار إلى فرقة.

تضم هذه الفرقة نخبة من الشباب الذين اهتموا بفنون لفجري خصوصا، والفنون الشعبية الأخرى عموما، برز بها الحداؤون الشباب بعد أن توفى الله كبار النهامين والحدائين. وقامت هذه الفرقة بإنتاج العديد من الشرائط لأغاني الفجري المطورة بمصاحبة فرق موسيقية، وهذه الشرائط من تجارب الفنان صلاح الجفال رئيس الفرقة أنداك.

"دار الحد"

تعتبر دار الحد من الدور الشعبية التي استطاعت على مر الزمن الحفاظ على الفنون الشعبية خصوصا فن لفجري والعرضة، وهي من الدور القديمة التي شاع ذكرها في الخمسينات، أسسها الفنان الراحل المرحوم نايم بن خميس، وتتالى على رئاستها الفنان الراحل المرحوم جمعة بن سند والذي يعتبر أحسن عازف طبل حتى أنه مثل البحرين في عدة مهرجانات وله إسهامات كثيرة بمشاركته لدار جناع بن سيف ودار سالم سعيد العلان، ودار مرزوق بن أمان، ثم ترأس الدار من بعده الفنان ياقوت بن علي والذي استطاع أن يكون دارة شبابية تحتوي على نخبة من الشباب الذين حملوا على عاتقهم مهمة الحفاظ على تراث الأجداد.

"دار على بن صقر"

تعتبر دار علي بن صقر من الدور القديمة في البحرين، وتتميز بفن الفجري، ولها مساهمات عديدة في المناسبات الخاصة والعامة على مستوى البحرين والخليج.

"دار السلام"

وهي من الدور الشعبية المتميزة بالحفاظ على فنون السمرة وتختص هذه الدار بغناء الأصوات البحرينية والفنون الأخرى، ولها مشاركات عديدة في المناسبات العامة، وتعود سنة تأسيسها إلى العام 1959.