غارات أميركية تستهدف ميليشيات إيران بالعراق وسوريا
| عواصم ـ وكالات
أعلنت الولايات المتحدة الأحد أنها شنت غارات جوية موجهة استهدفت “منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران” على الحدود السورية العراقية، مشيرة إلى أن هذه الضربات أذن بها الرئيس جو بايدن في أعقاب الهجمات المستمرة على المصالح الأميركية.
وفي أول تعليق أميركي من مسؤول رفيع المستوى على الضربات التي شنتها واشنطن ضد ميليشيات الحشد، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الهجمات كانت “ضرورية ومدروسة”.
وأوضح بلينكن في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع أعضاء التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي في روما: “اتخذنا إجراء ضروريا ومناسبا ومدروسا يهدف للحد من مخاطر التصعيد”، وفق “رويترز”.
وأضاف أن الضربات نفذت “لتوجيه رسالة ردع واضحة لا لبس فيها”، في إشارة إلى إيران.
وكان البنتاغون قد أفاد في وقت سابق بأن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية على أهداف لمليشيات موالية لإيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، لـ “القضاء على تهديد” وردا على سلسلة من الهجمات الموجهة ضد “مصالح الولايات المتحدة” في العراق.
وشدد البنتاغون على أن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة ومنشآت تستخدمها عدة مجموعات، بينها “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء”، وهي مجموعات في ميليشيات الحشد.
وتأتي الضربات في مرحلة حساسة، إذ تُلقي الولايات المتحدة باللوم على فصائل عراقية مرتبطة بإيران في الهجمات الأخيرة على منشآت عراقية تؤوي أفرادا أميركيين، بينما تأمل أيضًا في العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان إنه “بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية في وقت سابق غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية السورية”، مضيفا أن الضربات تأتي في أعقاب “هجمات جماعات مدعومة من إيران، تستهدف المصالح الأميركية في العراق”.
واستهدفت هذه الضربات منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة بموقعين في سوريا وموقع واحد في العراق. وتابع المتحدث باسم البنتاغون “تم اختيار هذه الأهداف؛ لأن هذه المنشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق”.
وبينما لم تُقدّم الولايات المتحدة معلومات عن سقوط قتلى جراء الغارات، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الإثنين بأنّ خمسة عناصر على الأقلّ من فصائل موالية لإيران قُتلوا في ضربات جوّية أميركيّة على الحدود العراقيّة السوريّة.
وأعلن الحشد الشعبي العراقي في بيان أمس الإثنين مقتل عدد من مقاتليه في ضربات نفذتها الولايات المتحدة، قال الحشد إنها “استهدفت مقرات اللواء الرابع عشر” على الحدود العراقية السورية فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسقوط سبعة قتلى من “الحشد العراقي”.
وقال الحشد الشعبي: “نؤكد احتفاظنا بالحق القانوني للرد على هذه الهجمات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية”.
وأكد أن مواقعه التي تعرضت للقصف “لا تضم أي مخازن أو ما شابه” خلافا “للادعاءات” الأميركية.
ومن جانبه، أكد تحالف الفتح العراقي “وقوع قتلى نتيجة الغارات الأميركية” على مواقع ميليشياته في القائم.
وطالب تحالف الفتح العراقي، الحكومة “بالعمل على إنهاء الوجود الأميركي”.
وإلى ذلك، دعت القوات المسلحة العراقية “للتهدئة وتجنب التصعيد بعد الغارات الأميركية”.
وشدد الجيش العراقي على أن “العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات”.
وقال مسؤول أميركي، إنه جرى استخدام ذخائر دقيقة التوجيه لضرب الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن المواقع المستهدفة كانت تتمتع بقدرات القيادة والتحكم.
ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، الضربة الجوية الأميركية بأنها “تزعزع أمن المنطقة ولن تصب في صالحها”.
جاء ذلك في تعليق من طرف المتحدث باسم الوزارة، سعيد خطيب زاده، بمؤتمر صحفي حيث أفاد بأن “الإدارة الأميركية الجديدة تتبع نهج إدارة دونالد ترامب السابقة، ليس فقط فيما يتعلق بفرض العقوبات على إيران، ولكن أيضًا بشأن القضايا الأخرى في المنطقة”.
وتابع قائلا “أفعال أميركا تزعزع أمن المنطقة وهذا لن يصب في صالحها”.
وكانت المصالح الأميركية في العراق هدفا لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة. ونسب الأميركيون هذه الهجمات التي لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها إلى فصائل موالية لإيران في العراق.
وهذه الضربات الجوية هي ثاني هجوم أميركي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سوريا منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه.