البحرين بيئة داعمة ومحفزة للإبداع

شيماء المير.. شابة بحرينية تحترف الابتكار

قالت الشابة شيماء المير إن مملكة البحرين تعد بيئة حاضنة ومحفزة للشباب على الابداع والابتكار، وتسخير طاقاتهم ومهاراتهم لصالح المجتمع والبشرية.

وأشارت المير التي تعمل حاليا محلل بيانات فضائية بالهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، في لقائها المفتوح الذي تنظمه لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة إلى أن انتقالها إلى مجال الفضاء منحها تجربة مميزة من حيث سعة التخصص، وعدم حصره على مجال بعينه.

مسيرة الشابة شيماء الابتكارية بدأت بمخاطرة عند عزمها على تحديد فكرة مشروع التخرج من تخصصها في الشبكات ونُظم إدارة المعلومات والبرمجة من بوليتكنك البحرين، حيث كانت تتطلع إلى إنجاز فكرة مبتكرة ومميزة وغير تقليدية، متحملة نتائج مخاطرتها على معدلها في الجامعة.

ومن هنا تولدت فكرة برمجة روبوت لخدمة العملاء في البنك البحرين الإسلامي الذي كانت تعمل معهم كمتدربة لمدة 3 أشهر ضمن متطلبات البرنامج الدراسي لها بالجامعة، فلم يكن أمامها سوى تلك الفترة لإنجاز المشروع، وهو ما شكل مخاطرة وتحدياً كبيراً امامها.

تقول شيماء: إن قبولها التحدي مكنها من برمجة أول روبوت يعمل كموظف آلي في البحرين.

وأشارت إلى أن حبها للبحث والمعرفة جعلها على اطلاع دائم على الأفكار الحديثة والمتطورة حول العالم، وتقديمها بأساليب مختلفة في مجالات مختلفة.

ولفتت إلى أنها كانت لديها بعض المخاوف من طرح فكرة الروبوت الموظف، تتمثل في إمكانية عدم تقبل المجتمع لها، إلى جانب وجود تحديات كبيرة متمثلة في قلة الوقت وصعوبة التطبيق ولكون الفكرة مشروع تخرج لا يقبل المجازفة أو الفشل.

وذكرت أنها رغم كل تلك المخاوف عزمت على إنجاز المشروع والمتابعة فيه، انطلاقا من كونها فرصة للتعلم والمعرفة.

بعد إنتهاء فترة التدريب انتقلت شيماء للعمل مدة 6 أشهر في مركز محمد بن خليفة للقلب، حيث ساهمت في تأسيس التكنولوجيات والنظم المعلوماتية في المركز.

رغبة شيماء في التميز والابتكار جعلتها تفكر في مشروع جديد للمركز من خلال فكرة المرآة الذكية التي تمكن المرضى من معرفة العديد من المعلومات الطبية والمعلومات العامة والتواصل مع العالم الخارجي من خلال التحدث مع المرآة.

تقول شيماء: نظرا لعدم السماح لمرضى القلب باصطحاب هواتفهم الذكية معهم، تولدت فكرة برمجة خذخ المرآة الذكية، والتي تساعد المرضى على معرفة الأخبار وتوقيت الصلاة ومكونات الأدوية وغيرها من الخدمات.

مسيرة شيماء العلمية والعملية لم تقف عند هذا الحد، حيث انضمت في سبتمبر 2020 إلى أول أكاديمية للذكاء الاصطناعي برعاية سمو الشيخ خالد بن حمد، وبدعم من بوليتكنك البحرين وتمكين وشركة مايكروسوفت.

وقالت إنه في بداية مشوار الأكاديمية كان لابد من تعلم التقنيات الأساسية والخدمات عبر السحاب، والتي حصلت من خلالها على شهادة مايكروسفت أزور فاندمنتل.

ولفتت إلى اختيارها مسار الذكاء الاصطناعي بهدف الحصول على المعرفة والخبرة الكافية في هذا المجال من خلال المشاريع التي قدمتها.

وكثفت شيماء دراستها في مجال الذكاء الاصطناعي التي تقدمها مايكروسوفت والتي شاركت بها في هاكاثون جائزة سمو الشيخ خالد للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي 2021 والتي تمكنت مع فريقها من تحقيق المركز الثالث.

وأعلنت عن نيتها إكمال المسار الثاني مع شركة مايكروسوفت في (علم البيانات) بعد أن أتمت دراستها في مسار الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد تقديم الامتحان واجتياز متطلبات القبول خلال هذا الشهر.

وقالت شيماء إن وجود بيئة داعمة من الأهل والأصدقاء منحها الحافز لتقديم المزيد.

ونوهت بدعم المجلس الأعلى للمرأة المتواصل في طوال مسيرتها الابتكارية.

وقالت إن "البحرين قدمت لنا الكثير وحان الوقت لنرد لها الجميل بإنجازنا وإبداعنا المحلي والدولي".

وأكدت على ضرورة أن لا يحصر الشباب أنفسهم في مكان محدد، وأن يتيحوا لأنفسهم المجال لتقديم المزيد، ابحث من خلال البحث والقراءة والتعلم وعدم الاستسلام.