"التجديد الفنى فى الرواية السورية" لـ نوال الحلح

صدر حديثا كتاب "التجديد الفني في الرواية السورية" للكاتبة والباحثة نوال الحلح.تتناول الباحثة السورية في كتابها ملامح التجريب في الأعمال الروائية السورية التي صدرت بين العامين 1990 و2010، وتحلل قدرة كتابها وكاتباتها على الابتكار وتجاوز الأساليب الفنية السائدة قبل ذلك.

وترى نوال الحلح في مقدمة الكتاب أن الغاية الرئيسية التي توختها في عملها هذا هي: "اكتشاف مدى قدرة التجربة الروائية على خلق مناخ روائي قلق ومتوتر ومشحون بهموم الهوية والمصير والحرية، وبأزمات الإنسان العربي المعاصر"، ومن ذلك معرفة إلى أي مدى امتلكت الرواية السورية خلال الفترة المذكورة أدوات تقنية مكنتها من بناء أفق جمالي مبتكر يجمع بين وضوح الفكرة وعمقها من جهة، ومتعة التلقي عند القارئ من جهة مقابلة.

وجاء العمل في خمسة فصول، تناول الفصل الأول منها "إرهاصات التجديد الفني في الرواية السورية قبل العام "1990 لا سيما في الروايات الصادرة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وذلك عبر تحليل آفاق هذا التجديد وصراع التأصيل والتغريب فيه. ورأت الباحثة فيه أن عقود الإحباط والهزيمة والعسف السياسي والديني والاجتماعي، هذه كلها أنتجت أدبًا قلقًا مثقلًا بالسياسة والخوف من الرقابة، وهو أدب ظل مسكونًا بهاجس الالتزام رغم ما اكتنفه أحيانا من استخدام تقنيات فنية جديدة في مظهره العام.

وتناول الفصل الثاني "التجديد في استخدام الزمن الروائي" من خلال عناوينه الرئيسية التي شملت: "تكسير الزمن إلى لوائح زمنية، وتحييد الزمن وتجميده، والتناسخ والتشابه اللانهائي في الزمن الدائري، وأشارت الباحثة فيه إلى أن غالبية الروايات التي تناولت الزمن بطريقة تجريبية، قد كتبها روائيون متمرّسون بفن كتابة الرواية، وأن هؤلاء الروائيين لجؤوا إلى التجديد في البنى الزمنية بعد أن مرَّ عليهم زمن طويل من الالتزام والتعامل مع الزمن بطريقة تقليدية.