إصدار جديد لكاظم مؤنس

دكتاتورية اللغة وأقنعة الرمز في الخطاب الاتصالي

| أسامة الماجد

صدر حديثا لأستاذ الإعلام المشارك في الجامعة الأهلية بقسم الإعلام والعلاقات العامة كاظم مؤنس كتابا جديدا يضاف إلى سجل إصداراته المتميزة بعنوان "دكتاتورية اللغة وأقنعة الرمز في الخطاب الاتصالي". يقع الكتاب الصادر عن مؤسسة حورس الدولية في 231 صفحة من الحجم المتوسط وينقسم إلى خمسة فصول، الفصل الأول جاء بعنوان " البنيات اللغوية وفاعلية الرمز في الخطاب الاتصالي. والفصل الثاني بعنوان" سلطة اللغة على الخطاب"، والفصل الثالث يتحدث عن " نظام الإنابة والاستبدال في اللغة"، والفصل الرابع عن "الصورة كيفية للإدراك والوعي بالواقع"، والفصل الخامس والأخير عن " كتابات في الثقافة والفن. وقد جاء في مقدمة الكتاب: تكاد تنحسر المداخل التي تناولت العلاقة بين اللغة والرمز، وإن وجدت بعض الدراسات، فقد بقي صوتها خافتا لا يوفر إجابات شافية للكثير من الأسئلة التي حاكت العلاقة بين اللغة والرمز والتي شكلت أحد أهم مداخل هذا الكتاب المكرس لتأكيد دور الخطاب باعتباره لغة بهيئة رموز صنعت لنفسها أساسا صالحا لما يسمي بدكتاتورية اللغة خصوصا في حقل الإعلام والاتصال. فما اللغة إلا وعاء للفكرة والأفكار التي لا وجود لها خارج التركيب اللغوي، وما التركيب إلا وظيفة لمعنى يعبر عن كونه منظومة دينامية موحدة لعناصرها ووحداتها البنائية والتي هي بجوهرها وحدات علاماتية يحرر معانيها السياق اللغوي؛ كونه الكيفية المسؤولة عن المعنى والتي كلما تغير تركيبها تغير تبعا لها المعنى المنتج. مما يؤكد على أن كل أشكال الخطاب هي ممارسة لغوية تتمثل بصياغة جمالية تشير إلى مصدرها وفكرتها ومرجعيتها التي يتشاركها المتلقي مع منتج الخطاب؛ لذا فهو في الجوهر حوار بين طرفين، ومهما التبست هذه العلاقة بين اللغة والرمز أو تقنعت تظل في حقيقتها علاقة جدلية حوارية تختزن ضمنا الوجه الآخر لشعرية الخطاب. ومن هنا يأتي هذا الكتاب للانطلاق في فضاء اللغة واحتكارها لتجليات الرمز وأقنعته المتعددة متجاوز الوقوف أمام وظيفة اللغة وسيميائيتها إلى مدارات وفضاءات مفتوحة بوصف اللغة وعاء الفكرة أو الأفكار وخارجها لا شيء يمكن أن يدركه المتلقي فضلا عن كونها منظومة علامائية مكتفية بذاتها كبنية جمالية قابلة للتأويل لها طبقات من المعنى موجهة نحو الآخر مشروطة بمرجعيتها الاجتماعية والثقافية والتاريخية.