بعد أن أثار صدمة.. الكشف عن حقيقة شنق حركة طالبان لرجل بمروحيّة

بعد أن نشرته حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس حقيقة الفيديو الذي أثار صدمة بسبب زعم ناشريه أنه يوثق "شنق حركة طالبان لرجل في أفغانستان بمروحيّة".

وترافق نشر الفيديو مع تصاعد المخاوف من انتهاكات واسعة قد تشهدها أفغانستان على أثر سيطرة حركة طالبان على أجزاء واسعة من البلاد بينها العاصمة كابل، بعد انسحاب القوات الأميركية وفرار الرئيس الأفغاني، أشرف غني.

ووفق فرانس برس، فقد  ظهر الفيديو  على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم فيديو، وقيل إنه يُظهر شنق الحركة رجلاً أفغانياً بمروحيّة، لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والرجل المعلّق بالطائرة هو عنصر في الحركة كان يثبّت علماً على هوائيّ فوق مكتب والي قندهار.

ويظهر في الفيديو رجل يتدلّى من مروحيّة تحلّق فوق مبان سكنية، في حين قالت التعليقات المرافقة إن الفيديو يُظهر شنق حركة طالبان لرجل باستخدام مروحيّة.

وظهر الفيديو مع هذا الادّعاء على حسابات وصفحات باللغة العربية، وبلغات عدّة حول العالم، منها حسابات لسياسيين ومؤثرين غربيين على غرار السيناتور الأميركي تيد كروز، وآخرين ممن حملّوا الرئيس الأميركي، جو بايدن، مسؤولية الانسحاب الذي اعتّبر فوضوياً وأثار انتقادات حادّة، وفق فرانس برس.

لكن الفيديو لا يُظهر رجلاً شنقته حركة طالبان بطائرة، مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة، فقد قالت خدمة تقصّي صحّة الأخبار إن عملية البحث عن الفيديو، باستخدام محرّكات البحث، قادت إلى نسخة منه نُشرت في الثلاثين من أغسطس، رجّح صحافيو فرانس برس أن تكون أولى النسخ المنشورة.

وقد نشرت هذه النسخة على حساب صحفي أفغاني اسمه صديق الله أفغان على موقع تويتر. ويقيم صديق الله خان في مدينة قندهار، حيث يدير إذاعة محليّة اسمها إذاعة "تبسّم"، وهو الاسم الذي يبدو على مقطع الفيديو.

وقال صديق الله خان لوكالة فرانس برس "أنا التقطت هذا الفيديو ونشرته"، قبل أن يضيف "الرجل الظاهر في الفيديو لم يُشنق، بل هو عنصر في حركة طالبان".

وروى قائلاً "هو أحد حراس الوالي، كان يحاول أن يثبّت علماً على هوائيّ ارتفاعه 100 متر، لكنّه لم يفلح في ذلك".

وقال أحد المراسلين الصحفيين المتعاونين مع وكالة فرانس برس في مدينة قندهار إن الفيديو لا يُظهر عملية شنق.

ونقل عن شهود في المدينة ما يتوافق تماماً مع رواية صديق الله خان، وأن عنصر حركة طالبان لم يتمكّن في نهاية المطاف من تثبيت العلم.

وفي مطلع سبتمبر الجاري نشر الصحفي الأفغاني بلال سرواري الفيديو نفسه، ونقل عن قائد الطائرة المروحيّة، الذي قال إنه على معرفة وثيقة به، أن المهمّة كانت تقضي بتثبيت علم، لكنها لم تنجح.

وكذلك نشرت حسابات موالية لحركة طالبان الفيديو نفسه، وقالت إنه يُظهر "مجاهداً كان يحاول تثبيت العلم فوق مكتب الوالي".