"البحرين في ارقام" يشجع الشباب البحريني لدخول القطاعات الاستثمارية بالبورصة
| إبراهيم النهام - تصوير: خليل إبراهيم
فرص واعدة في مجالات عديدة تنتظر من يغتنمها الخبراء ينصحون بتنويع السلة الاستثمارية ارتفاع ربحية الشركات المدرجة بالبورصة بالنصف الأول 2021
أكد المشاركون ببرنامج “البحرين في أرقام” الذي بثته صحيفة “البلاد” مساء أمس الأول (الأحد) عبر منصاتها الرقمية، أهمية تشجيع الشباب البحريني لدخول القطاعات الاستثمارية بشكل مبكر، موضحين أنه ونظرًا لطبيعة الدراسات الأكاديمية التي يتلقونها في المملكة مع ارتفاع منسوب الوعي لديهم، فإن هنالك فرصا استثمارية واعدة وعديدة.
البرنامج الذي يعده الخبير الاقتصادي حسين المهدي، وتبثه صحيفة “البلاد” عبر منصاتها الرقمية في الثامنة من مساء كل يوم أحد، استضاف بحلقته الجديدة التي حصدت أكثر من 1520 مشاهدة عبر الانستغرام، المدير العام للخزينة والاستثمار في بنك البحرين والكويت محمد الريس، والوكيل المساعد للتعليم بوزارة التربية والتعليم لطيفة البونوظة، والباحث يوسف صلاح الدين.
ورحب مقدم البرنامج الخبير الاقتصادي حسين المهدي بالمشاركين، قبل أن يستعرض بيانات البورصة للأسبوع الماضي بقوله “حققت البورصة مع الإغلاق ارتفاعا بنسبة 7.44 نقطة، وهي نتيجة طيبة قياسا بالفترة من سبتمبر الماضي وحتى الآن، أي بزيادة 13 %، في حين يعاني العالم الأمرّين اقتصاديا”.
وأضاف “القيمة التي تداولتها البورصة حوالي 4 ملايين سهم، قيمتها بحدود 944 ألف دينار، وبقيمة سوقية تجاوزت 10 مليارات دينار بحريني خلال عام واحد فقط”.
الريس: حملات التطعيم تنعش المؤشرات الاقتصادية
وفي مداخلة له عن اتجاهات السوق المقبلة، بناء على الأرقام المذكورة، قال المدير العام للخزينة والاستثمار في بنك البحرين والكويت محمد الريس “لكي نستطيع أن نحلل أداء بورصة البحرين، علينا أن ننظر للأداء العالمي والخليجي، والمؤثرات الخارجية نفسها، وعليه فإن من أكثر المؤثرات التي عانينا منها خلال الفترة الماضية هي تداعيات فيروس كورونا وأثرها المباشر على الاقتصاد”.
وأردف “مع زيادة حملات التطعيم، وحين بدأ العالم بالتعافي، مع اكتساب الخبرة عن الوضع القائم، وطبيعة الفيروس، فإن أسواق المال بدأت في الارتفاع عالميًا، مع ظهور المؤشرات الإيجابية للمستثمرين، وإن هنالك تعافيا قائما سينعكس على المؤشرات الاقتصادية”.
وأكمل الريس “بورصة البحرين تبعت هذا المؤشر، مع ارتفاع نسبة التطعيم المحلي، وقوة النظام الصحي، وهي ركائز شجعت المستثمر البحريني على الاستثمار في السوق، مع انخفاض الأسعار بشكل كبير العام الماضي، وخلقها فرصا للمستثمرين في الدخول بتقييمات لتحقيق مضاعفات ربحية مجزية”.
وواصل “تحقيق ارتفاع بنسبة 13 % لم يأت بين يوم وليلة، بل جاء بشكل تدريجي من قبل يناير الماضي، أضف إلى ذلك أن ربحية الشركات المدرجة في بورصة البحرين في النصف الأول من السنة كانت مرتفعة مقارنة بالفترة الماضية. 2020 كانت سنة صعبة على عدد كبير من الشركات التي كانت تحاول التكيف مع البيئة الجديدة التي أوجدتها الكورونا، وكيف يمكن تخطي عقباتها”.
وقال الريس “انخفضت الربحية خلال العام 2020، بخلاف العام 2021، إذ تأقلمت الشركات مع الكورونا، وبدأت الأرباح في التصاعد والنمو، وفي المقابل رأينا هذا الارتفاع في أسعار الأسهم، كما أن لدينا جزءا كبيرا من مؤشر البورصة ممثلًا بالبنوك التجارية، التي حققت بشكل عام ربحية إيجابية العام الحالي”.
وفي مداخلة له، أبدى المهدي أمله بأن يدخل مزيد من الشباب البحريني في قطاع الاستثمار مع وفرة الفرص والتسهيلات.
وقال الريس معلقًا “ثقافة الاستثمار للجيل الجديد مهمة للغاية، وبأن يبدأ الشاب في التخطيط للاستثمار بشكل مبكر جدًا، حتى لو وجد أن المبلغ الذي سيستثمره في البورصة صغير، والواجب هنا ألا يستصغر أحد ذلك، لأن هذا المبلغ يأخذ في التزايد والتراكم بشكل تدريجي مع ارتفاع العوائد، وعند بلوغ الشخص سنا معينا، فإن بالإمكان الاستفادة منه بشكل جيد”.
وبين “كل على حسب معرفته بطبيعة المخاطرة التي سوف يدخل بها، فهنالك من يستطيع الدخول بنسبة مخاطرة مرتفعة، بخلاف آخرين يفضلون عائدا أقل، ومخاطرة أقل، فمن المهم جدًا معرفة نسبة المخاطرة وطبيعتها، قبل الدخول بها، أضف إلى ذلك أن من المهم تنويع سلة الاستثمارات وعدم حصرها بجانب واحد، لتوزيع المخاطرة، حتى لا يتأثر بأداء شركة معينة”.
وأضاف الريس “لاحظت أن العديد من الشباب البحريني، ونظرا لطبيعة الدراسات الأكاديمية التي يتلقونها في المملكة، لديهم الوعي والحس في اغتنام الفرص الاستثمارية المناسبة”.
البونوظة: دربنا الطلبة في “تريد كويست” منذ 1996
وفي مداخلة لها، قالت الوكيل المساعد للتعليم بوزارة التربية والتعليم لطيفة البونوظة “منذ العام 1996 كان لدينا برنامج (تريد كويست) للتداول، أشركنا فيه طلبة المدارس، وبعد أن منحت لهم مبالغ معينة، تم إدخالهم في برامج استثمارية لشركات بأميركا، ومن الطلبة الذين تخرجوا هناك من أصبحوا الآن مستثمرين”.
وقال الريس “بنك البحرين والكويت كان من المؤسسات الداعمة لبرنامج (تريد كويست) وكان لنا تمثيل دائم سواء في لجنة التحكيم، أو لجنة المستشارين، وفعلا فإن نوعية التعليم تجلت بوضوح عبر هذا البرنامج، رأينا شبابا واعدا لديه خلفية مالية واستثمارية، ناهيك عن مساعدة هذا البرنامج بتعزيز قدراتهم، وتوظيفها، وتعليمهم طريقة تقديم العروض المالية المختلفة”.
وأوضحت البونوظة “في العام 2010 تبنت بورصة البحرين هذا البرنامج”.
208 مدارس بالبحرين وستزيد العام المقبل
وفي تعليق لها عن استشراف المستقبل والواقع الراهن للتعليم، قالت البونوظة “مملكة البحرين وقياسًا بحجمها الصغير إلا أن لها إنجازات تعليمية كبيرة، وهي أول من وضع ميزانية للتعليم، وحاليا فإن ثاني أكبر ميزانية في الدولة هي لقطاع التربية والتعليم، وعليه فإن البنية التحتية من مدارس وإمكانات موجودة، وهناك نقلة نوعية في تجويد التعليم، والأمور متيسرة وناجحة”.
وأضافت “لدينا حاليا 208 مدارس، وستزيد العام المقبل بمعدل مدرستين، والخطة المقبلة والطموحة إيجاد مدارس جديدة على أحدث طراز، وأنا شخصيا أميل للمدارس القديمة، لأنها تجعلنا نعيش العلاقات الإنسانية التي كان يعيش فيها المجتمع البحريني، ولكن متطلبات العصر تفرض علينا أن نجاريها”.
وبينت “مدارسنا الحالية على أحدث طراز، من تكييفات (سنترال)، ومزودة بـ (الواي فاي) وغيرها من مرتكزات أساسية خصبة لعملية التعليم والتعلم، والدليل أنه وخلال السنوات الثلاث الماضية تم إدخال 10 مدارس جديدة مع المباني الأكاديمية”.
وتابعت البونوظة “حين طرح مشروع جلالة الملك العام 2004 لمدارس المستقبل، كانت اللبنة الأساس للانتقال النوعي للتعليم، وحين جاءت الجائحة كنا على أهبة الاستعداد من كوادر مهيأة، ونظام تعليمي قوي، واستطاعت الوزارة خلال أسبوعين فقط الانتقال في نقلة نوعية من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي (عن بعد)”.
87 ألف طالب انتظموا للدراسة حضوريا
وتكمل البونوظة “87 ألف طالب انتظموا الآن للدراسة الحضورية، وبحيث يستوعب الصف من 9 إلى 16 طالبا، فالمدرسة التي كانت تستوعب 1100 طالب، فإنها تستوعب الآن من 400 إلى 450 طالبا، بسبب إجراءات التباعد القائمة، كما يحق لولي الأمر أن يجعل أبناءه يرجعون للدراسة من البيت”.
وقالت البونوظة “مدارس البحرين كلها مدارس مستقبل، ولا يمكن أن نتوقف عند نقطة معينة ونقول إننا وصلنا إلى المستقبل، وحين جاءت الجائحة ساعد ذلك المعلمين والمعلمات وبقية منتسبي الوزارة بأن يتمرسوا بالميدان التربوي في التمكين الرقمي وأن يستغلوا كل الموارد المتاحة في المدارس لكي ينتجوا مواد تعليمية هادفة ومؤثرة”.
وأردفت “الجائحة أعطتنا متسعا لكي ننتج محتوى تعليميا غزيرا، سواء للمعلمين أو الطلبة أو حتى الإداريين في المدارس وبالإشراف التربوي والمناهج، ولقد تعاونت معنا وزارة الإعلام بهذا الشأن لإنتاج دروس متلفزة، وبمعدل 800 درس لكل المراحل التعليمية، من الصف الأول وحتى الصف 12”.
صلاح الدين: انفتاح مبكر على التعليم
وفي سؤال وجهه المهدي للباحث يوسف صلاح الدين عن مئوية التعليم في البحرين، وعن بدايات التعليم تحديدًا، كمورد يصنف بأنه الأهم في أي بلد، قال صلاح الدين “البحرين كانت منذ البدايات من الدول السباقة في التعليم النظامي، منها مدرسة الهداية الخليفية العام 1919، وبذلك الوقت كانت المدرسة في طور الإنشاء، لذا استخدموا مدرسة أخرى هي مدرسة علي الزياني، والتعليم بدأ فعليا بالبحرين قبل هذا التاريخ، مؤديًا دوره لطبقة متعلمة، أصبحت فيما بعد النواة لكل ما سيأتي”.
ويقول “منذ البدايات، فإن الكل كان منفتحا على التعليم، ويرغب في الاستفادة، إضافة إلى أن الأسرة لعبت دورا مهما في ذلك مع وجود بعض الاعتراضات بسبب ظهور المدارس الحديثة، خصوصا للبنات”.
وتابع صلاح الدين “المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، هو باني الدولة الحديثة، وتسلم الحكم منذ العام 1869 إلى 1932، وفي العام 1923 أصبح نائب الحاكم المغفور له بإذنه تعالى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، حيث دعموا ظهور المدارس، وخصصوا لها الأوقاف، والمعهد الديني الحالي هو امتداد لمدرسة الشيخ أحمد المهزع”.
وأضاف “المجتمع البحريني من حكام ومواطنين كانوا وما يزالون منفتحين على التعليم، وأذكر أنه وحين ظهرت المدرسة كانت من المعالم التي يفخر بها الجميع، ومنها أول مدرسة للبنات (جوزة البلوط) العام 1899 والتي بدأت بعدد صغير من الطالبات، ثم انتسب لها فيما بعد عدد كبير من بنات الأسر”.
وقال صلاح الدين “بعدها بثلاث سنوات وفي العام 1902 تم افتتاح مدرسة الأولاد، وجدي (رحمه الله) كان من طلابها، كما أن هنالك مدارس أهلية تقوم بدورها كمدرسة علي الزياني العام 1912، ومدرسة المباركية العام 1913، ومدرسة الهداية العام 1919 في المحرق، وبعدها بسنتين جاءت مدرسة الهداية الخليفية للأولاد في المنامة بالعام 1921”.