ماذا عن "نظرية المؤامرة"؟.. الشليمي: لا توجد من الأساس.. قطيش: توجد واقعًا

| سعيد محمد – الشارقة:

في الوقت الذي ساق فيه رئيس مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية فهد الشليمي في جلسة "نظرية المؤامرة.. هل يمكن اختراقها"؟ جازمًا بأنه "لا يوجد شيء اسمه نظرية المؤامرة، فالغرب يقولون أننا نتآمر عليهم، وفي أوطاننا يقول الناس أن الغرب يتآمر علينا، لكن في الحقيقة لا توجد نظرية مؤامرة"، فيما كان الوجه الآخر للنقاش من مدير الجلسة الإعلامي بقناة سكاي نيوز عربية نديم قطيش الذي قال بأن نظرية المؤامرة موجودة على أرض الواقع، وحينما طلب منه الشليمي أمثلة تحدث عن تآمر إيران والضغوط على المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ونماذج من الخلافات منها ما ارتبط بالأزمة الخليجية، ليشير الشليمي بأن الأزمة الخليجية "أزمة سياسية".

تحدث في هذه الجلسة بالإضافة إلى السليمي ومديرها قطيش كل من فيليب هاموند عضو في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة، ونارت بوران الرئيس التنفيذي للشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية، وتطرقوا في جوانبها إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة نقل المعلومة عبرها؛ ساهمت بشكل مباشر في انتشار نظرية المؤامرة وتأثيرها على مناحي الحياة المختلفة، بالإضافة إلى أن إحساس الجمهور بحالة من الاغتراب وعدم وضوح الرؤية بما يتعلق بنقل المعلومة؛ تعتبر بيئة خصبة وخطر محدق يجب التعامل معه بحكمة، لمنع تفشي نظريات المؤامرة، وكان هاموند واضحًا في القول بأن مواجهة نظريات المؤامرة تحتاج إلى استراتيجيات عملية، تتمثل في كسب معركة القلوب وليس فقط العقول، وذلك عبر تقديم الحقائق بطريقة جذابة، تخاطب المشاعر، إلى جانب فهم آلية عمل نظريات المؤامرة، واستعارة بعض الوسائل التي تعمل بها لاستخدامها في تفنيدها، وتطوير مناهج التعليم والعقل النقدي لدى الجمهور، لتمكينه بشكل رصين من تصديق الحقائق ونبذ أية نظريات غير صحيحة، وأخيرا تطوير شراكات فعالة بين الحكومات والمؤثرين، تعمل على تعزيز الثقة والشفافية بين الجمهور والجهات الرسمية.

وزاد  هاموند القول أن الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة لنظريات المؤامرة؛ لديهم عقلية معينة تؤمن بمنهجية محددة، ولا بد من التعامل معها بذات المنهجية، مشيرا إلى أن التعليم وتعزيز التفكير النقدي عبر النظر إلى الحقائق يسهم في مواجهة أي شائعات غير حقيقية، لذلك يجب -على المدى البعيد- تطوير هذه العقلية، إلى جانب العمل على تقديم التفسيرات المنطقية والقريبة من الواقع قدر الإمكان، والتي بدورها تضع حدا لأية نظريات من شأنها أن تذهب بعيدا عن الحقائق، واتفق معه نارت بوران إلى حد منها لكنه تطرق إلى أن أحد أهم أسباب انتشار نظرية المؤامرة تكمن في منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما وأن غالبيتها بنيت على أسس تجارية، فهي غير مهيئة لتقوم بدور الصحافة الحقيقية. مضيفا " لا بد من إعادة ترسيخ أسس الصحافة وأخلاقياتها لتكون قادرة على التعامل مع تحديات العام 2021، فالمؤسسات الإعلامية لها دور مسؤول في مواجهة نظرية المؤامرة، وإن الأداء الحكومي يلعب دورا في التأثير على هذه الوسائل عبر الشفافية والوضوح وسرعة تقديم المعلومة الحقيقية.