صراع مثير بين التلاميذ في الفيلم الاردني "المجلس"

بمشهد غرائبي لأطفال يحاولون ملء زجاجة مياه من صنابير مغلقة بغطاء معدني، يبدأ الفيلم الأردني "المجلس" للمخرج يحيى العبدالله، ليتناول فيه قصة مدرستين للصبيان والبنات عبر أحداث انتخاب ممثلين للتلاميذ في مجلس لإدارة شؤونهم، لكن عبر تناول جوانب غير عادية في حياة هؤلاء التلاميذ، يخرج الفيلم من متابعة الانتخابات المثيرة، ليقدم بطريقة غير مسبوقة أصول الصراعات وعقبات التطور والإصلاح في المجتمعات العربية المحلية.

الفيلم تم تصويره على مدى أكثر من سنة من معايشة حياة تلاميذ في منطقة السخنة الأردنية، من داخل مدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين، ويبدأ بحملاتهم الدعائية التي تقدم وعوداً بمكافحة التمييز الاجتماعي والتنمر بين التلاميذ، لكنها أيضاَ تذهب بعيداً في خطط بتصميم زي مدرسي حديث وتوسيع الفصول الدراسية وإعداد ملاعب بأرضيات مجهزة. بأحد المشاهد يحاول أحد التلاميذ، بصعوبة، تهجئة كلمة تغيير.

تتطور الأحداث بتناول وسائل الدعاية بين المرشحين، بما في هذا محاولة تقديم رشى للناخبين بوسائل بسيطة تناسب أطفال في أعمارهم، بما في هذا محاولة استغلال العلاقات الاجتماعية والقبلية بالمنطقة، والمناظرات الشرسة والتأثير على المنافسين، لكن الناخبون يكسرون المتوقع بمسائلة مدققة عن آليات تنفيذ ومصادر التمويل لتلك الوعود، مع مفاوضات عنيدة للحصول على المزيد من المرشحين.

لكن في مستوى آخر، يعرض الفيلم موقف السلطات وهي تستغل الخلافات بين التلاميذ وبعضهم، مثل تكريس الفصل بين الصبيان والبنات في المدرستين، وتسويف البيروقراطية لعرقلة طلبات التلاميذ الذين يسعون لتوسيع صفوف المدرسة، والاصطدام بالزعماء الدينيين عندما تسعى البنات لتقديم عرض فني مستوحى من التراث الفلسطيني. تتصاعد الإثارة مع إصرار وحماس التلاميذ وجمود السلطات التي تتفنن في عرقلة هذا المجلس، ويستمر الصراع غير محسوم حتى المشهد الأخير من الفيلم.

فيلم "المجلس" معروض حالياً على منصة شاهد ضمن مجموعة من أهم الأفلام الوثائقية العربية التي نالت حقوق عرضها من شركة MAD Solutions الموزعة لها بالعالم العربي، وسبق للفيلم أن فاز بتنويه خاص في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إضافة إلى شهادة تقدير من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وقبلها نال مشروع الفيلم دعم ورشة فاينال كات في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. يحيى العبد الله مخرج الفيلم قدم أكثر من 10 أفلام قصيرة ووثائقية وروائية طويلة، من بينها فيلم "الجمعة الأخيرة" ببطولة النجم الفلسطيني علي سليمان. وخلال مسيرته السينمائية نال العبدالله أكثر من 7 جوائز سينمائية من مهرجانات دولية.​