تصوير مسلسل “دحباش“ بقصة تراثية مستوحاة من المجتمع الكويتي القديم

يواصل فريق عمل المسلسل الكويتي “دحباش” للمخرج حسين أبل تصوير المسلسل التراثي للمؤلف مشاري حمود العميري المستوحى من قصة تراثية من واقع المجتمع الكويتي، حيث تسلّط الضوء على ثلاثة خطوط درامية رئيسية في العمل أولها شخصية “دحباش” وثانيها “ولد شمة” وثالثها “بلال الإفرنجي”، ودحباش من أهل البادية يقدم إلى الكويت، كما هو الحال مع بلال الإفرنجي الذي يقدم إلى الكويت فارا بدينه، فيلتقي الثلاثة عند الشيخ صالح الذي يقوم بدوره المحوري الفنان جاسم النبهان. وهناك صراع قائم بين الطواش وهو الفنان عبدالرحمن العقل وابن عمه الفنان محمد الصيرفي إلى أن يدخل على الكويت مرض الطاعون فتكون هناك أحداث كثيرة يتجسّد بها الصراع من أجل البقاء في مجتمع صغير متكاتف تصقله تلك المواقف إلى بناء مجتمع جديد بعد انجلاء ذلك الوباء عنهم، ومن ثمّ تتوالى أحداث العمل بشكل مشوّق. ويجسّد شخصيات العمل نخبة من نجوم الدراما أبرزهم: جاسم النبهان وعبدالرحمن العقل ومحمد جابر وعبدالإمام عبدالله ومحمد الصيرفي وهيفاء حسين وماجد مطرب وعبير الجندي وفتات سلطان وفاطمة الدمخي وزينب كرم وعبدالله هيثم وإسماعيل الراشد وعمر المحيميد ومحمد الدوسري وعبدالله الفريح وعبدالله الخضر وغيرهم. وكشف منتج العمل ومؤلفه الكاتب مشاري حمود العميري أن قصة “دحباش” تراثية وواقعية مستوحاة من المجتمع الكويتي القديم ويتكوّن من ثلاثين حلقة، متطرّقا إلى حقب مهمة في تاريخ الكويت، انطلاقا من العام 1810 التي تعرض في الحلقة الأولى، ثم تعرض الحلقة الثانية أحداثا وقعت في العام 1812، لتستعرض باقي الحلقات أحداثا أخرى وقعت بين عامي 1830 و1831 بأسلوب درامي وإخراجي مغاير لما يُطرح في الدراما التلفزيونية حاليا، كما يسلّط العمل الضوء على عام مرض الطاعون الذي أصاب الكويت لدرجة قضى على ثلاثة أرباع أهل الكويت إضافة إلى منطقة الخليج والعراق وبلاد فارس، وتمّ تصوير المسلسل في العاصمة الكويت، حيث شيّد فريق العمل قرية متكاملة، في محاكاة للمنازل والأحياء التي ميّزت البلد خلال تلك الحقبة. ومشاري حمود العميري سيناريست وروائي كويتي له العديد من المؤلفات والإسهامات الفنية منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، قدّم للإذاعة والتلفزيون العديد من المسلسلات الناجحة أهمها مسلسل “يوميات متقاعد” عام 1995، و”رحى الأيام” في رمضان 2020، و”الوصية الغائبة” في رمضان 2021 ومجموعة من المسلسلات الإذاعية، كما له مساهمات أدبية أبرزها كتابي “فيض الكلم” و”واحتج الحمار” وعن مشاركتها في المسلسل قالت الفنانة عبير الجندي “لا شكّ أن الذهاب إلى الأعمال التراثية، لاسيما الفترات الزمنية الثرية بأحداثها المتنوّعة، أمر يحتاج إلى دقة ومهارة في صياغة الحدث الدرامي، والوقوف على المفردات التي كانت تستخدم خلال تلك الفترة، والكاتب مشاري حمود العميري وهو أيضا باحث في التراث يملك تلك الموهبة، واستطاع من خلال هذا المسلسل الجديد أن يمزج بين التوثيق والحدث الدرامي من خلال قصة جديدة أتمنى أن تنال رضا المُشاهدين عند عرضه في الموسم الرمضاني القادم”. وعن شخصيتها في العمل قالت الجندي “أجسّد في المسلسل شخصية موزة الأم الطيبة والحنونة وزوجة الطواش الذي يلعب دوره الفنان عبدالرحمن العقل، وهو دور لا يختلف عن شخصيتي في الواقع، فأنا ومنذ الصغر تسكن فيّ عاطفة الأمومة، ولطالما اعتبرت الأم منهلا من العطاء والتضحية والإيثار، ولذلك أصبحت أمّا لأمي، فكنتُ بارة بها”. وتضيف “المسلسل تدور أحداثه خلال الفترة من 1811 إلى 1830، وهي الفترة التي شهدت عام الطاعون الذي أصاب الكويت بالإضافة إلى دول الخليج والعراق وبلاد فارس، ويسقط الكاتب من خلالها على ما نعيشه حاليا من أحداث بسبب جائحة كورونا، كنوع من استحضار الماضي وإسقاطه على الواقع، وقد أبدع العميري في صياغة الحبكة القصصية، التي لا تستعرض التراث وحسب، بل وتعمل على توثيقه أيضا، وكذلك المخرج أبل الذي نجح في إدارة دفة الإخراج بهدوء وبرؤية ثاقبة”. ولم تخف الجندي أهمية الأعمال التراثية في إرساء العادات والتقاليد والحفاظ عليها، وقالت “هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ولكنها تساهم في توثيق فترات زمنية مهمة، لاسيما أن الأجيال الجديدة لم تعش تلك الفترة، والدراما الوسيلة المفضلة لتعريفهم بتاريخ الآباء والأجداد”.​