تطوير المنتجات والخدمات وزيادة الإنتاجية والتنافسية

رائدات أعمال: هكذا استفدنا من "امتياز الشرف" في تطوير مشروعاتنا

تحدثت عدد من رائدات الأعمال البحرينيات اللواتي فزن بـ "امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة" في دوارته السابقة عن مدى الفائدة التي حصلن عليها، وذلك على صعيد الحصول على إرشادات وتوجيهات لتطوير فكرة المشروع وتحسين انتاجيته وتنافسيته ورفع جودة خدماته ومنتجاته وقابليته للتصدير، إضافة إلى تسليط الضوء عليهن كطاقات وكفاءات بحرينية شابة في مجال ريادة الاعمال، وإبراز قصص نجاحهن في إدارة العمل الحر.

وأكدت رائدات الأعمال أهمية المشاركة في الدورة الرابعة من مبادرة "امتياز الشرف" التي أعلن عنها المجلس الأعلى للمرأة مؤخرا ويتم غلق باب التقديم في نهاية مارس القادم، خاصة وأن هذه الدورة تركز على المشروعات المبتكرة والمرخصة من السجلات التجارية التقليدية أو الافتراضية، والقادرة على الاستدامة ومواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19، ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الاقتصادية المستجدة والمبتكرة التي برزت بشكل لافت خلال الفترة السابقة، والدور البارز لرائدات الأعمال في دعم الأنشطة والمبادرات المجتمعية.

بداية علاقة مثمرة مع المجلس الأعلى للمرأة

وأكدت السيدة هلل انجنير الرئيس التنفيذي لشركة "ريف العربية" وإحدى أوائل رائدات الأعمال الحاصلات على الامتياز، أن مشاركتها وفوزها بامتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة وضع شركتها تحت دائرة الضوء بشكل كبير، وقالت "كانت هذه المشاركة بداية علاقة عمل مثمرة مع المجلس الأعلى للمرأة، فقد تم اختياري من قبل المجلس لتمثيل مملكة البحرين في مؤتمر حول المرأة والاقتصاد في الكويت، كما دعيت للتعريف بشركتي خلال معرض أقيم في متحف البحرين بمناسبة زيارة الأمير تشارلز للبحرين وكنت في مقدمة العارضين إلى جانب أربعة من أصحاب أعمال متخصصين آخرين".

وأعربت انجنير عن إعجابها بطريقة عمل لجنة امتياز الشرف برئاسة سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة، منوهة بدور سموها إلى جانب باقي أعضاء اللجنة في تقديم الدعم والإرشاد لرائدات الأعمال المشاركات، وقالت "كم كنت فخورة وسعيدة عندما زارتني سموها شخصيا في شركتي وتعرفت عن كثب على الخدمات التي نقدمها على صعيد تصميم وتصنيع الشعاب المرجانية لإعادة تأهيل البيئة البحرية".

وأكدت أنها تشجع رائدات الأعمال البحرينيات على المشاركة في هذه المبادرة ذات الفائدة الكبيرة لمشروعاتهن، إضافة إلى التشبيك مع رائدات الأعمال الأخريات المشاركات، وتبادل الخبرات كل حسب اختصاصه بما يزيد الإنتاجية والتميز.

الوصول للعالمية

إلى ذلك أشارت رائدة الأعمال ندى العلوي التي أطلقت مع أختها نور مشروع "الندى" في العام 2011 إلى أن المشاركة في امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة كان لها دور كبير في تسليط المزيد من الضوء على هذا المشروع ودعم تنويع منتجاته وتوفيرها في السوق المحلي وتصديرها إلى الكثير من دول الخليج العربي والعالم.

وقالت العلوي "شكَّل تكريم صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله لنا شخصيا عند فوزنا بالامتياز شرفا كبيرا لنا وحافزا على المضي قدما في المشروع ومواجهة التحديات، وبتنا نضع هذا الفوز والتكريم في سيرتنا الذاتية وفي ملف المشروع وخلال مراسلاتنا ذات الصلة بالعمل مع الموردين والمصدرين، وهذا منح الأسواق ثقة إضافية في التعامل معنا".

ولفتت إلى أن مشاريع رائدات الأعمال البحرينيات التي تتسم بالتميز والابتكار تحظى بفرص كبيرة للدعم من قبل جهات عديدة في مقدمتها المجلس الأعلى للمرأة، وأوضحت أن مشروع "الندى" يقوم بتحويل اللوحات الفنية إلى منتجات نستخدمها في حياتنا اليومية مثل الملابس والاكسسوارات والهدايا وتجهيزات المنزل والمكتب وغيرها، وذلك بجودة وفخامة وبتصاميم فريدة.

وأعربت عن فخرها بأن هذا المنتج البحريني الأصيل بات يعرض عدد من المتاجر الكبرى داخل وخارج البحرين إضافة إلى معارض ومتاحف عالمية، مع التأكيد على التميز والتنوع في صناعة المنتوجات والإبداع في الافكار والاهتمام بأدق التفاصيل لضمان الجودة والإتقان والتفرد.

نقلة نوعية وتعزيز للسمعة والانتشار

من جانبهن، أكدت كل من دينا الأنصاري وسهى صوان صاحبات مشروع "شركة بيوتي" أن حصولهن على امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية شكَّل نقلة قوية لمشروعهن، وأشرن إلى أن منح مؤسستهن استخدام شعار الامتياز على المطبوعات الرسمية والموقع الالكتروني الخاص بها لمدة سنتين من حصولها على الامتياز أسهم في تعزيز سمعتها ومكانتها في السوق المحلي والإقليمي وحتى العالمي، وساعد على تحقيق طموح المؤسسة في التوسع إلى دول أخرى، بل والبدء بتصنيع المنتجات محليا.

وأعربتا عن فخرهما وامتنانهما لهذا التشجيع والتحفيز لمشروعهما من قبل المجلس الأعلى للمرأة، وقالتا إن دعم المجلس لرائدات الأعمال الشابات يتجلى في العديد من المبادرات والبرامج فضلا عن امتياز الشرف، بما في ذلك برنامج الاستشارات الاقتصادية "مستشارك عن بعد" الذي أطلقه المجلس خلال الجائحة بالتعاون مع خبراء مؤهلين في المجال وأسهم في توفير نصائح وإرشادات نوعية لعدد كبير من رائدات الأعمال وصاحبات المشروعات المنزلية وغيرهن.

وأوضحتا أن شركة "بيوتي" لبيع منتجات التجميل انطلقت من البحرين في عام 2009، وأصبح لديها الآن فروع أخرى في دبي والرياض والكويت، وتصدر منتجاتها إلى دول الخليج العربي وجزر المالديف وأذربيجان ومناطق أخرى حول العالم، كما أصبحت الشركة تصنع منتجاتها الخاصة، وتمكنت من الحصول على وكالة منتجات عالمية، ولديها علامة تجارية خاصة بها تصنع في البرازيل وإيطاليا.

فائدة كبرى للمشاركة عدا عن الفوز

إلى ذلك أوضحت المحامية مي شويطر أن مشاركتها في مبادرة امتياز الشرف لم تكن بهدف الفوز فقط، بل للحصول على الدعم والإرشاد إضافة إلى بناء العلاقات والترويج، وقالت إنها تمكنت من تحقيق كل ذلك، ثم جاء الفوز بالامتياز ليتوج جهودها ويمنح مشروعها؛ وهو عبارة عن مكتب محاماة؛ زخما قويا غير مسبوق تمثل في تطوير نطاق ونوعية الخدمات القانونية التي يقدمها وزيادة قاعدة الموكلين من أفراد وشركات.

وأشارت إلى أن مشاركتها في مبادرة امتياز الشرف سلطت الضوء عليها كرائدة أعمال مجتهدة في مجال القانون، وقالت "فتح أمامي ذلك آفاقا جديدة، حيث ترشحت لعضوية مجلس إدارة شركة عقارات السيف وجرى انتخابي بالفعل كعضو في المجلس لمدة ثلاث سنوات، وكذلك أصبحت عضوا في لجنة مبادرة امتياز الشرف للدورة الثانية"، وأضافت "أنصح رائدات الاعمال الساعيات لتحقيق احلامهن وطموحاتهن واغتنام الفرص بالمشاركة في مبادرة امتياز الشرف لتكون دافعا إضافيا لتطوير مشروعاتهن ونموها".

ولفتت إلى أن امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة يمثل مبادرة نوعية في إطار منظومة الدعم الاقتصادي التي تحظى بها المرأة البحرينية، إضافة إلى توفير مزايا الاحتضان والتمويل وفرص الارشاد والتوجيه، في بيئة مواتية للتميز والإبداع في مجال الأعمال، وإطلاق مشاريع تجارية رائدة تحظى بانتشار ناجح حتى في الاسواق العالمية.

رائدة أعمال ناجحة تبني وطنها

بدورها وصفت الدكتورة لمياء آل محمود تجربتها بالمشاركة في مبادرة امتياز الشرف بـ "الرائعة"، وقالت إن "معايير التقدم لهذه الجائزة منحتنا خبرة كبيرة وحافز للمشاركة في جوائز أخرى محلية وعالمية، والحمد لله كان لي الحظ الوفير في الحصول على عدد كبير من تلك الجوائز والتقدير كما فتحت لنا آفاق جديده للتميز في مجال عملي"، وأضافت أن الفوز بالامتياز شجعها أيضا على تطوير شركتها كما سلط الضوء على إنجازاتها وتميزها في مجال ريادة الأعمال الطبية.

وأكدت د. آل محمود أهمية امتلاك رائدات الأعمال المشاركات في الامتياز خطة عمل تفصيلية واضحة وخطة تنفيذية دقيقة ومرنة وقادرة على التعامل مع تبدلات الأوضاع وتطورات الأسواق، وأشارت إلى أن التخطيط الجيد يُبقي فريق العمل على المسار الصحيح ويتيح الفرصة لتقييم الأداء بدقة، كما لفتت إلى أن نجاح مشروع رائدة الأعمال يتطلب أيضا بالاستعانة بموظفين مؤهلين، وخلق شبكة علاقات محلية وخارجية ناجحة، وقدرة عالية على إدارة المخاطر، وقالت إن الأهم من ذلك كله أن تضع رائدة الأعمال نصب عينيها أنها تمثل المرأة البحرينية التي أبدعت في جميع المجالات ووصلت لمراكز متقدمة وأصبحت عنصرا أساسيا وفعالا في بناء وطنها.

كما أضافت أن المشاركة في الامتياز تحمل في طياتها فائدة كبيرة لرائدة الأعمال، حيث إنه سيتاح لها فرصة تقييم مشروعها من قبل لجنة تحكيم مختصة تستند إلى معايير نوعية ودقيقة، لبيان نقاط القوة والعمل على تعزيزها، وفرص تحسين وتطوير المشروع.

وعن رحلتها في ريادة الأعمال، قالت إنه رغم بداياتها المتواضعة في العام 1996 عندما كانت أصغر طبيبة أسنان تفتح اول عيادة أسنان خاصة في منطقة المحرق، إلا أنها استطاعت أن تتوسع مع الأيام وتحويلها إلى مركز متخصص لعلاج الأسنان بالليزر وافتتاح فرعين آخرين في الرفاع والجنبية، إضافة إلى التوسع في نطاق العمل عن طريق تأسيس شركات مساندة.