تحركات عراقية "مكثفة" من أجل ترسانة متطورة تحمي أجواء البلاد

تتّجه الحكومة العراقيّة نحو عقد صفقاتٍ جديدةٍ في مجال الدّفاعات الجويّة وأنظمة الرّادار واستيراد الطائرات، مثل رافال الفرنسية وسوبر ماشاك المُخصّصة للتدريب والقتال، وذلك ضمن خطةٍ حكوميّةٍ لتعزيز أمن سماء البلاد.

يشمل الاتّجاه الحكومي الجديد طائرات مقاتلة ومسيرة فرنسية ومدفعية ودبابات روسية، فضلًا عن أنظمة حديثة لرصد الأجواء، حيث بلغت المفاوضات الجارية مرحلة متقدّمة، وفق ما أفاد موقع "ديفينس نيوز"، الذي تحدَّث عن وجود خططٍ لزيادة عدد الدبابات والفرق لتعزيز قدرات الجيش العراقي، الذي يمتلك دبابات "أبرامز" أميركية و"تي 90" الروسية.

وبعد عام 2003، اعتمد العراق بشكلٍ شبه كامل على الولايات المتحدة في تسليح قواته العسكرية البرية والجوية على حد سواء، من دون أن يتمكّن من تعزيز أنظمته الدفاعية بأجهزة روسية بسبب تحفّظات واشنطن.

طائرات مسيّرة ودبابات

في هذا السياق، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء، يحيى رسول، السبت، عزم العراق إرسال وفودٍ إلى دول أوروبية عدة لشراء أنواعٍ من الأسلحة.

وقال رسول، في تصريح للوكالة الرسمية "واع"، إن "العراق يسعى إلى التحرّك في دولٍ عدة لشراء طائرات مقاتلة ومسيرة، فضلًا عن شراء الدبابات والمدافع والحصول على عدة أنظمة دفاعيّة"، لافتًا إلى أنّه "سيتم إرسال وفودٍ إلى دول أوروبية عدة وكذلك إلى باكستان لشراء أنواعٍ من الأسلحة التي تُؤمّن قدرات العراق جوًّا وبرًّا".

وأضاف أن "العراق منفتح على جميع الدول في إطار تعزيز قدراته العسكرية، وهناك خطط لزيادة عدد الدبابات وزيادة الفرق والكتائب لرفع قدرات الجيش العراقي"، مشيرًا إلى أن "العراق يعتزم شراء طائرات مسيرة ودبابات متطوّرة، وهو ما يعزز من المنظومة الدفاعية لجميع قطاعات القوات المسلحة".

مسؤول في وزارة الدفاع العراقية، تحدّث عن طبيعة التوجّه الحكومي الجديد، مؤكّدًا أنه يأتي "ضمن مساعي الحكومة الحالية لتعزيز أمن البلاد بشكلٍ عام، حيث أسفرت الزيارات الخارجية التي أجراها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، عن عدة تفاهمات مع الدول الأخرى التي تعزّزت ثقتها بالعراق بسبب الحراك الدبلوماسي والدعم الدولي كذلك"، مشيرًا إلى "تحركات الوزارة، على عدة مستويات، سواءً في التسليح أو التدريب، وغيره".

ويُضيف المسؤول العراقي، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "الأوضاع الإقليمية وعدم استقرار الأمن في الدول المجاورة، مثل سوريا، حفَّزَا التحرك العراقي لاستيراد الكثير من النواقص، سواءً لدى حرس الحدود أو أنظمة الدفاع الجوي، في ظلّ دخول طائرات مسيّرة، من دون الكشف عنها".

ولفت إلى أن "هذا التحرك يرتبط أيضًا، بتهديد بعض المجموعات المسلحة للدول الإقليمية، باستهدافها، وهو ما جعل الحكومة العراقية تشعر بالمسؤولية تجاه أشقائها، وعدم تحويل أراضي البلاد إلى مصدر تهديد للدول الأخرى"، مؤكّدًا أن "الصفقات الأولى ستتركّز على أنظمة الدفاع الجوي، وكذلك الطائرات، من فرنسا، وصولًا إلى استكمال بقية الصفقات".

أنظمة الدفاع.. أبرز احتياجات العراق

وخلال السنوات الأخيرة، توجّه العراق للعثور على مصادر جديدة للأسلحة الدفاعية، وهو يمتلك بالفعل أنظمة عسكرية روسية تعود لعهد رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين.

ورغم هزيمة تنظيم داعش منذ العام 2016، فإنّه يشنّ هجماته على القوات العراقية بين الحين والآخر، في عدّة مدن في البلاد، وسط تحذيرات مِن تعاظم قوّته بسبب التراخي الأمني.

في هذا الإطار، يرى العميد المتقاعد في الجيش العراقي السابق، كمال الطائي، أن "البلاد بحاجةٍ إلى تحرّكٍ جدّي نحو مجال التسليح، فأغلب العقود التي وقّعها العراق، كانت قبل الحرب مع تنظيم داعش، واستنزف أغلب تلك الأسلحة التي أصبحت قديمةً لا تُلبّي حاجة المرحلة الحالية".

ويرى الطائي، في حديثٍ لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "أبرز ما يحتاج إليه العراق في الوقت الحالي هو الأنظمة الدفاعيةالتي تحرس الأجواء بسبب انتشار الطائرات المسيرة وتصاعد تهديدها، سواءً تلك الداخلة إلى البلاد أو الخارجة منه، وهو ما يلزم الحكومة بالتحرّك العاجل لتدارك هذا الخطر الأمني".