“السلمانية” كان مركزًا لتدريب الأطباء في الخليج

العريض: المستشفيات الخاصة غير مؤهلة للتدريب

قال‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬أحمد‭ ‬العريض‭ ‬إن‭ ‬التدريب‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اليوم،‭ ‬فمنذ‭ ‬بدء‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬التدريب‭ ‬هو‭ ‬الشاغل‭ ‬الأبرز‭ ‬للحكومة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬ستينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬البعثات‭ ‬البحرينية‭ ‬ترسل‭ ‬إلى‭ ‬بيروت‭ ‬والقاهرة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرها‭ ‬لتدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينيين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬وذلك‭ ‬كان‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬للبحرين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬مركزًا‭ ‬لتدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المكان‭ ‬الوحيد‭ ‬المهيأ‭ ‬للتدريب‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬إنشاء‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ (‬كلية‭ ‬الخليج‭ ‬الطبية‭ ‬حينها‭) ‬أصبح‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬للتدريب،‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الكلية‭ ‬الإيرلندية‭ ‬الجامعة‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬الأطباء،‭ ‬وكذلك‭ ‬مستشفى‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬معظم‭ ‬كوادره‭ ‬يدرسون‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الخليج‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للدراسات‭ ‬والتخصصات‭ ‬الصحية‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الرائدة،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬أهمية‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالجامعات‭.‬

ورأى‭ ‬أن‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬للتدريب،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬مؤهلة‭ ‬لتدريب‭ ‬طواقمها‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأجهزة‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬وذلك‭ ‬بمساعدة‭ ‬بعض‭ ‬الشركات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬التدريب‭ ‬الطبي‭ ‬بمفهومه‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬المرتبط‭ ‬بالجامعات،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬التدريب‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالطبيب‭ ‬المتدرب‭ ‬والطبيب‭ ‬المدرب‭ ‬أيضًا،‭ ‬وذلك‭ ‬لارتباطها‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬متواصلة‭ ‬ومعمول‭ ‬بها‭ ‬لدى‭ ‬الجامعات‭ ‬العالمية‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬للبحرين،‭ ‬فالهيئة‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬جهازًا‭ ‬تدريبيًّا‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬جهاز‭ ‬رقابي‭ ‬وترخيصي،‭ ‬فهي‭ ‬معنية‭ ‬بالرقابة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الحلقة‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬توفر‭ ‬نحو‭ ‬2000‭ ‬سرير،‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬إمكانية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالجامعات‭ ‬لتدريب‭ ‬200‭ ‬طبيب‭ ‬سنويًّا،‭ ‬بواقع‭ ‬طبيب‭ ‬لكل‭ ‬10‭ ‬أسرة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬الزمالة‭ ‬أو‭ ‬البورد‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬الكويتي‭ ‬أو‭ ‬الأردني‭ ‬أو‭ ‬البحريني‭ ‬مستقبلًا‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬التدريب‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يبنى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬توزيع‭ ‬الأطباء‭ ‬ممن‭ ‬ينهون‭ ‬سنة‭ ‬الامتيازات‭ ‬وامتحانات‭ ‬مزاولة‭ ‬المهنة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأسرة،‭ ‬فينبغي‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬مستعدين‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬للأطباء‭ ‬والجهاز‭ ‬التمريضي‭ ‬والمهن‭ ‬المساعدة‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتدريب‭ ‬سيرفد‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بفائض‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬ذوي‭ ‬الكفاءة‭ ‬والقادرين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬هذه‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نتطلع‭ ‬لأن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيقه‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للدراسات‭ ‬والتخصصات‭ ‬الصحية‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬توجيه‭ ‬الأطباء‭ ‬حسب‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬الطبيب‭ ‬للتوجه‭ ‬لتخصص‭ ‬معين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬عليه‭ ‬المجلس‭.‬