روسيا تحت المجهر في مجلس حقوق الانسان على خلفية غزوها لأوكرانيا

حصلت أوكرانيا الإثنين على تأييد واسع لإجراء نقاش طارئ في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بشأن الغزو الروسي لأراضيها، والذي تعتزم خلاله طلب تحقيق في انتهاكات مفترضة لحقوق الانسان تتهم قوات موسكو بارتكابها.

فرض الهجوم على أوكرانيا نفسه على افتتاح أعمال الدورة التاسعة والأربعين للمجلس في جنيف. ومن المقرر أن يشارك في الدورة التي تستمر حتى الأول من نيسان/أبريل، وزراء بينهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ومن المتوقع أن يتحدث لافروف أمام مؤتمر نزع السلاح في جنيف الثلاثاء.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش في رسالة عبر الفيديو إن "تصعيد العمليات العسكرية للاتحاد الروسي في أوكرانيا يؤدي الى تصاعد انتهاكات حقوق الانسان".

من جهتها، قالت المفوضة السامية لحقوق الانسان ميشيل باشليه "على مر التاريخ، مررنا بلحظات عميقة الخطورة فصلت مسار الأحداث بين ما قبلٍ، وما بعدٍ شديد الاختلاف وأكثر خطورة".

وأضافت "نحن حاليا عند تحوّل مماثل".

وأشارت باشليه الاثنين الى إحصاء وفاة 102 مدنيين بينهم سبعة أطفال، وإصابة 304 بجروح منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا فجر الخميس الماضي، محذّرة من أن الأرقام الفعلية هي أعلى.

وأوضحت "غالبية (الضحايا) المدنيين قضوا بأسلحة متفجرة ذات شعاع نشاط واسع، خصوصا قذائف المدفعية وراجمات الصواريخ والضربات الجوية".

من جهتها، أكدت السفيرة الأوكرانية يفغينيا فيليبنكو أن وزارة الصحة في كييف أحصت الى الآن سقوط أكثر من 350 قتيلا بينهم 16 طفلا، ونحو 1700 جريح.

وسيكون الغزو الروسي لأوكرانيا محور نقاش طارئ الخميس في مجلس حقوق الانسان حيث تعتزم كييف - المدعومة من قبل عواصم عدة - طلب تشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل الأمم المتحدة، كما هو الحال بالنسبة الى سوريا الغارقة في نزاع دام منذ عام 2011.

وبحسب مشروع القانون المطروح، تطلب أوكرانيا من خبراء الأمم المتحدة التحقيق بشأن انتهاكات لحقوق الانسان تم ارتكابها في شبه جزيرة القرم وفي منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا منذ بدء النزاع في تلك المناطق عام 2014، وفي عموم أوكرانيا خلال 2022.

- "لا شرعية" للغزو -

وطرح اقتراح إجراء النقاش على التصويت الإثنين بطلب من موسكو التي نالت دعما محدودا من دول مثل الصين وكوبا وفنزويلا.

وقبل النقاش، سيلقي كل من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن كلمة أمام المجلس الثلاثاء من خلال تقنية الفيديو، يليهما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء.

ومن المقرر أن يتحدث نظيرهم الفرنسي جان إيف لودريان الإثنين عبر الفيديو.

وفي افتتاح المداولات الإثنين، دان إيغناسيو كاسيس، رئيس سويسرا ووزير خارجيتها، الهجوم الروسي على أوكرانيا "بأشد العبارات"، وذلك قبيل اجتماع للحكومة الفيدرالية يتوقع أن يبحث فرض عقوبات إضافية على موسكو.

وقال "لنكن واضحين: إن محاولات الاتحاد الروسي لاضفاء شرعية على خطواتها هي من دون مصداقية"، مضيفا "لم يحصل أي استفزاز يتيح تبرير تدخّل مماثل".

ودان المسؤول السويسري قيام السلطات الروسية باعتقال متظاهرين رافضين للحرب، وتقييدها حرية وسائل الإعلام.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر 24 شباط/فبراير، بدء "عملية عسكرية" في أوكرانيا، شملت دخول قوات برية وضربات جوية وعمليات قصف لم توفر العاصمة كييف. وأثارت الخطوة الروسية توترا حادا مع حلف شمال الأطلسي ودول غربية أبزرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

وردت الدول الغربية بفرض عقوبات اقتصادية متصاعدة على موسكو، وتعهدت بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

كما يهدد النزاع بالتسبب بأزمة انسانية حادة خصوصا لجهة تدفق لاجئين من أوكرانيا الى الدول المجاورة.

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن أكثر من نصف مليون شخص فروا من البلاد منذ منذ بدأ الغزو قبل خمسة أيام.

وأفاد المفوض السامي للاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي عبر حسابه على تويتر "فرّ أكثر من 500 ألف لاجئ حتى الآن من أوكرانيا إلى دول مجاورة".

ولجأ أكثر من نصفهم الى بولندا، الجارة الغربية لأوكرانيا التي تتشارك معها حدودا يتجاوز طولها 500 كلم.