سعد الفرج لـ"البلاد": مسلسلات الستينات والسبعينات والثمانيات أفضل من مسلسلات اليوم

| أسامة الماجد

على وزارات الإعلام الخليجية تبني وجهة نظر “البلاد” لتوصيل الدراما للعالمية المسرح الخليجي والعربي يعاني كثيرًا وتوجُّه المهرجانات يجب أن يتغير أطالب بأعمال مستقلة في المحطات الخليجية لأنها ستقودنا إلى التميز

لا أملك ذلك اللسان الناطق المعبر الذي سيوفي القامة الفنية الرفيعة الفنان الكبير سعد الفرج حقه، فهو كالأسطورة الأصلية التي استهوت الجمهور الخليجي والعربي، وفنان صاحب تاريخ طويل من العطاء وفلسفة ومدرسة من الصعب تكرارها، فلديه قدرة عجيبة في نقل الأحداث بعظمتها الدرامية نفسها كالسهم لقلب المشاهد، وهذه العملية يسميها “نيكولاي اخلبكوف” بالإبداع والتكنيك الداخلي والخارجي المبهر والجاد. الفنان سعد الفرج يتواجد حاليًّا في البحرين لتصوير مسلسل “الزقوم” من تأليف الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله، وإخراج أحمد يعقوب المقلة، ومشاركة مجموعة من نجوم الخليج، منهم: مرعي الحليان، هيفاء حسين، حبيب غلوم، يوسف بوهلول، حسن محمد، عادل شمس، قحطان القحطاني، أميرة محمد، جمعان الرويعي، أمين الصايغ، سامي رشدان وغيرهم. “البلاد” التقت بالفنان القدير بعد الانتهاء من تصوير أحد مشاهده وسجّلت معه هذا :

حدثنا عن تجربتك في مسلسل “الزقوم” مع المخرج القدير أحمد يعقوب المقلة؟

كل فنان يعمل مع أي مخرج لابد وأن يكتسب منه ويتعلم، وشخصيًّا أحب العمل مع المخرجين أصحاب الأسماء اللافتة في الساحة وأعتز بالمشاركة معهم، والمخرج أحمد المقلة من الأسماء الخليجية المهمة التي تستشعر إبداعها ونسمات تميزها أينما يكون. وبصورة عامة لكلٍّ تجربة واختلافها.

لماذا برأيك دول الخليج مُقِلَّة في تقديم الأعمال الدرامية التي تتحدث وتنقل سِيَر الرواد في مختلف المجالات. في العام 1979 قدّم تلفزيون الكويت مسلسلًا عن الشاعر الكويتي فهد العسكر وحقّق نجاحًا كبيرًا... ولا ننسى أن دول الخليج تزخر بالرموز والرواد في مختلف الميادين... تعليقك؟

أتفق معك في هذا الرأي بل وأرى أنه بات من الضروري أن تلتفت المحطات الخليجية إلى تقديم مثل هذه الأعمال التي تبرز وتظهر الرواد الخليجيين إلى العالم، فمعظم الأعمال اليوم أصبحت تنطلق في الفضائيات بمواصفات معينة وحسب الشروط الموضوعة، بل إنه حتى أسماء الممثلين أصبحت تفرض على الكاتب والمخرج، وكل المحطات تحوّلت بمثابة المعلن.

لقد طالبت منذ فترة طويلة بضرورة أن تكون هناك أعمال مستقلة في المحطات الخليجية، وهذه رسالة من الواجب تأديتها لأنها ستقودنا إلى تقديم أعمال قوية وأفضل حالًا مما هو موجود اليوم.

بخبرتك الطويلة... هل تعتقد أن الدراما الخليجية استطاعت توصيل رسالتها الفنية وسايرت ركب التطور وأثرت في البيت الخليجي؟

دون تردد أقول... مسلسلات الستينات والسبعينات والثمانينات، أدت الرسالة الفنية بقوة وأكثر أهمية مما قدمته المسلسلات الحالية، والسبب يعود إلى دخول العديد من العناصر على الدراما منها المنتجون الذين لا يمتّون إلى المجال الفني بأي صلة لا من قريب أو من بعيد، وهمّهم الأول هو التوزيع فقط على حساب الجودة والرقي.

مع كل الأعمال الدرامية الخليجية التي تنتج سنويًّا، إلا أنها بعيدة عن الخريطة العالمية ولا يشاهدها إلا أهل الخليج وربما بعض الدول العربية... لماذا لا نصل إلى مستوى الأعمال التركية وغيرها ...؟

سؤال مهم... نحن لا ينقصنا أي شيء، الإمكانات موجودة، والعقول الفنية متوافرة في دولنا ولله الحمد، وأتصور أن هذه مهمة وزارات الإعلام والثقافة في دول الخليج التي يجب أن تتبنى ما تفضلتَ به (أي: صحيفة “البلاد”) لتوسيع رقعة نطاق عرض الدراما الخليجية وكذلك المسرح الخليجي.

بما أنك ذكرت المسرح... هل مازال المسرح الخليجي بعافيته؟

للأسف المسرح الخليجي يعاني كثيرًا، ومعه أيضًا المسرح العربي.

حتى مع وجود المهرجانات المسرحية؟

يجب أن تكون للمهرجانات المسرحية التي تقام توجه آخر غير التوجه الحالي المحصور في جمهور معين وصالات معينة. المسرح للجميع ولكل الناس، ومسرح بدون جمهور لا يسمى مسرحًا.

كلمة أخيرة لأهل البحرين؟

مملكة البحرين كما نعرفها دائمًا هي مهد الثقافة والفنون، وكل البدايات انطلقت منها، وأتمنى من كل قلبي مزيدًا من الرفعة والتطور والازدهار لهذا البلد الحبيب الشقيق.