بحريني يصل إلى جبل كليمنجارو الإفريقية
| علياء الموسوي
قال عبدالله المدفعي عن تجربته وسط غابات تنزانيا للوصول إلى جبل كليمنجارو، إن القمة تعني أن تكون على ارتفاع ٥٨٩٥ مترًا في رحلة تستغرق من 7 – 8 أيام متواصلة، وقد تمتد إلى أكثر، وسط رياح شديدة البرودة وطقس أشبه بالجليد، دون أن تفكر سوى أن تدفئ نفسك، وتحميها من الأخطار.
الفكرة
وذكر المدفعي أن حبه للسفر والخوض في المغامرات في دمه منذ الصغر ومن هنا انطلقت الفكرة، التي جعلته يخوض هذه التجربة الجديدة والتي ساعدته على اكتشاف نفسه بشكل أكبر، كما حفزته على تقديم أفضل ما لديه في هذه الحياة.
وأضاف أنه يؤمن أن تحقيق أي إنجاز مهم كان صغيرًا يدفعه إلى تحقيق إنجاز أكبر، و الإيمان للوصول إلى ما يريد.
وأوضح أن الهدف من دخوله هذا التحدي هو تذكير نفسه بمقولة محمود درويش أن على قدر حلمك تتسع الأرض وكلما وثقت في نفسك وآمنت بها حققت ما تريد.
وقال، تكمن في ذواتنا طاقات إبداعية علينا استغلالها وتوجيهها نحو أهدافنا لكي نستطيع من خلالها الوصول لأي هدف نريده، وهو ما قمت به عندما وضعت هدف الوصول إلى جبل كليمنجارو.
الفريق
وذكر أن الإنسان عندما يكون لديه إيمان بفكرة معينة، فإنه يسعى إلى تحقيقها، عن طريق السبل والأدوات المناسبة، وهذا ما جمعه مع فريقه الذي تكون من 12 شخصًا من دول الخليج.
وبين أنه كان النصيب الأكبر إلى أبناء الكويت وهم 9، واثنان من المملكة العربية السعودية، وأنا البحريني الوحيد بينهم، حيث انطلقت الرحلة بتاريخ 24 فبراير وانتهت في 4 من الشهر الجاري.
الدعم
قال المدفعي إن أسرته انقسمت بين مؤيد ومعارض، خصوصًا أن فكرة تسلق ارتفاع بهذا المقدار، ليس بالهين، لكن دعم والدتي هو الدافع الأكبر لوصولي إلى القمة. وأشار إلى أن أصدقاءه من دولة الكويت الشقيقة محمد مجاربي ونايق وفواز العنزي، قدموا له سلسلة من النصائح والإرشادات حول الرحلة وكيفيتها.
التحديات
وقال أن هناك مرضًا يسمى “مرض الارتفاعات” وهو الشيء الذي أصابه هو مع فريقه، في رحلة التسلق التي استمرت سبعة أيام، ستة منها للصعود، ويوم واحد للنزول.
وتابع أن هناك أعراض خاصة تبدأ بالظهور، بمجرد التقدم في السير، منها نقص في الأكسجين الذي يتسبب بضيق في التنفس، وسرعة دقات القلب، والغثيان والصداع.
وأكد أن هذه الأعراض التي يشعر بها الشخص تكون بدرجات مختلفة ومتفاوته عن غيرها، لكننا استطعنا تخفيف حدة هذه الأعراض من خلال آليتين هما أولا، الصعود إلى ارتفاع عالي ثم النزول مثلما فعلنا في اليوم الرابع، فقمنا بالصعود ثم النزول تدريجيًا من ارتفاع ٤٦٠٠م إلى ٣٩٠٠ م من أجل زيادة تأقلم الجسم على مثل هذه الارتفاعات وثانيا، من خلال تناول كبسولة في نهاية كل يوم للتخفيف من هذه الأعراض.
الاستعدادات
وتحدث عن الاستعدادات ما قبل السفر، قائلا أن الاستعداد النفسي هو المهم والأهم قبل البدء بأي استعداد آخر، وهذا ما فعلته قبل الانتقال إلى الخطوات الأساسية الأخرى.
وتابع أنه يشترط للدخول إلى تنزانيا الأفريقية أخذ تطعيم الحمى الصفراء، ولكني قمت بأخذ أربعة تطعيمات إضافية منها تطعيم التيتانوس والكبد الوبائي ليصبح مجموع التطعيمات خمسة.
بداية المغامرة
وذكر أن الطريق لم يكن سهلًا أبدًا للوصول إلى القمة، فقد تم على مراحل متعددة، ففي كل يوم يصعد بمقدار معين حتى يتم تأقلم الجسم وأجهزته على الارتفاع .
ولفت، أنه أثناء الصعود، مررنا بفصول السنة جميعها، فتارة يكون الطقس مشمسًا وتارة يكون غائمًا وتارة يكون ممطرًا.
القمة
وتابع أنه في يوم القمة الذي يعتبر اليوم الأكثر تحديًا، بالخصوص أننا استيقظنا في الساعة الواحدة فجرًا، حيث أن الطقس كان شديد البرودة، والرياح عاتية، لاسيما أننا كنا على ارتفاع ٤٧٠٠ م.
وأضاف أن القمة تعني أن تصل إلى ارتفاع ٥٨٩٥ م في رحلة تستغرق من 7 – 8 أيام متواصلة، وقد تمتد إلى أكثر، ويرجع السبب إلى خطوات المتسلق، في طقس أشبه بالجليد، دون أن تفكر سوى أن تدفئ نفسك، وتحميها من الأخطار.
وذكر أنهم كانوا يعتقدون أن شروق الشمس، سوف يخفف الوضع عليهم، لكن البرودة والرياح الشديدة ظلت تحاصرهم، دون أن يستطعوا الفرار منها
وأكد أن سبب صمودهم هو الإصرار القوي الذي كان ينبع من إراداتهم وإيمانهم المستمر، حتى تعالت الضحكات ونحن نقترب من القمة، و وصلنا وكانت أجمل فرحة.
موقف وأثر
وبين أن هناك مواقف لا تمحوها الذاكرة، ومن أكثر المواقف التي بقيت إلى الآن حاضرة، أنه في اليوم السادس عندما اضطررت إلى خلع حذائي وهو شيء تم تحذيرنا منه لتجنب تجمد الرجل، وهذا ماحدث بالفعل تجمدت رجلي، حينها شعرت بألم شديد ولم أستطع المشي عليها، في ذات الوقت قام المرشد بحك باطن الرجل لتدفئتها، وبعدها استعدت قدرتي على المشي وانطلقت من جديد.
الشعب التنزاني
وقال المدفعي إن الرحلة كانت مليئة بالحماس، خصوصًا أن المرشدين التنزانين، أشخاص في غاية الروعة، فهم سبب ارتفاع معنوياتنا حيث قدموا أجمل وأفضل أنواع الدعم خلال رحلتنا من خلال ارشاداتهم وتوجيهاتهم عن الطرق والمشاكل التي قد تواجهنا، فهم ليسوا مرشدين فقط بل أصدقاء مع مرور المواقف والقصص.
نصيحة
وأكد أن من أهم النصائح التي يؤمن بها هي عدم تأجيل عمل وحلم وأمل اليوم إلى الغد ! فخطوات صغيرة تدفعك، لتحقيق النجاح الأكبر، و استمتع برحلتك في هذه الحياة ولا تنشغل بالنتيجة.