في حفل تأبين الفنان حمزة محمد

صورته ستبقى في الأفئدة، وبصماته في الوجدان

| البلاد - أسامة الماجد

في ليلة لمعت فيها زخات الوفاء، وفتحت فيها أبواب الدعاء، واغتسل النور بنقاء رجل عرفناه أسطورة في الطيبة والأخلاق ، أقام مسرح الريف ونادي توبلي بالتعاون مع مركز كانو الثقافي مساء يوم الجمعة 1 أبريل حفلاً تأبينياً للفنان الراحل حمزة محمد، حضره جمع كبير من أهله وأصدقائه ومحبيه. تضمن الحفل كلمات عديدة، منها: كلمة لأسرته، وكلمة لمسرح الريف ألقاها الفنان عقيل الماجد، وكلمة اتحاد المسرحيين ألقاها الناقد يوسف الحمدان، وكلمة نادي توبلي، وقصيدة شعرية لكريم رضي، ثم عرض فيلماً قصيراً يستعرض شهادات رفقاء دربه وأبنائه، ومقاطع من مسرحياته.

في كلمته “حمزة الذي أضرم فينا الالتباس فهدأ ولم يهدأ” قال عنه شقيقه الروائي أمين صالح:

حمزة صديق الجميع... هذا ما يعرفه الجميع، منذ صغره وهو يثير الحيرة والالتباس في الأماكن التي يعبرها عدواً مع ضوضائه وجموحه. كان يثير حيرة من يريد أن يعرفه حقاً، إذ لم يستقر على اسم، ولم يتوقف عند هوية. من شهد طفولة حمزة بكل نزقها وطيشها وعنفها، سوف لن يفهم الآن مغزی هدوئه، مغزی رقته ودماثته مع الآخرين. من عرف کراهية حمزة للدراسة، وافتعاله العراك والغياب کي يستفز إدارة المدرسة ويحرضها على طرده، سوف لن يفهم سبب اختياره مجال التربية والتعليم، بعد سنوات، ليكون موظفاً مخلصاً في هذا السلك، ولينخرط في أنشطة المسرح المدرسي، خائضاً تجارب العمل المسرحي حد الولع.

ويضيف صالح: وعندما اختار مسرح الطفل، ليكرس فيه جهوده، تأليف وإخراجاً، لم يجلب عالم الطفولة الذي عاشه واختبره، بل جلب العالم البديل... كأنه أراد أن يعيش على الخشبة ما لم يعشه حينذاك في واقعه.

كما ألقى شقيقه الأديب عبدالقادر عقيل كلمة العائلة مقدماً جزيل الشكر وعظيم الامتنان للحضور والقائمين على الحفل مضيفاً: بقلوب خاشعة، ونفوس ذاكرة يغمرها الأسى، ويعمرها الرضا بقضاء الله وقدره، غادرنا حمزة محمد بهدوئه المعهود، هدوء النفس المطمئنة الراجعة إلى ربها، راضية مرضية، لتسكن روحه الطاهرة في عليائها.  أبو محمد خرج من الحياة وحسب، ولم ينسحب من قلوبنا وعقولنا، لذا صورته ستبقى في الأفئدة، وبصماته في الوجدان.