الطفلة فاطمة الخياط: الإعاقة ليست عائقًا وأنا قوية

| البلاد - إبراهيم النهام

جلست الطفلة الجميلة فاطمة الخياط على كرسيها المتحرك، وهي تتأملني باهتمام، وشجاعة، وترقب، وترحاب أيضًا، في الوقت الذي بدت فيه بفستانها الأحمر الأنيق، وكأنها شابة راشدة، تعي ما يحدث ولا تخاف الكاميرا.

الطفلة فاطمة لم يكن الكرسي حاجزًا لها لأن تكون سعيدة أو ناجحة بدراستها، أو مصدر سعادة حقيقية لوالديها، فكانت بين فترة وأخرى أثناء اللقاء، تستعرض عضلاتها للكاميرا قائلة “أنا قوية”.

لحظات قبل أن تقول “اسمي فاطمة أحمد عبدالله الخياط، عمري 7 سنوات، وأدرس في مدرسة الروضة الابتدائية للبنات”.

وأضافت مباشرة “أدرس وأحاول أكون دائمًا متفوقة، وأنا أحب الحفظ وقراءة القرآن، علشان أتميز وعلشان لما أكبر أصبح فنانة تجميل”.

سألتها هل أنت حافظة سورة من سورة القرآن الكريم؟ أومأت لي بالإيجاب، فطلبت منها أن تقرأ لي شطرًا منه، فباشرت بقراءة سورة الإخلاص بقراءة جميلة. وقالت “الإعاقة ليست عائقًا، وأنا قوية”.

وفي حديث مع والدتها قالت “ أهنأ كل أسرة تعتني بفرد من ذوي الإعاقة، لأن لهم أجرا عظيما، وفاطمة هي أول مولودة عندي، ليس لدي غيرها، ولدت بإعاقة حركية، والدكتورة وفي أول لقاء قالت لي بأنها ستكون عاجزة عن الجلوس، أو “الحبي” أو المشي، ولقد وضعت هذا الأمر في بالي كنقطة تحد”. وزادت “وعليه، حاولت بقدر الإمكان أن أقويها، إلى أن تحسنت حالتها ولله الحمد بشكل كبير، حيث تمكنت من الجلوس و “الحبي” مع محاولاتها المستمرة بالوقوف، ومع العلاج الطبيعي تقوية العضلات أصبح أفضل”.

وتسرد الأم قصة معرفتها الأولى بحالة فاطمة قائلة “أول معرفتي بإعاقتها قلت “الحمد لله، اللهم لا اعتراض”، وكانت ثقتي بربي كبيرة، ومتفائلة ومدركة أن القناعة والرضا هي أهم شيء”.

وأكملت “التعامل مع شخص من ذوي الإعاقة ليس بالأمر السهل، ولكن ومع مرور الأيام تعلمت أنا وزوجي الأشياء الجديدة، والتعامل مع فاطمة جعلنا أقوياء أكثر”.

وقالت الأم “أول موقف تعرضت له مع فاطمة، حين كانت في الحضانة الصناعية، وكنت أبكي حينها، فقال لي زوجي “بكاؤك بيخليهم يخرجونك من الغرفة” وفعلا توقفت عن البكاء، ولقد اكتشفت بعدها أن هذا الكلام غير صحيح، وكان بهدف أن أكون قوية، وأواجه الأمر، وهو ما حصل بالفعل”.

وعن التحديات التي واجهتها بتربية فاطمة، قالت “الاهتمام بطفل من ذوي الإعاقة ليس بالأمر السهل، مع افتقارك للخبرة اللازمة للعناية به، مع اختلافه بكل شيء عن الطفل العادي، وفهم ما يحتاجه، أو ما يؤلمه، ولكن ومع مرور الوقت ولله الحمد، أصبحنا نعرفها ونفهمها ونفهم ما تحتاجه، مهما كان بسيطًا”.

وعن طموحها لفاطمة قالت الأم “أن تكون في أعلى المراتب، ولها وظيفتها المستقلة، ومكانتها في المجتمع، وأن تحصل على العلاج المناسب لها، وان تكون بصحة وعافية”.

وعن رسالتها لعوائل ذوي الاحتياجات الخاصة قالت “الأسرة التي تمتلك شخصا من ذوي الإعاقة، تمتلك كنزا عظيما، وأنا أدعو لعدم الضيق، لأن وراء هذا الأمر أجر عظيم، والتجربة مع فاطمة علمتني الصبر والهدوء ومواجهة المشاكل وتخطيها”.