الاختلاف ليس حجةً للشجار والهجرة

السعدون: لا تجعل من شريك حياتك عدوا تتصيد أخطاءه

| إبراهيم النهام

دعا الباحث في أحكام الطلاق والأحوال الشخصية زياد السعدون الأزواج إلى تغيير القناعات السلبية، موضحاَ بأن ليس كل اختلاف في وجهة النظر، يعني الشجار والهجر، ما لم يكن حراماً، أو منه ضرر. وأكد السعدون في تصريحه لـ “البلاد” حول مقومات بناء الأسرة الناجحة، ومضارها بأنه “إذا تعالت المرأة على زوجها، وتكبرت، فقدت معاني أنوثتها، وإذا تعالى الرجل على زوجته، وتكبر فقد معاني رجولته”. وأضاف “بعض الأزواج حين يغضب، يقول كلاماً كالسم الزعاف، ثم إذا هدأ كأن شيئاً لم يكن، والأدهى والأمر يريد من الطرف الآخر، ألا يزعل ويكون طبيعياً، وأن الأمر عادي”. وأوضح السعدون “أقول لهذا الصنف من الناس، الذي تكلمت عنه بهذا الكلام الجارح والأسى هم بشر، وليس بحجر، له مشاعر وعواطف وأحاسيس، فهل تقبل أن تُسب وتُشتم ويُلعن أهلك؟ ثم تقول “عادي”؟ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً، ولا بذيئاً”. وتابع “لا تجعل من شريك حياتك عدوا لك، تتصيد أخطاءه، وتتبع عثراته وزلاته، بل كن عوناً له، ناصحاً، ومسدداً، وإن كان فرحاً، لا تعكر عليه فرحته، وإن كان حزيناً كن مواسيا له، وإن شكا لك هماً، فلا تبادره بالشكوى، بل كن عليه مهوناً، وكن له في أزمات الحياة، رفيقاً مسانداً”. ومضى السعدون يقول “كل صراع بين الزوجين المنتصر فيه خاسر، بل الكل خاسر، وأكثر الأزواج شقاء الذين يحولون الخلافات الزوجية إلى مشكلات وأزمات، وكسر إرادات، وغالب، ومغلوب”. واستدرك بالقول “بعض الأزواج عندما يحدث خلافاً يضغط على الزوجة، ويسيء لها، ولا يحاور، ولا يتفاهم، وإذا اشتكت لأهلها، أو أهله، يغضب ويزعل لأنها أخرجت أسرار البيت، وبعض الزوجات يفعلن ذلك، والسبب في اخراج اسرار البيت هو الطرف المتعنت، الذي يرفض الحوار والتفاهم، ويصر على أخطائه”.