رئيس نادي الرفاع الشرقي الشيخ عبدالله بن خليفة يفتح قلبه لـ“البلاد سبورت” في حوار الصراحة: بدعم قيادتنا... نادٍ جديد نموذجي في المستقبل القريب للشرقاوية

| حاوره: أحمد كريم ومريم مسيوب | أعد اللقاء للنشر: مريم مسيوب | تصوير: دعاء مهدي

توجيهات‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬الشرقي‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى دعم‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬والهيئة‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬الاستثمار لم‭ ‬أكن‭ ‬أتمنى‭ ‬مواجهة‭ ‬الرفاع‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬الآسيوية قبل‭ ‬التحول‭ ‬للشركات‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الاحتراف‭ ‬أولاً‭... ‬والإمارات‭ ‬مثالاً سنكون‭ ‬ضمن‭ ‬الأوائل‭ ‬الخمسة‭ ‬والمستويات‭ ‬متقاربة‭ ‬بدورينا لن‭ ‬نقف‭ ‬عند‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وفقط‭... ‬وهذه‭ ‬اللعبة‭ ‬قريباً‭ ‬في‭ ‬“الشرقي” أنديتنا‭ ‬اليوم‭ ‬مؤسسة‭ ‬متكاملة‭ ‬وتحتاج‭ ‬لفريق‭ ‬تنفيذي‭ ‬متمكن  

أكد رئيس نادي الرفاع الشرقي الشيخ عبدالله بن خليفة آل خليفة أنه بفضل دعم القيادة سيحظى الشرقاوية بناد جديد متكامل في مقبل الأيام لخدمة المنطقة وأهاليها وسيمنحهم الفرصة في إضافة مزيد من الألعاب واحتضان أبناء المنطقة بشكل أكبر، مشيرا إلى أن “توجيهات الوالد خليفة بن أحمد والعزيمة والإصرار لتقديم الأفضل هو ما جعل الرفاع الشرقي اليوم يعيش في تصاعد مستمر وتميز وهو ما يتحدث عنه الآخرون اليوم”. وأشار عبدالله بن خليفة في حديثه إلى أن فلسفتهم الإدارية تتركز في أن يكون هناك مركزية في السيطرة ولا مركزية في التنفيذ، مبينا أنه لم يكن يتمنى أن يواجه فريق الرفاع في الدور قبل النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكان يتمنى أن يكون ذلك في المباراة النهائية، إلا أنه أوضح أن الأمر الإيجابي في الموضوع سيكون أن فريقا بحرينيا سيضمن الوصول إلى النهائي الآسيوي. ونوه عبدالله بن خليفة إلى الدعم الذي يقدمه رئيس الهيئة العامة للرياضة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة خصوصا جانب التوسع في الاستثمار وفتح المجال لزيادة الاستثمار لكي يعود ذلك بالنفع على موارد الأندية المالية. الكثير من الملفات تم فتحها مع رئيس نادي الرفاع الشرقي، الذي بدوره كان قلبه مفتوحا لنا في لقاء “البلاد سبورت” معه، وإليكم تفاصيل الحوار:   

ماذا فعل الشيخ عبدالله بن خليفة حتى غيّر كل الموازين في نادي الرفاع الشرقي وأوصله إلى هذه المرحلة المتقدمة في المنافسة؟ في المقام الأول يأتي ذلك بفضل توجيه الوالد الشيخ خليفة بن أحمد حفظه الله، فلقد تسلمت النادي، وبدأنا العمل بكل إخلاص وتفان وإتقان واحتراف، وأن نكون عند حسن ظن الجميع، اختيار مجلس الإدارة كان صعبا، حاولنا اختيار الأعضاء كل حسب اختصاصه “المالي، القانوني، الفني”، وسارت الأمور كما نريد بالتطوير 10 إلى 20 % في كل عام، لأن التطوير 100 % خلال عام أو اثنين هو أمر صعب، أرى الرياضة في البحرين بحالة صعود ومجلس الإدارة السابق لم يقصر وقاموا بعمل جبار وتأسيس طيب ولكن كان واجبنا نحن أن نطوّر بعدهم ورأينا بعض الأمور غير واضحة كالهيكل التنظيمي، فالذين كانوا يديرون النادي كان هناك ضغط كبير عليهم بحكم العدد، لذلك زدنا في الهيكل وشكّلنا لجانا في النادي (لجنة الاستثمار والتطوير، لجنة فنية، لجنة الفعاليات والأنشطة، المركز الإعلامي والتسويق) وبذلك استطعنا المضي قدما نحو تحقيق أهدافنا.  

كان لك دور كبير في الاستثمار بحيث يكون هو المصدر الأساس لدعم النادي... فما جديدكم في هذا المجال؟ بداية كنا محصورين في هذا الميدان، لأننا نعتبر منشأة حكومية، فوضعنا أولويات، وفي عهد الرئيس السابق للنادي تمّ إطلاق مجمع الإنماء ونجح هذا المشروع وكان هذا سندنا للتعامل مع الجهات الخاصة كالبنوك وغيرها. حاليا لدينا مشروع في السور الغربي “تجاري” وتوجهنا خارج أسوار النادي لاستقطاب أهالي نادي الرفاع الشرقي، فبدأنا بالأكاديمية وأيضًا لدينا العيادة المتكاملة التي تخدم النادي والاهالي.  

هل هناك متطلبات أو عوائق تعرقل عملية تنمية المشروعات الاستثمارية في الأندية؟ وهل هناك فرص للتطوير؟ ما من شك في أن فرص التطوير كثيرة، وفي اعتقادي أن نظام الشركات الخاصة هو أفضل مثال  لنمشي به، الاستثمار يساند كرة القدم وليس العكس، فنحن نضع الجهود اليوم والتركيز بشكل أكبر على الاستثمار ويبقى أنّ الشركات اليوم يجب أن ترى واقع الأندية بأنها في يوم ما ستدخل في القطاع الخاص وتستثمر بشكل موسع، ولابد من الإشارة إلى أن الجهات المسؤولة وهي الهيئة العامة برئاسة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة والرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور عبدالرحمن عسكر دعمهم لا محدود في مجال الاسثتمار، والتوجيه باستمرار بأن يتم التوجه في مجال الاستثمار ويكون لنا الحرية فيه، داخل أو خارج أسوار النادي، ويمكن أن نشارك في مشروعات رياضية خارجية وقد تكون خارج مملكة البحرين، وحقيقة بالإمكان الاطلاع على نماذج حقيقية للاستثمار في دول الخليج كالأكاديميات أو المشروعات الرياضية ويمكن أن تكون مشروعات استثمارية أيضا تخص العقار وغيرها، لكن أغلب مشروعات الاستثمار يجب ألا يكون فيها مخاطرة وتكون هناك استراتيجية للاستثمار واستراتيجية أخرى تشمل الأمور الفنية، أعتقد أنّ النادي اليوم ليس للرياضة فقط وإنما هو مؤسسة فيها رياضية وإدارة الأعمال والإدارة المالية، عندما استلمنا المهمة كان الكل يقول إنّ النادي لا يوجد فيه سوى كرة قدم وإدارة بسيطة، لكن بالعكس اتضح أننا نحتاج فريق عمل كاملا من موظفين ومن رئيس تنفيذي تحت مجلس الإدارة يشرف على هذه الأمور ويعرف كيف يتعامل مع الجهات المختصة، ويستطيع أن يجتمع مع المسؤولين حتى يكونوا في الصورة المطلوبة ويحصّل الدعم المطلوب للمشروعات التي يتكلم عنها أو تلك التي تلبي طموحات مجلس إدارة النادي.  

ما رأيك في تحول أنديتنا إلى شركات خاصة وأنّ القانون يسمح بهذا الأمر للأندية المحلية؟ سؤال جيد، تحويل الأندية إلى شركات طبعًا هو مطلب اليوم ولكن قبل الشركات علينا التدرج في الأمر، الإخوة في الإمارات أكبر مثال، هم وصلوا للاحتراف أو نظام الشركات على مراحل، كانوا بداية دوري محترفين ومن ثمّ دوري شركات، أعتقد كفكرة تنفيذ هذا هو الصحيح، نحن إذا انطلقنا إلى الشركات مباشرة لن ننجح، يجب أن يكون كل لاعب لدينا محترفًا، واليوم تقريبًا نصف الفريق عندي موظفين، وهذه أول معضلة يجب حلها والاحتراف من بعد ذلك نطلع على المنظور المالي، إذا كان فيه مردود مالي بالطريقة الصحيحة في الدوري أو في الاستثمارات اي مجال كان فالاثنان يكملان بعضهما، سيسهل ذلك على النادي الكثير في المضي قدما نحو التحول للاحتراف، وأعتقد أنّ النادي يجب أن يتأقلم مع جميع الخيارات.

بالنسبة لكم، ما القرار الذي اتخذتموه بهذا الخصوص؟ الأولوية بالنسبة لنا أن نواصل الطريق في الاستثمار، لأن المردود المالي في الدوري وجميع المشاركات الرياضية لا يكفي لسد النفقات، نتحدث عن تسديد رواتب 90 % من مدخولك، وهي تشكل ما نسبته 50 % من المصروفات السنوية، فهذا الأمر يشكل عبئًا علينا، وهذا ما نواجهه اليوم. فالطلب على اللاعب البحريني زاد وبشكل كبير، وهذا الطلب إن زاد يجب أن تزيد الاستثمارات لكي تتمكن من مواكبة الارتفاع في قيمة العقود، لكن ما يجري هو العكس الطلب زاد والاستثمارات على وضعها، ولحل هذا الأمر أعتقد أنّ نظام التحول للاحتراف وصولا لنظام الشركات هو الأفضل، فالشركة تملك أو لديها الصلاحية كي تستثمر بأريحية أعتقد أنّ الأمور ستكون أسهل بكثير.  

كيف تنظرون إلى مستقبل رياضة البحرين؟ وهل هناك مقترحات لديكم تثري حالة التطور الموجودة؟ الرياضة بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد وبتوجيهات القيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها بقيادة صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة في تطور مستمر، وهناك دعم ومساندة قوية للجميع، لكن الأمور تحتاج مزيدا من الوقت، نحن اليوم كمملكة البحرين البنية التحتية جيدة وكذلك الوضع الاقتصادي والدبلوماسي، ورياضتنا أعتقد أنها ستفرض نفسها بشكل اكبر من خلال وضع خطة واستراتيجية عمل من 5 إلى 10 سنوات، والأولوية أن يكون الاحتراف في جميع الرياضات.  

نرى اليوم إدارة الرفاع الشرقي بقيادتكم حققت الكثير من النجاحات... فما الإستراتيجية التي وضعتموها حتى حققتم النجاح؟ كمجلس إدارة اجتمعنا ووضعنا الهيكل التنظيمي وكل عضو مسؤول في اختصاصه، كما قمنا بتشكيل اللجان وهذا الأمر جعل العمل لامركزي في التنفيذ والعمل دائمًا يكون كمركب واحد يعني العمل مشترك، كما أننا ندعم صاحب الفكرة التي تساعد على التطوير وندعمه ونساعده في تنفيذها، قد تكون هناك أخطاء بسيطة وهذا أمر وارد ودعمنا أفكار لكنها لم تنجح وطورنا منها واستطعنا أن نحقق بعد ذلك النجاح، بالمجمل نتفق جميعًا على هذه الأفكار وتنفذ بالشكل الصحيح وهذا النمط من العمل هو الذي ساعدنا للخروج من النمطية والظهور بالصورة المطلوبة.  

ما تقييمك لأداء ونتائج الفريق في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؟ وهل كنتم تتمنون أن تقابلوا فريقاً غير الرفاع؟  حقيقة كنت أتمنى ألا نقابل الرفاع، لكن وصول فريق بحريني للنهائي سيكون شيئاً إيجابياً، وأتمنى أن يصل الفريق للأفضل.  

ما توقعاتك للمباراة؟ فوز للفريق الأفضل، والمجتهد الذي استغل فترة الإعداد بالشكل الصحيح في هذه الأجواء الحارة أعتقد أنه هو الذي سيصل.   

لماذا قمتم بتغيير المدرب؟ فلورين مدرب جيد تعلمنا منه الكثير، وهو مؤسس للاعبي كرة القدم وهو أكثر من مدرب، بالذات الفئات استفادوا منه كثيرًا، وأعتقد أنّ القرار كان من اللجنة الفنية، وتغيير المدرب كان بحكم الأمور المالية أكثر منها فنية.   

ما مشروعاتكم للفئات مستقبلاً؟ هناك أمور نتركها للأيام المقبلة ولكن من الأمور الأساسية أن نضع طريقة لعب نادي الرفاع الشرقي كما الأندية الكبيرة ونسهل تأسيس اللاعب كي يصل الفريق الأول وهو جاهز ويعرف نمط اللعب لدينا.  

- دفاعي أم هجومي؟ لا أقول إنه هجومي أو دفاعي وإنما تحويلي دفاعي ومن ثم هجومي. آلية التحويل يجب أن تكون سريعة وهذا يعتمد على اللياقة البدنية العالية، هذا من الجانب التكتيكي، أما الجانب الآخر فهو أن يكون هيكل الفئات أفضل من الوقت الحالي من خلال تأهيل واتباع أسلوب التعليم معه، هذا هو الذي نعمل عليه الآن ونوثقه من خلال المختبرات الموجودة لدينا والتي تساعدنا في تأهيل اللاعبين، على سبيل المثال إذا شاهدنا لاعباً يصلح كمهاجم المختبر من خلال ما يضمه من المتخصصين يساعدك في الاختيار من خلال قياس الأمور الصحية والبدنية واللياقة.  

هناك تناغم واضح بينك وبين نائب الرئيس الشيخ عبدالله بن محمد، هو يدير كرة القدم والأمور الفنية وسعادتك تتسلم التطوير والاستثمار وهذا التناغم لا نراه في كثير من الأندية؟ هو تناغم أعتقد أنه أراحنا لأن الواحد فينا لا يستطيع أن يدير أكثر من عمل لكننا نجتمع دائمًا ونتخذ القرارات المهمة لسرعة التنفيذ وسهولة العمل خصوصاً أن عمل اللجان هو الأساسي ومهم أن يسير بانسيابية، ونستطيع أن نقول إننا نعمل بمركزية في السيطرة ولامركزية في التنفيذ وهذه هي فلسفتنا الإدارية في العمل.  

نعتبر كرة القدم واجهة نادي الرفاع الشرقي... فهل هناك ألعاب أخرى سيبرز فيها النادي مستقبلاً؟ ألعاب القوى من الألعاب الفردية التي يمكن أن تحصد فيها النتائج أكثر من الألعاب الجماعية وهذا ما بدأنا فيه حقيقة، كما أننا سنركز على لعبة كرة السلة وطبعاً حسب الإمكانات المتاحة، العقار الحالي لا يسمح بالتوسع لكن في العقار الجديد نرسم خطة لنادٍ نموذجي مثالي احترافي ومن ضمن ألعابه ستكون كرة السلة.  

هل ننتظر نادياً جديداً للرفاع الشرقي؟ بدعم قيادتنا الرشيدة حفظها الله ورعاها سيكون هناك نادٍ جديد للرفاع الشرقي وسنعمل على وضع خطة متكاملة لكي يكون نادياً متكاملاً من جميع النواحي ويمكننا التوسع من خلاله في الألعاب والأنشطة الرياضية، وبلا شك أن وجود منشأة جديدة متكاملة سيخدم أهالي المنطقة بشكل وسيجعلنا نحتضن مزيد من أبناء وأهالي المنطقة.  

يسجل للرفاع الشرقي أنه من أكثر الأندية الملتزمة في تسديد الرواتب ولا توجد مشكلات مادية مع أحد؟ الحوكمة مطلوبة في الرياضة البحرينية ونحن نعمل بحيث يأخذ كل ذي حقا حقه، لأننا نرى أنّ سقف رواتب اللاعبين سيزيد وهذا سيزيد من الأعباء علينا لأنني كما ذكرت استثماراتنا ومدخولنا أقل من حجم الرواتب المتزايد بين كل عام آخر.  

ما رسالتك اليوم لجماهير الشرقاوية؟ هذا ناديهم ونحن في خدمة النادي، أتمنى من الجمهور أن يكون حضوره أكثر، ونحن في النادي نجتهد ونعمل لإسعاد جماهيرنا الوفية، وسنعمل لتنظيم دخول المشجعين وعائلاتهم وتخصيص مناطق جلوس خصوصا لكل فئة في القريب المقبل.  

أين سنرى الرفاع الشرقي في الموسم المقبل سواء في دوري ناصر بن حمد أو في كأس جلالة الملك المعظم؟ منافس ضمن الأوائل الخمسة، ووجهة نظري كل الفرق متقاربة بالمستوى لكن من يمتلك اللياقة البدنية العالية وفريقاً من الاحتياط هو من سينافس على الصدارة.  

إلى أين يتجه طموحكم في إدارة نادي الدفاع الشرقي؟ رؤيتنا بمجلس إدارة هي الأساس والتي تتجلى في تحقيق المنافسة ودخول دوري أبطال آسيا ومن ثم تحولنا إلى نادي محترف، وإستراتيجيتنا كل 5 سنوات نقوم بالتعديل عليها كما أننا نضع أهدافاً ونقوم بتنفيذها وكل جهة مسؤولة عن الهدف المرسوم لها، أتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع بنا، وبدعم الجمهور سنكون في المقدمة في الموسم المقبل.