صدمة في تشابليني بعد ضربة روسية مميتة

| وكالة الصحافة الفرنسية

يقول فيكتور، أحد سكان قرية تشابليني الأوكرانية، متحسّراً على مقتل فتى صغير يسكن في الجوار في قصف روسي أصاب منزله "إنه أمرُ مؤسف، مؤسف حقّا".

سقطت صواريخ روسية عدّة بعد ظهر الأربعاء على هذه البلدة التي يقطنها أربعة آلاف شخص، والواقعة على تقاطع للسكك الحديد في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط شرق)، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً بينهم طفلان و31 مصاباً، وفقاً لأحدث تقرير أعلنته الرئاسة الخميس.

وقال نائب الرئيس كيريلو تيموشينكو على "تلغرام"، "قتل صبي يبلغ من العمر 11 عاماً تحت الأنقاض، وقتل طفل آخر في السادسة من عمره في سيارة محترقة بالقرب من محطة القطار".

دمّر أحد الصواريخ منزل جيران فيكتور مخلّفاً حفرة كبيرة في الفناء. لم يكن هذا الرجل في المنزل، لكنّه سمع دوي انفجارات من بعيد. يقول "اتصلت بي ابنتي لتخبرني عن الكابوس الذي مرّ من هنا. عدت على الدراجة الهوائية. لم يعد المنزل المجاور موجوداً. كانت هناك حفرة بعمق خمسة أمتار".

نُقلت الجارة وابنها المصابان إلى المستشفى. ولكن السكّان المحلّيين كانوا يعلمون أن طفلاً ثانياً لا يزال هناك تحت الأنقاض التي بدأوا بإزالتها.

يضيف فيكتور "بعد ذلك وصل المنقذون وأخرجوه" ميتاً. ويقول بحزن "كنّا نراه كل يوم، كما لو كان طفلنا".

كانت ابنته ووالدة زوجته في المكان أثناء القصف. وتروي زوجته كاترينا، والدموع تغطي وجهها "كانتا في حالة صدمة"، مضيفة "الحمدلله أنهما لا تزالان على قيد الحياة".

طال الهجوم محطة القطار، كما اندلعت النيران في "خمس عربات"، وفقاً لأرتيم يورافليوف المسؤول المحلّي في خدمة الطوارئ الحكومية.

وتحدثت الهيئة الحكومية للسكك الحديد عن مقتل ثلاثة من موظفيها وإصابة أربعة آخرين، كما نشرت صوراً لعربات الركاب المتفحّمة.

- يوم الاستقلال -

وقع هذا القصف في الوقت الذي تحتفل فيه أوكرانيا بعيد استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في العام 1991. كما جاء مع دخول الغزو الروسي الذي بدأ في 24 شباط/فبراير، شهره السابع.

وأعلنت موسكو أنها قصفت "قطاراً عسكرياً" خلال توجهه إلى "مناطق القتال" في شرق أوكرانيا، الهدف الاستراتيجي الأول لموسكو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية أنّ صاروخ اسكندر "أصاب مباشرة قطاراً عسكرياً في محطة تشابليني (...) ما أدى إلى القضاء على أكثر من مئتي جندي من احتياطي القوات المسلّحة الأوكرانية" بالإضافة إلى المعدّات.

من جهتها، أعلنت النيابة العامة الأوكرانية أن "عشرة مدنيين قتلوا" في محطة تشابليني ومحيطها، تاركة الباب مفتوحاً أمام احتمال سقوط ضحايا آخرين من غير المدنيين.

يقول أناتولي البالغ من العمر ستين عاماً "هذا ما فعلته بنا روسيا"، مضيفاً "لا سيارات ولا بيوت...".

خلفه، باتت سيارته ال"لادا" الزرقاء القديمة من دون زجاج. كما تضرّر هيكلها بشكل كبير. يضيف اناتولي "اعتقدنا لفترة طويلة أنه سيكون هناك قصف. لكننا لم نعتقد أنهم سيقصفون المدنيين".