أحلام هداف الدوري تحملها أجنحة فراشة

لهذا السبب يرغب مهدي عبدالجبار في العودة للمنتخب!!

| أحمد كريم

لم يظهر لاعب منتخبنا الوطني السابق ومهاجم نادي المنامة المتألقة مهدي عبدالجبار في مقابلة من هذا النوع قط. فهو قليل الظهور الإعلامي وتصريحاته المرئية تعد على عدد الأصابع. إنه باختصار شخصية تفضل أن تكون في المستطيل الأخضر لتربك المدافعين والحراس، وتحتفل مع زملاؤها في الملعب كلما سنحت له فرصة هز الشباك العصية.

لقد ظهر مهدي عبدالجبار في برنامج "صافرة" ليفضي ما في قلبه، وما في قلبه كثيراً جداً، لكن "كرباج" أخلاقه العالية ظل يلاحقه طوال الوقت، وفضل أن يتجرع الشاي مع الملح، على أن يضايق بكلامه أحد، وهذا قانون البرنامج، إن لم تجب على الاسئلة فعليك أن تختار وسيلة تفضح صمتك. ففي برنامج "صافرة" حتى الصمت له ثمن!

والحقيقة أنك عندما تستضيف شخصية "خلوقة" مثل هذا اللاعب، لا تملك أن تقسو عليه بأسئلة صعبة، فهو وديع وهادئ، وليس من النوع المشاكس الذي لا يهتم بمشاعر الآخرين، فقد إنهار ذات يوم لأنه لم يسعد الناس، وظل طوال سنة متقوقع في حزنه، فقط، لأنه سجل عن طريق الخطأ في مرمى المنتخب، وذلك في نصف نهائي خليجي 23 بالكويت!

وفاجأنا في محضر اعترافاته خلال البرنامج، أن هذه الحادثة كانت أصعب موقف في حياته، واحتاج إلى ترميم معنوي من شخصيات كثيرة حتى يشفى من ألمه. لقد ظل 12 شهراً، يحمل في قلبه الحزن والألم على ضياع فرصة التأهل للمباراة النهائية في كأس الخليج، رغم أنه ليس من المضمون بعد التأهل إحراز الكأس التي رق قلبها على منتخب البحرين واستقرت في خزائنه بعد خمسين سنة من الجفاء.

واعترف مهدي عبدالجبار أنه بقدر الحزن، فرح بالتتويج الذي حققه المنتخب في بطولة غرب آسيا 2019، وبعدها في كأس الخليج في قطر، لكنه راقب المشهد من بعيد، فلم يكن حينها في تشكيلة الأحمر، وهو الآن ليس في التشكيلة رغم أنه هداف الدوري في النسخة الأخيرة وبفارق 7 أهداف عن أقرب منافسيه.

وأما عن أحلامه التي تحملها أجنحة فراشة ملونة، فليس من المعلوم متى تتحقق، فهو يحلم بالتتويج مع المنتخب في بطولة أرادها أكثر من غيره ليعوض ما فاته، لكن حظه العاثر، وقلة خبرته آنذاك لم تساعدانه على تحمل مسؤولية كبيرة جداً على أي مهاجم يحمل آمال شعب متعطش لألقاب طال انتظارها.

ولعل الانتظار الطويل هو سيد الموقف، بل هو سيد المواقف في عالم الساحرة المستديرة التي كثيراً ما توقف نجوماً في محطات لم يعيرها قطار الزمن الاهتمام، وانتهى رصيدهم الرياضي وهم ينتظرون، كانت هذه جزءا من الحكاية التي سردتها الحلقة الأولى من برنامج "صافرة" في موسمه الثاني، والذي بث يوم السبت الماضي على قناة "البلاد" في اليوتيوب" في تجربة فريدة من نوعها على مستوى الصحافة المحلية في عالم الإنتاج المرئي.

لمتابعة الحلقة كاملة اضغط على الرابط