بعد تنصيب الملك تشارلز الثالث على عرش المملكة المتحدة

العلاقات البحرينية البريطانية تواصل تميزها

| المنامة - بنا

بعد تنصيب جلالة الملك تشارلز الثالث على عرش المملكة المتحدة، تواصل العلاقات البحرينية البريطانية تميزها في مختلف مجالات التعاون البناء والمثمر، في ظل ارتكازها على إرث تاريخي طويل من الصداقة المتميزة والروابط الوثيقة بين البلدين، وما يجمع بينهما من احترام وإتفاق متبادل تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والمساعي المشتركة لترسيخ أسس التعايش والسلام بين الدول والشعوب من أجل عالم يعمه الأمن والاستقرار، وهذه العلاقات استمرت وازدادت زخمًا وتطورًا بفضل حكمة ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، وبدعم ومساندة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة . ولقد حرص جلالة الملك المعظم، أيده الله، على تهنئة صاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث، ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية رئيس الكومنولث، بمناسبة اعتلاء جلالته عرش المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى في رسالة ترجمت كل معاني علاقات الصداقة المتينة التي تجمع بين البلدين الصديقين على ما يزيد على قرنين من الزمان.وترتبط بين مملكة البحرين وجلالة الملك تشارلز الثالث العديد من المواقف التي تؤكد مدى اعتزازه بمكانة مملكة البحرين، فلقد كانت محطة رئيسية في الزيارات الخارجية التي قام بها الملك تشارلز إلى الدول الخليجية والعربية منذ أن كان ولياً للعهد، وشهدت زياراته للبحرين تحديدًا العديد من اللقاءات الرسمية والجولات التي عكست ما يجمع بين البلدين من روابط تاريخية وثيقة وعلاقات متميزة. ولقد كانت زيارة جلالة الملك تشارلز الثالث الأولى لمملكة البحرين عام 1986 في إطار جولة خليجية، تبعها بزيارة في 26 فبراير عام 2007م في إطار جولة خليجية أيضا استمرت عشرة أيام، التقى خلالها جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين في المملكة، واعتبرت الزيارة ناجحة وأعطت مؤشرًا إيجابيًا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، كما عكست ما تحظى به مملكة البحرين من مكانة كبيرة أوروبيًا ودوليًا تقديرًا لسياستها الخارجية المتزنة.

وشهد العام 2016م الزيارة الأكثر زخما لجلالة الملك تشارلز الثالث إلى مملكة البحرين ترافقه قرينته (صاحبة السمو الملكي كاميلا)، حيث تضمنت العديد من اللقاءات والفعاليات التي ترجمت العلاقات القوية والمتميزة بين المملكتين وكانت حدثًا مميًزا لأنها شهدت الاحتفال بمناسبة خاصة وهي مرور 200 عام على العلاقات البحرينية – البريطانية. وخلال الزيارة والتي استمرت عدة أيام، جرت محادثات رفيعة المستوى بين جلالة الملك المعظم والملك تشارلز الثالث تناولت تدعيم أسس التعاون الثنائية وبحث التحديات التي تواجهها المنطقة، خاصة وأن مملكة البحرين تتمتع بعلاقات صداقة متينة مع جميع دول العالم وتمثل مركزًا استراتيجيًا هامًا في محيطها العربي والإقليمي. وشملت الزيارة آنذاك عدة جولات لجلالة الملك تشارلز الثالث لعدد من المواقع في مملكة البحرين ومنها، موقع تسهيلات الإسناد البحري البريطانية ومحمية رأس سند في توبلي وأبرز المعالم التراثية والشعبية والثقافية البحرينية في قلب العاصمة المنامة، وباب البحرين الذي يمثل إطلاله تجارية وتاريخية بالعاصمة البحرينية، وحضر جلالته عرضاً للخيل العربية البحرينية الأصيلة والخيول العربية. كما أبدى الملك تشارلز إعجابه بمستوى التطور الحضاري الذي تشهده مملكة البحرين في مجالات التنمية والعمران والبيئة، وما يتسم به المجتمع البحريني من أبعاد حضارية تقوم على التعايش والمحبة والإخاء بين مختلف أبنائها والمقيمين، وما تمتلكه هذا البلد من إرث عريق وما تبذله من جهود لمشاركة المجتمع الدولي للحفاظ على الأمن والسلام، وما توليه من اهتمام بقضايا البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية.

وما يعزز التوقعات بمستقبل أكثر تميزًا للعلاقات البحرينية البريطانية في الفترة القادمة، هو أنها تقوم على ركائز قوية في مقدمتها علاقات الاحترام والتقدير التي تجمع بين البلدين الصديقين، وامتلاكهما تاريخًا ممتدًا من التعاون الإيجابي، وما يجمع بينهما من مواقف متقاربة ورؤى وتنسيق مشترك في العديد من المواقف الدولية، فضلاً عن إيمانهما العميق بأن التعاون والسلام هو السبيل الأمثل للبشرية لكي تنطلق على دروب التقدم والنماء. وعلى مدار العقود، شهدت العلاقات بين البلدين الصديقين تطورًا ونموًا ملحوظًا أضاف لعمق الشراكة الثنائية التي أخذت في التوسع وتُرجمت بتوقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم بهدف رفع مستوى الشراكة والتنسيق الثنائي في عدة مجالات مختلفة منها السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها. ومن هذا المنطلق جاءت برقية تهنئة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، لتحمل بجانب التأكيد على الاعتزاز والتقدير لمستوى عمق العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة التي تجمع بين العائلتين المالكتين والشعبين الصديقين، التأكيد على الحرص الذي توليه مملكة البحرين على تطوير هذه العلاقات التاريخية المشتركة وترسيخها على كافة الأصعدة والمستويات، بما يحقق المصالح المشتركة ويعود بالخير والنفع على البلدين والشعبين الصديقين. إن العلاقات البحرينية البريطانية ينتظرها مستقبل واعد من التطور والنماء في شتى القطاعات بعد تولي جلالة الملك تشارلز الثالث العرش، ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيدا من التفاهم والتنسيق بين البلدين بما يعظم المكتسبات التي تحققت في مجالات التعاون، وبالشكل الذي يلبي المصالح المشتركة.