خلال مشاركتها للمرة الأولى في "الشارقة الدولي للكتاب 41"

حاصدة "نوبل للسلام" وداد بوشماوي: الاهتمام بالكتب مازال موجوداً

كشفت الدكتورة وداد بوشماوي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام 2015، أنها تزور معرض الشارقة الدولي للكتاب للمرة الأولى، مشيرة إلى أن الحضور هذا العام متميز في ظل اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة برعاية الثقافة والمثقفين، وهو ما يؤكد أن الاهتمام بالكتب والمطالعة مازال موجوداً رغم غزو الإنترنت والسوشيال ميديا، مؤكدة أهمية استمرار ولع الشباب والفتيات بالمطالعة. وعن أبرز مجالات القراءة التي تحبها، قالت: "بحكم اختصاصي أحب كتب القيادة الذاتية وقصص النجاح لمن بنوا أنفسهم بأنفسهم، فهي كتب تلهمني، وكذلك أحب التاريخ لأنه حينما يسألك إنسان عن تاريخ حضارتك وبلدك ودينك تستطيع أن تجاوبه؛ فمن لا يعرف تاريخه لا يستطيع أن يحكي عن الحاضر"، مؤكدة أن هذه الكتب تحوي الكثير من الثقافة والتعلم لأنها تمثل قيمة حقيقية، فحينما تطّلع تستطيع أن تتحدث مع الناس. وعن شعورها وقت الفوز بجائزة نوبل قالت: "أعظم شعور عشته في حياتي هو أن الله أعطاني أولاداً، وهذا شعور لا يمكن أن يقاس، وثاني أعظم شعور أعشه هو حينما فزت بجائزة نوبل؛ فهي أفضل هدية يمكن أن أقدمها لتونس، لأنها وسيلة للتعريف بتونس والمجتمع المدني به وكذلك المرأة العربية التونسية".   "الشارقة عاصمة عالمية للكتاب" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، شاركت مروة العقروبي، مديرة مشروع الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، وإيان دينيسون، مدير النشر في منظمة اليونسكو والمنسق العالمي لبرنامج عاصمة الكتاب العالمية، والشيخ فيصل الشيخ منصور من مكتب "كوالالمبور عاصمة عالمية للكتاب 2020"، في جلسة حوارية حملت عنوان: "شبكة العواصم العالمية للكتاب توحّد مساعيها لدعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة". وأكد المتحدثون أثناء الجلسة أن شبكة العواصم العالمية للكتاب أسهمت في تعزيز ثقافة القراءة وبناء روابط متينة بين الجمهور ومصادر المعرفة، مشيرين إلى الأهمية التي تمثلها الشارقة باعتبارها عضواً مهماً في شبكة العواصم العالمية للكتاب، من خلال دورها المستمر في نقل خبراتها ودعم العواصم الجديدة التي يقع الاختيار عليها كعواصم عالمية للكتاب. وتحدثت مروة العقروبي، عن خلفيات وأثر اختيار الشارقة عاصمة عالميّة للكتاب لعام 2019، الذي مثّل شهادة عالمية لجهود الشارقة الدؤوبة في بناء مشروع ثقافي شامل يرتكز على الاهتمام بالقراءة، وإعلاء قيمة الكتاب، وترسيخ الثقافة والمعرفة. وأكدت العقروبي أن الرسالة التي تعزز استدامة نهج الشارقة في خدمة الكتاب ارتكزت على مخاطبة جميع فئات المجتمع من مختلف الجنسيات، والاحتفاء بالتنوع الثقافي في إطار المجتمع الواحد عبر فعاليات وأنشطة تستهدف تعزيز الحوار الحضاري القائم على حب المعرفة والكلمة والكتاب. وتطرقت مديرة مشروع الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019 كذلك إلى أهم مقومات رسالة الشارقة التي تؤكد حرصها على تعزيز ثقافة القراءة وإحياء التراث والتمكين المعرفي للأطفال والشباب، وتحسين واقع المجتمع وتطوير صناعة النشر، وبناء قاعدة راسخة للصناعات المعرفية تستقطب المهتمين بمستقبل الثقافة العالمية من مختلف قارات العالم. من جانبه، تحدث إيان دينيسون عن الأثر الإيجابي المترتب على اختيار عاصمة عالمية للكتاب كل عام منذ أن أطلقت منظمة اليونسكو هذه المبادرة عام 2001 بالتعاون مع شركائها في قطاع النشر، مشيراً إلى أن الأنشطة الثقافية لكل مدينة حصلت على هذا اللقب قد أسهمت في تعزيز التفاعل المجتمعي مع الكتاب ومصادر المعرفة. وشدد دينيسون على أن الشارقة رسّخت تجربة متميزة في إطار العواصم العالمية للكتاب، وأسهمت بدور محوري في تعزيز الوعي بقيمة الكتاب وأثره الإيجابي في حياة المجتمعات، وأن الأثر الثقافي العميق لحصول الشارقة على اللقب قد تجلّى في نجاحها في تحفيز الاهتمام المستدام بالكتاب والمكتبات وترسيخ ثقافة القراءة ونقل المعرفة. وتحدث الشيخ فيصل الشيخ منصور عن أهمية "مبادرة العواصم العالمية للكتاب"، الصادرة عن اليونسكو والاتحاد الدولي للناشرين، والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، في دفع مسيرة التنمية الثقافية للمجتمعات، وترسيخ مكانة القراءة بوصفها عنصراً محورياً لتحقيق التنمية المستدامة، لافتاً إلى جهود الحكومة الماليزية في ابتكار سلسلة من المبادرات للاحتفاء بتسلمها لقب "كوالالمبور عاصمة عالمية للكتاب لعام 2020" من إمارة الشارقة، ومشيداً بمدى نجاحها في تجاوز تحديات غير مسبوقة من خلال الأفكار الإبداعية واستغلال فضاءات الاتصال عبر الإنترنت لإبراز قيمة الكتاب، في وقت لم تسمح فيه ظروف الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي الذي فرضته الجائحة آنذاك بإقامة فعاليات واقعية أو تبادل الكتب الورقية.     "السلبية" هي بداية الانطلاق نحو الإيجابية " استقبل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، استشاري الصحة النفسية الدكتور أحمد عمارة، وسط حضور كبير بقاعة الاحتفالات، حيث ألقى محاضرة بعنوان "الجانب المشرق للسلبية"، تحدث خلالها عن 4 محاور هي: "من أين تأتي السلبية"، و"الإيجابية السامة.. وكيف يرتكب البعض سلبيات تحت مسمى الوعي"، و"فوائد السلبية وسبب وجودها"، و"كيف تستخدم السلبية لتحقيق أكبر مكاسب في حياتك وتنطلق بقوة أكبر ممن لم يكن لديه سلبيات". وقال عمارة، إن الله خلق الكون به ضدان فهناك نظرية تقول: (أ+ ب =ج)، فالرمز (أ) يرمز إلى الأحداث والمواقف التي تحدث في الحياة، و(ب) هي الاستجابة أو رد الفعل تجاه (أ)، بينما (ج) هي النتائج، مشيراً إلى النتائج لا علاقة لها إطلاقاً بالظرف، ولكنها ترتبط بنسبة 99.9% باستجابتنا وتعاطينا مع الظروف. وأكد أن السلبية هي بداية الانطلاق نحو الإيجابية، فلا يستطيع أحد أن ينطلق نحو الإيجابية إلا بالرجوع للوراء، وهذا هو الجانب الأسمى لوجود "الضد" في الحياة، مشيراً إلى أن السلبية تأتي في الأساس من "العقل البشري"، لأن كل ما في الكون محايد؛ فهو ليس سلبياً أو إيجابياً. وأضاف: "كلما ترغب في الانطلاق إلى الأمام سترجع إلى الخلف، فالبعض يرى الرجوع للخلف سلبية، لكن البعض الآخر يرى هذا الرجوع إيجابياً في الانطلاق للأمام". وتابع: "التطور الطبيعي في الحياة هو اجتماع ضدين، ولكن علينا الحذر من الإفراط في تسمية الأضداد وانتقاء أحدهما على أنه سلبي"، لافتاً إلى أن السلبية أتت من "أدمغتنا الحيوية"، واليوم لو وضعنا في اعتبارنا أن كل ما يحدث في الكون هو الطبيعي فسنبدأ بفهم ما يحدث لنا بمنتهى الهدوء، ضارباً المثل بالسيارة التي لا يمكن أن تتحرك إذا لم تخرج الطاقة السلبية. ولفت عمارة إلى أن "الإيجابية السامة" من أخطر ما نتعرض له، ومن أعراضها: أولاً: التأنيب وجلد الذات؛ فمن يقوم بجلد ذاته يرفض أن يكون في نفسه سلبيات، والذي يرفض ذلك لن يتقدم في حياته لأن هذه هي طبيعة النفس البشرية التي خلقها الله، وثانياً: التفنن في إخفاء المشاعر والخدع؛ فالذي يمنع الإحساس بالألم يعيش في ألم أكبر منه ويعيش إحساساً صعباً، وثالثاً: الانفعال الشديد والرفض التام حينما يحاول أحد إظهار خطأ لك، ورابعاً: "عدم النظر إلى جوانب النقص؛ فطالما تعاني ألماً أو خوفاً، اعمل على الجذر لأكثر النقاط التي توجعك"، وخامساً: التشبث بالعبارات التوكيدية الإيجابية والمبالغة في إظهار هذه المشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن المبالغة في إظهار الجانب الإيجابي يعد شكلاً من أشكال "الإيجابية المسمومة" التي تضر أكثر مما يتخيل الشخص، وبالتالي فالوقوع في هذا النوع من الإيجابية خطأ وأشبه بشخص يريد أن يمشي بقدمٍ واحدة دون أن يقفز، مضيفاً: "حينما ترفض الجانب الضد في الحياة فأنت تخالف سنة الحياة وبالتالي يبدأ وقوع ألم عنيف بالداخل؛ فمقدار ألمك من مقدار الإيجابية المسمومة، لأنك تخالف سنة الحياة". وتابع: "بعض الناس لا يتقبلون السلبي إلا حينما يزداد ويستفحل في حياتهم، فهناك أشخاص لديهم أشياء يرفضونها في الحياة ويتعاملون معها بصورة خاطئة وهم يعلمون ذلك، إلا أنهم يبالغون في التظاهر بالإيجابية.. وبالتالي فالإيجابية المسمومة تضر". وأوضح عمارة فوائد "السلبية" حيث عددها في 7 نقاط هي: أولاً: تحفيز العزم والعزيمة، فالعزم هو النية في التنمية الذاتية، وحتى تحيا يجب أن تقتل الطاقة السلبية، وأن تنفق حتى تبدأ الطاقة في الانطلاق ويصبح هناك عزم؛ فأول موقف يحدث معك يستنفر فيك العزم والعزيمة، وثانياً: تنظيف الطاقات السلبية؛ فلا يوجد أحد على وجه الأرض لا ينشر طاقة سلبية؛ فالرفض السلبي يولد طاقة سلبية أضعافاً، وثالثاً: إدراك الصورة كاملة وأن تلتفت إلى أبعاد لم تكن منتبهاً لها من قبل، مثل وعيك بخطورة قيادة السيارات في المطر. وذكر أن الجانب المفيد لما نسميه "سلبي" هو تكوين صورة كاملة عن الأحداث والأشياء؛ فمستحيل أن يحدث سريان في الكون إلا إذا اجتمع ضدان؛ فضربات القلب تنقبض وتنبسط وإذا وقفت إحداهما يموت الشخص، فالأصل في الحياة هو اجتماع الضدين، وأي شخص لديه كمالية وصورة مثلى "للمثالية" فهو مخطئ؛ فكونك ترى أنك مستحيل أن ترتكب خطأً فهذه هي السلبية. وأشار عمارة إلى أن من إيجابيات السلبية رابعاً: التنبيه لأخطاء قمنا به والسعي لاكتساب مزيد من المعلومات، فحينما نكتشف أخطاءً نعدل ونطور فيها حتى نصل إلى الإيجابية، وخامساً: تعلم الهدوء والاستمتاع بالمتاح ونسف التعجّل الذي يضيع متعة المتاح، وسادساً: تقدير الذات؛ فلا يمكن أن تقدّر الذات إلا بتقبل السلبيات، لافتاً إلى أن البعض يرتدي أقنعة لإظهار أنهم في أفضل صورة، ولكن تقدير الذات يستلزم أن ننظر إليها على أنها تحتوي على ضدين.. وكونك غير مدرك للمقادير فلن تعيش التقدير. وواصل: "أما سابعاً؛ فسيظل التوازن في الكون إلى الأبد قائماً، وهو نسبة الإيجابيات إلى السلبيات"، وحدد "عمارة" 5 نقاط لاستخدام السلبية في تحقيق مكاسب أكبر وهي: الاعتراف بها وتقبل مشاعرك، وثانياً: ما الذي ستعلمنا إياه السلبية، وثالثاً: ما الذي سأغيره بداخلي.. وما هي أنواع التغيير التي أحتاج أن أميته لأحيي أنواعاً جديدة، ورابعاً: الاستعداد  لتكرار هذا النوع من الأشياء السلبية في حياتك (وهو أساس أي نجاح في الحياة)، وخامساً: الاستمتاع بعدم المعرفة، فليس شرطا أن تكون عالماً بكل شيء.   إصدارات موجّهة للطلبة تُعزز مهاراتهم ومعارفهم إصدارات عديدة تتناول المناهج المدرسيّة بمختلف مجالاتها العلميّة والأدبيّة، تزخر بها العديد من دور النشر المشاركة في الدورة 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، لتقدّمها لزواره الباحثين عن بدائل للدروس الخصوصيّة، التي تخلق الاتكاليّة وعدم المبادرة في التفكير والإبداع. سلسلة إصدارات "تجارب سهلة حقيقيّة" التي توفّرها دار المجموعة العربيّة للتدريب والنشر، وتشمل مواد "الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، والجغرافيا" تقدّم تجارباً وأفكاراً ومشاريع مدرسيّة مثيرة وممتعة. كما تقدّم ذات الدار باللغتين العربيّة والإنجليزيّة سلسلة 1001 فكرة، والتي تضم العلوم بأشكالها، والرياضيّات. بدورها، تعالج دار الكتب والدراسات العربيّة التحديّات التي يواجهها الطلبة فيما يتعلّق بعلوم اللغة العربيّة، عبر العديد من الإصدارات ذات الصلة، والتي تشمل "فنيّات البلاغة العربيّة"، "فن الكتابة الإبداعيّة"، "فن الإنشاء"، "الزهور النديّة في قواعد اللغة العربيّة"، "فن الكتابة وقواعد الإملاء"، و"تبسيط النحو"، وغيرها. كما تقدّم أيضاً إصدارات مترجمة للمراحل التعليميّة المتقدّمة تتناول علم الكيمياء وأساسياته، وتشمل "سلسلة علم الكيمياء 1 – أساسيات علم الكيمياء" و"سلسلة علم الكيمياء 2 – الكيمياء الفيزيائيّة"، و"سلسلة علم الكيمياء 3 – الكيمياء النوويّة". وللغة الإنجليزيّة وتعليمها وتطوير مهاراتها لدى الطلاب كذلك نصيب وافر في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 41، حيث تقدّم دار العبيكان للنشر إصدارات مثل: "أكثر من 70 طريقة من طرق الاشتقاق في اللغة الإنجليزيّة"، و"الإنجليزيّة للجميع". بالإضافة إلى غيرها من المؤلفات التي تُسهم في تنمية مهارات الطلبة وتعزيز معارفهم وإعدادهم للمراحل التدريسيّة المختلفة.   ألوان الموسيقى الإيطالية قدمت المدربة الإيطالية وعازفة البيانو الكلاسيكي الكاتبة كارلا باربرا كوبي للأطفال من فئات عمرية مختلفة ورشة عمل على شكل عرض تفاعلي تضمن بث معزوفات متنوعة من مختلف ألوان الموسيقى الفلكلورية الإيطالية عبر شاشة إلكترونية، وصاحبت المدربة المقاطع بتقديم لمحة عن كل لون موسيقي للتعريف به وبتاريخه والرقصات المصاحبة له. وتوافد الأطفال لليوم الثاني على التوالي إلى القاعة المخصصة للورش التفاعلية في الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تعرفوا في الورشة على إيقاعات ونغمات مختلفة من الموسيقى الإيطالية، إذ شجعت المدربة المشاركين فيها على التفاعل مع كل لون موسيقي من خلال الرقص الذي يتلاءم مع الإيقاعات المتنوعة في المقاطع التي استخدمتها أثناء التدريب. يشار إلى أن الورشة من تنظيم هيئة الشارقة للكتاب ضمن برنامج ضيف الشرف، وتستمر في استقبال الأطفال خلال أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب في مركز إكسبو الشارقة حتى 13 نوفمبر الجاري.   جذب الانتباه وتنويع مصادر الإثارة أبرز عوامل نجاح القصة أكد كاتبان متخصصان في قصص الحركة والإثارة، أن بناء هذه النوعيّة من القصص يحتاج إلى إبداع الفكرة في البداية ثم البحث من خلال تنوع مصادر الإثارة وعدم الاقتصار على "الحركة والعنف" فقط، وبالتالي فعلى الكاتب التركيز على جذب الانتباه بشكل دائم عبر السرعة في مجريات الأحداث. جاء ذلك خلال جلسة "كيف تستهل بكتابة قصة حركة وإثارة"، عقدت ضمن برنامج الإثارة والتشويق من فعاليات الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتحدثت خلالها الكاتبة الحاصلة على جائزة أكثر كتب الإثارة مبيعاً، كاثلين أنتريم، ومؤلف روايات التشويق دي جي بالمر. وقالت الكاتبة كاثلين أنتريم: "إن الناس تهتم دائماً بأي شيء مثير، وبالتالي يجب على الكاتب أن ينظر لهذا الأمر وفي نفس الوقت يكتب وفقاً لاهتماماته"، مؤكدة أهمية الدخول في التفاصيل بشكل سريع ليتمكن القارئ من الاندماج مع القصة سريعاً. وأضافت: "إن الكاتب يجب أن يعطي إشارات كافية توضح المغزى الذي يسعى إليه، لاسيما وأن القصص تأتي من سياق العمل اليومي والحياة الطبيعية التي نعيشها"، مشيرة إلى أهمية الصراع بالنسبة لقصص الإثارة ودورها في جذب انتباه المشاهد، وفي نفس الوقت تحقيق الربط بين عناصر الإثارة حتى الوصول إلى النهاية. ولفتت إلى أنه أثناء كتابة فيلم يجب وضع عدد من الأمور في الحسبان للوصول إلى النجاح، من خلال مراعاة عنصر السرعة في مجريات الأحداث، وهو أمر يتوقف على خبرة الكاتب، فضلاً عن ضرورة أن يكون هناك دعم لبناء القصة والاهتمام بما يبحث عنه القارئ، وإذا اهتم الكاتب للتفاصيل وربط الأحداث سيشعر القارئ أو المشاهد بذلك. ولفتت إلى أن هناك عدداً من العناصر الهامة التي يجب مراعاتها في القصة وهي إثارة الانتباه والخروج من سؤال إلى سؤال آخر، بصورة تدفع القارئ إلى الرغبة في الإكمال حتى الوصول إلى النهاية. من جانبه قال مؤلف روايات التشويق دي جي بالمر، "إن الكاتب الذي يرغب في كتابة قصة إثارة يجب أن يكون لديه فكرة القصة في البداية، والتي تعتمد على فكرة محددة ثم ينطلق منها إلى السرد"، وأضاف: "لابد أن تعتمد القصة على الخدع السرية لخلق أمر لا يُتوقع حدوثه على الإطلاق"، مشيراً إلى أن الأمر الرئيسي لإبداع قصة هو الظرف الذي تم كتابتها خلاله. وأشار إلى أن الإطالة في الأحداث هي المسافة بين رغبة الكاتب والنتيجة التي يبحث للوصول إليها، لكن هذه الإطالة ترسخ الانتباه بصورة كبيرة، مضيفاً: "إذا لم تتمكن من الربط بين البداية والنهاية للعمل الفني فلست قادراً على أن تؤدي الوظيفة المرجوة منك". وتابع: "الصراع هو المحرك الرئيسي لكل قصة، وهو أن تكشف عن الغضب والتعاطف والمشاعر المختلفة، وهذا هو الذي يخلق الإثارة والتماسك في القصة".   "رحيق" استضاف المقهى الثقافي المقام بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الحادية والأربعين، الشاعرة السورية قمر صبري، والشاعر السوري إسماعيل ضوا، خلال جلسة بعنوان "رحيق" قدّمها عبد اللطيف محجوب، حيث قاما بإلقاء عددٍ من القصائد خلالها، فيما قدمها الشاعر حسن أبو دية. وتفاعل مع الجلسة عددٌ كبير من الحضور في المعرض، الذين اصطفوا للاستماع إلى القصائد التي ألقاها الشاعران خلال الأمسية. وقدّمت الشاعرة والإعلامية قمر صبري عدداً من القصائد منها: "ودخلت وحدي"، و"تربيت في بيت حزنٍ"، و"يوم استحى الشعر"، و"للبحر رائحة العتاب". وقدمت قمر صبري خلال الندوة قصيدة من بين كلماتها: "قال لي: لن تنام العصافير قبل اكتمال الوداع.. بعش الهيام إذا لم ترى الحب.. أو لم تسلم لحكم القدر.. قال: لن تعتلي الشمس عرش المساء.. إذا لم تصل للسماء الصور..  عوّد الحزن ألا يفيض.. وشعرك لا يستحي من كلام عميق النظر". وألقى الشاعر السوري إسماعيل ضوا عدداً من القصائد منها: "ضاقت بصدري يا الله أسئلة"، و"غرني من أبي نواس تجربة"، وفي قصيدة أخرى بعنوان "قلبي وعيناكِ" يقول: "قلبي وعيناكِ.. سهم حال بينهما.. قلبي وعيناكِ سهم حال بينهما.. لا تلمحي القلب.. أخشى أن يسيل دماً.. لو كان لي غيره .. كنت افتديت به.. وعشت حياة الفدية لكمها".     "نادي القراءة"   نظمت مؤسسة "ربع قرن" لصناعة القادة والمبتكرين، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حفلاً تكريمياً لـ(53) مشاركاً ومشاركة في برنامج "اقرأها ومارسها"، الذي يستهدف منتسبي مؤسسة "أطفال الشارقة"، وبرنامج "لنتحدى" الذي يستهدف منتسبي مؤسسة "سجايا فتيات الشارقة"، اللذين نظمتهما المؤسسة ضمن مبادرة "نادي القراءة" بالتعاون مع الكاتبة والرسامة ميثاء الخياط. حضر الحفل كل من سعادة نورة النومان، عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن، وخولة الحواي، مديرة "أطفال الشارقة" بالإنابة، وأسماء الحسوني، نائب مدير "سجايا فتيات الشارقة"، وميثاء الخياط، مستشار مسار الآداب واللغات في مؤسسة ربع قرن، وعدد من موظفي المؤسسة والأهالي والأطفال من منتسبي مراكز الأطفال وسجايا. وتهدف برامج "نادي القراءة" إلى تنمية مهارات المشاركين في مجالات النقد الأدبي والكتابة، بالإضافة إلى تطوير جوانب الحس الإبداعي لديهم، وتمكينهم من امتلاك مخزون لغوي يساعدهم في التعبير عن أنفسهم بأفضل طريقة، والمشاركة في نقاش منظم يراعى فيه أدب الحوار والاستماع. وفي كلمتها الافتتاحية، قالت خولة الحواي: "حرصنا في "مؤسسة ربع قرن" منذ أكثر من ثلاثة عقود على تمكين الأطفال وإرشادهم والارتقاء بهم إلى أعلى مستويات المعرفة والثقافة، لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في صناعة جيل واعٍ ومؤثر، ودعماً لهذا المسار، وفي جو من المتعة والإبهار، قمنا من خلال برنامج (اقرأها ومارسها) بتطبيق أساليب مختلفة لتحفيز الأطفال وحثهم على الاطلاع وحب القراءة، وبناء العلاقة الوثيقة بينهم وبين الكتاب". بدورها، قالت أسماء الحسوني: "النشء في زماننا هذا بحاجة إلى أكثر من مجرد الترغيب في القراءة، فمن خلال برامج المؤسسة نعمل على تكريس التفكير التحليلي والنقدي عند الأطفال والناشئة، من خلال جلسات تفاعلية نقاشية، يتحاور الأطفال فيما بينهم حول آرائهم ووجهات نظرهم في أحداث الكتب التي يقرؤونها، وهذا ما يرسّخ القراءة المبينة على الفهم والاستيعاب والنقد، بحيث يعيش القارئ الصغير مع أبطال القصة التي يقرؤوها ويكون جزءاً من أحداثها ووقائعها". ومن ناحيتها، لفتت ميثاء الخياط إلى أن القراءة المستمرة أسهمت في غرس الشغف لديها باللغة العربية والتأليف فيها، ما أثمر عن إتقانها كتابة القصص سعياً إلى تحبيب الأطفال بلغتهم الأم، وكسر الحاجز الذي يقف بينهم وبين كنوزها وما تحتويه من معارف وآداب راقية. مشيرة إلى أنها مستمرة بكل إصرار من أجل تشجيع الأجيال القادمة على الانتساب إلى البرامج الثقافية التي تعزز القراءة والكتابة، والتي تفتح لهم أبواب استكشاف عوالم خيالية وواقعية من أجل أن يترسخ الابتكار لديهم". وخلال الحفل، قدَّم الأطفال المنتسبون لأطفال الشارقة و"سجايا فتيات الشارقة" عرضاً مسرحياً شرحوا من خلاله فكرة البرنامجين، وما استفادوه منهما، وأثره في توعيتهم بأهمية الكتاب ودور الرسومات في صناعته، والتحديات التي استطاع الأطفال تجاوزها خلال البرامج من خلال الإصرار على القراءة المتواصلة مع الفهم والتركيز لتطوير مختلف المهارات أثناء القراءة. وتناول البرنامجان عدة مسارات تنمي في الأطفال مهارات القراءة المتعددة، تخللتها مجموعة من التحديات وهي: القرائية والسمعية والبصرية والتجريبية، حيث بدأت المرحلة الأولى في اختيار كتاب وقراءته على المشاركين للتعايش مع أحداثه وربطها بالواقع، مروراً بمراحل التحديات الأخرى وهي: المرحلة المرئية والسمعية. وفي المرحلة التجريبية من البرنامج قام المشارك بخوض تجارب ممتعة تتعلق بالكتاب مثل ركوب الخيل، التزلج على الجليد، وكتابة الرسائل وإرسالها، بالإضافة إلى تجربة أطعمة مختلفة، وبعد اجتيازها حصل المشارك على عنوان كتاب جديد بعد نجاحه في حل لغز فكري يمكنه من الوصول إلى ذلك العنوان. الجدير بالذكر أن مؤسسة "ربع قرن" تسعى من خلال إطلاق مثل هذه البرامج إلى تشجيع الأطفال على القراءة والتزود بالمعرفة في المجالات كافة، وتنمية مهاراتهم الفكرية وتوسيع مداركهم المعرفية، وتعزيز المهارات القرائية والكتابية لديهم، وتطوير المفردات والمصطلحات التي تعزّز البناء اللغوي لديهم مما يجعلهم أطفالاً متميزين ومبدعين.   حوار إفريقي في حضرة الضاد ما بين تاريخ دخول العربية إلى القارة، والواقع والتحديات التي تواجه استعمالها، أضاءت جلسة "اللغة العربية في إفريقيا وأهمية المعجم التاريخي" قضايا بارزة تتعلق بانتشار العربية في القارة وتطور وجودها والقدرة على تعلمها، وجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إحياء التراث العربي وخدمة المراكز العربية في مختلف الدول الإفريقية.  واستضافت الجلسة التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور عبد القادر إدريس ميغا، المدير العام لمعهد زايد للعلوم الاقتصادية والقانونية في مالي، والدكتور عمر آدم، أستاذ قسم اللغات في معهد كودونا للعلوم التطبيقية بنيجيريا، والدكتور محمد منصور جبريل، محاضر بقسم اللغة العربية بجامعة بيركانو بنيجيريا، والدكتور محمد نيانغ، الباحث اللغوي من السنغال، وأدارها محمد الهادي سال. وفي حديثه حول المعجم التاريخي للغة العربية، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي: "يمثل هذا المشروع مرحلة الجمع الثاني للغة العربية بعد أن جمع العلماء السابقون آداب العربية وألفاظها، وحفظوها في القرون الأولى للهجرة، حيث لم يقف المشروع عند عصر الاحتجاج،  كما كان منهج الجمع الأول، حيث كان لذلك المنهج أسبابه التي تتناسب مع ظروف تلك المرحلة، بل تجاوزها إلى البحث في تطور استعمالات ألفاظ اللغة العربية، والتأريخ لها في سياقها خلال كافة المراحل التي مرت عليها منذ القدم إلى عصرنا الحاضر". وفي جولة تاريخية طاف بها على مراحل دخول العربية إلى القارة الإفريقية، أكد الدكتور عبد القادر إدريس ميغا أن العربية دخلت عن طريق التجارة، فالهجرات، ثم الإسلام، فدخولها إلى مالي أسبق من دخول الإسلام، حيث تشير بعض المصادر إلى أن جماعات انطلقت من الجزيرة العربية منذ القرنين السابقين للميلاد، متتبعة الشمال الإفريقي، ثم اتجهت مجموعة منها غرباً ثم جنوباً إلى أن وصلوا إلى ما يسمى إمبراطورية غانا. بدوره، أشار الدكتور عمر آدم إلى أنواع التعليم في نيجيريا، بأن التعليم الأهلي يقوم على تمويل الأفراد أو الجمعيات، والتعليم الحكومي يضم المؤسسات التعليمية الحكومية، لافتاً عدم تمكن الطلاب من الكفاية اللغوية المتمثلة في مهارات الاستماع والقراءة والكتابة يمثل أهم التحديات التي تواجه العربية في نيجيريا، واقترح العمل على جعل العربية مرتبطة بسوق العمل، بأن يتم توفير فرص عمل ترتبط بتعليم العربية وإتقانها. من ناحيته، أكد الدكتور محمد منصور جبريل أن اللغة العربية أثرت في اللغات الأخرى الإفريقية، وأصبح لها دورها في إيجاد وحدة لغوية في تاريخ الحضارة الإفريقية التي تحتوي لغات متعددة، مشيراً إلى ما يسمى بظاهرة التداخل اللغوي بين العربية واللغات المحلية الإفريقية، حيث أمدت العربية تلك اللغات بألفاظ أصبحت مستعملة فيها، وهذا ما يدل على إثمار العمل التجاري على النطاق الثقافي واللغوي في الحضارات المحلية الإفريقية، كذلك أسهمت العربية في ترسيخ الخط العربي في بعض اللغات الإفريقية. أما الدكتور محمد نيانغ، فقد وقف على واقع العربية في السنغال، حيث أشار إلى أن العربية وجدت بيئة خصبة في السنغال، حيث أقبل السنغاليون على تعلمها وإتقانها، مشيراً إلى أن العلاقات العلمية والتجارية التي قامت بين السنغال والدول الأخرى مثل موريتانيا أثرت في تعزيز حضور العربية في السنغال، عن طريق المراكز العلمية، التي أسهمت في إيجاد طفرة أدبية في عدد من الفنون الأدبية في السنغال مثل الشعر والرواية.   "أشعار زبيغنيف هربرت" استضاف جناح "روايات" التابع لـ"مجموعة كلمات" والمشارك في فعاليات الدورة الـ41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، حفل توقيع كتاب "أشعار زبيغنيف هربرت" الذي يضم مختارات شعرية ونثرية للشاعر والأديب البولندي، ترجمه إلى العربية الأديب والشاعر والمترجم العراقي هاتف جنابي. بعد مقدمة المترجم حول إجماع النقاد والشعراء والقراء البولنديين على أهمية التجربة الشعرية والشخصية للشاعر هربرت، يقدم الكتاب مجموعة مختارة من دواوينه، تتضمن كلاً من "وتر الضوء"، و"هرميس: الكلب والنجمة"، و"قصائد نثر"، و"دراسة الشيء"، و"كتابة"، و"السيد كوجيتو"، و"تقرير من مدينة محاصرة وقصائد أخرى"، و"مرثية الوداع"، و"روفيجو"، و"أبيلوج العاصفة"، ويختتم بـ "ملاحق نقدية". يقول الأديب والناقد العراقي هاتف جنابي، مترجم الكتاب: "يسرني نقل عناوين وتجارب غير معروفة في بلداننا وثقافتنا لأننا بأمسّ الحاجة لتجارب شعوب تشبهنا في بعض التفاصيل، وزبيغنيف من كبار شعراء بولندا الذي يحترمه الشعب البولندي شعراً ومواقفاً، لأنه لم يداهن الأنظمة السابقة، وله صوته المتفرد، كما أنه مسرحي وكاتب مقالات من الطراز الأول". ويضيف: "انضم الشاعر لحركة المقاومة البولندية خلال الحرب العالمية الثانية مدافعاً عن بلاده ضد الاحتلال النازي، كما كان من أبرز المعارضين للمد الشيوعي بعد الحرب، ويمتاز شعره بالمواقف النبيلة والمشرفة بطريقة فنية وذكية، وهو صوت الرجاء والأمل البولندي، وهو من الأصوات الأدبية الشريفة المنادية بالتخلص من الديكتاتوريات العسكرية". أصدر الأديب البولندي عشر مجموعات شعرية، تناولت العلاقة بين الفرد والأنظمة الشمولية، بين الفرد والطبيعة، بين الإنسان ومحيطه، وتناول مصير من خانهم الأمل واغتالهم الألم، وسلط الضوء على شجاعتهم وتضحياتهم، وسخّر الشخصيات التاريخية والأساطير الإغريقية لمقاربة الواقع المعاصر، ولهذا وصفه النقاد بـ"شاعر فكر"، وتُرجمت أعماله إلى 38 لغة، ورُشّح لنيل جائزة نوبل للآداب لكنه توفي قبل الحصول عليها في العام 1998. ترجمه إلى العربية الأديب هاتف جنابي، الذي عمل أستاذاً محاضراً في "جامعة وارسو" لمدة 38 عاماً، ولعب دور الوسيط بين الثقافة البولندية والعربية، وترجم أهم شعرائها وقصائدها، وأحدثها كتاب "أشعار زبيغنيف هربرت" الصادر عن "روايات" التابعة لـ"مجموعة كلمات" والمتوفر في جناحها المشارك في دورة العام الجاري من المعرض.   الأكثر مبيعاً حدد عدد من الكُتّاب مجموعة من العوامل التي تؤثر على قضية "الكتب الأكثر مبيعاً"، مؤكدين أنها مسألة نسبية تختلف في الوقت الحالي عما كانت عليه في الماضي، فقديماً كانت تعتمد بالأساس على المضمون، بينما الآن تتوقف على عدة عوامل منها العنوان والتركيب وتماشيه مع الذوق العام. جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "ظاهرة الكتب الأكثر مبيعاً" أقيمت خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة الكاتب الإيطالي فابيو فولو، والكاتبة الإماراتية عائشة سلطان، والكاتب التونسي الدكتور صلاح الدين الحمادي، وأدارتها الشاعرة والإعلامية شيخة المطيري. وقال الكاتب التونسي الدكتور صلاح الدين الحمادي: "إن قضية الكتب الأكثر مبيعاً ليست مجرد ظاهرة لكنها من إشكاليات الساحة الثقافية، ولنقل إن أصلها هو البحث عن الانتشار، والرغبة في شهرة النص الأدبي والفكري مسألة موغلة في القدم ومرتبطة بنشأة النصوص الأدبية من قديم الزمان". وأوضح الحمادي أن الشاعر كان يحرص منذ أيام الجاهلية على أن يصل شعره إلى مختلف البلدان، والآن أصبح هناك أدوات معاصرة للانتشار؛ فالانتشار هو ضرورة للأدب وحاجة للمؤلف، وأصبحت هذه الحاجة مشتركة بين المؤلف والناشر، مشيراً إلى أن ظاهرة الكتب الأكثر مبيعاً يلعب الناشر فيها دوراً كبيراً ومباشراً. وأضاف: "في القديم كان المضمون وجودة الكتابة والتأليف هي الأدوات التي تحدد الأكثر انتشاراً، والآن أصبحت ترفدها قواعد أخرى منها الحرص على أن تكون العتبة الأولى للكتاب وأن يكون العنوان مستفزاً ومحصوراً في مواضيع معينة أهمها التابوهات؛ فمن الأفضل أن يكون العنوان موحياً بمسائل تلفت انتباه الجمهور، وكذلك المضمون الذي يحاول أن يروّج له الناشر عن طريق وسائل الإعلام الحديثة".   وتابع: "كذلك لابد أن يكون المضمون متماشياً مع الذوق العام للمتلقي، فالتنمية البشرية أصبحت ذات صيت عالمي، والمؤلف والناشر يختاران هذه المسائل بدقة حتى يضمنا وصول الكتاب لأكبر عدد من المتلقين، مستعملين في ذلك وسائط إعلامية حديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية". وأكد الحمادي أن كل هذه العوامل تحقق رقماً هاماً في المبيعات، فالمؤلف الذي يكتفي بجودة المضمون حتى لو اعتمد على اسمه فانتشاره سيكون محدوداً، لذلك يهتم الناشر بقواعد أخرى مما يجعل هذا الكتاب يغطي مساحات كبيرة من الانتشار، ولابد أن يراعى في كل كتاب الفئة المستهدفة، مشيراً إلى أن "الأكثر مبيعاً" لا يعتمد على قوة مضامين الكتب بقدر ما يعتمد على مهارات التسويق. وقالت الكاتبة الصحفية الإماراتية عائشة سلطان: "مثلما يوجد لدينا جوانب متعددة من الأمور التي تؤثر في الشخص ليشتري كتابا فهناك تعدد في أنواع القراء، لكن كلنا نذهب إلى الكتب لنبحث عما نريد نحن، ولكن حينما نكون أطفالاً نشتري مثل بعضنا، وإذا كنا يافعين نتأثر بما يوجهنا إليه معلمنا أو بائع الكتب، فإذا لم يكن لدينا خبرة نشتري ما يقال لنا، وحينما نكبر ويصبح لدينا خبرة تتراكم عبر الزمن، نشتري ما يلاقي احتياجاتنا". وأشارت إلى أن معظم من يشترون كتباً لا يقرأون نصف الكتب التي اشتروها، إما لشعورهم بأنهم تسرعوا، أو لأن الناس تتلصص على بعضها لمعرفة ماذا اشترى فلان أو فلان، قائلة: "رأيت أناساً يدخلون دور نشرٍ ويسألون عما اشتراه الناس فيشترون مثلهم". وتابعت: "اليوم لا يوجد قراءة ليست ذات قيمة أو معنى لكن كل مرحلة تتطلب نوعاً من القراءة، فلو كان عمري 7 سنوات لا أستطيع أن أقرأ لنجيب محفوظ أو ماركيز، لكن أقرأ المغامرين الخمسة وأجاثا كريستي، لما تحويه من خيال ولغة، فالمطلوب أن أصبح شخصًا يتردد على معارض الكتب" وذكرت أن "الأكثر مبيعاً" مفهوم ظهر في الولايات المتحدة لأول مرة عام 1889، واليوم بعد كل هذا التراكم وصارت مؤسسات تتبنى هذا التقييم، لكن نحن في المنطقة العربية لا نقوم بذلك بل نعتمد على إقناع الناس بأن الكتاب ضمن "الأفضل مبيعاً"، ففي بريطانيا يُطلق على الكتاب أنه ضمن الـ"بيست سيلر" إذا كانت مبيعاته تراوح بين 7 إلى 25 ألف نسخة في الأسبوع، وبالتالي هذه المسألة معقدة. أما الكاتب الإيطالي فابيو فولو، قال إنه بدأ الكتابة لأول مرة في حياته في عمر العشرين بعد حادث "سكوتر" تعرض له وكُسرت ساقه خلاله، موضحاً أن الكتاب تضمن مدونات شخصية كتبها على مدار 15 عاماً، فيما جاء الكتاب الثاني له ضمن "الأفضل مبيعاً". وأضاف: "لا أهتم حينما أقوم بكتابة القصة أن أكتبها للإعلام، فهذا شيء خاص بي وهذه طريقتي في العمل، فأنا أقوم فقط بالتعبير عن نفسي ولا حتى أفكر هل الأشخاص سيحبون القصة أم لا، بل أعتنى بنفسي فقط، وأنا كقارئ أحب الكتاب حينما يتحدث عني". وختم حديثه بالقول: "إن التسويق ليس أن نقوم ببيع الكتب، ولكن بأن نعوّد الأطفال على القراءة، فحينما تقرأ كتاباً سيقودك إلى مزيد من الكتب، لكن حينما يقوم شخص بالسيطرة عليك بالتسويق ستقرأ الكتاب لمرة واحدة؛ فالتسويق لن يكون له معنى فقد يكون مهما لمرة واحد لكن إذا لم يكن الأشخاص قد قاموا بسرده بصورة مميزة فلن يستطيعوا تسويقه مجدداً، فالعمل الأفضل هو الذي يبقى طويلاً".   "ماذا لو" اختفت معارض الكتب من العالم؟ "ماذا لو اختفت معارض الكتب من العالم؟" سؤالٌ مربكٌ على بساطته، وللإجابة عنه، تجولت صانعة المحتوى الشابة إيمان صبحي في "معرض الشارقة الدولي للكتاب" بدورته الـ41 التي تقام في "مركز إكسبو الشارقة"، لاستبيان آراء زواره، والتعرف على إجاباتهم، ضمن حلقة من برنامجها "ماذا لو؟" الذي يُعرض على منصة "يوتيوب". وتنوعت إجابات الزوار التي لم تقل طرافة عن أسلوب مقدمة البرنامج المتميز بين "لن أراكِ"، و"سيتدمر العالم من الاكتئاب"، و"ستحل علينا مصيبة"، و"مستحيل، لن أقبل"! وتتألق إيمان صبحي بحيويتها المعتادة لتصرح بأن اختفاء "معرض الشارقة الدولي للكتاب" سيؤدي إلى اختفاء فسحتنا السنوية لشراء الكتب، واللعب، وعزف الآلات الموسيقية، وزراعة الورود المنزلية، والتعرف على أصدقاء جدد. كل ذلك وسط مجموعة من الأنشطة المتنوعة ضمن البرنامج المتكامل الذي يقدمه المعرض للأطفال واليافعين والكبار، ابتداءً بالخصومات على أسعار الكتب، ولقاء الكتّاب المفضلين، وحفلات توقيع كتبهم، والتعرف على إيطاليا، ضيف شرف دورة العام الجاري من المعرض، وعلى ثقافتها وفنونها وكتّابها، وانتهاءً بالمخطوطات الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة قرون. وتنهي إيمان صبحي حلقتها المميزة برسالة مفادها أن معارض الكتب الدولية بوصلة الكتّاب ودور النشر التي تمكنهم من كتابة وطباعة وتوزيع الكتب، وفي الوقت ذاته جسر ثقافي يربط دول العالم المختلفة، وهي "كلمة للعالم" قالها "معرض الشارقة الدولي للكتاب"؛ الكلمة قادرة على بناء مستقبلنا وتغيير واقعنا إلى الأفضل. إيمان صبحي، صانعة محتوى برنامج "ماذا لو؟" على منصة يوتيوب، واحدة من أشهر الشخصيات الإعلامية الشابة في جمهورية مصر العربية، تتميز بشغفها ومحبتها للتصوير والإعلام.   المناخ في الوقت الذي يتواجد فيه قادة العالم بمدينة شرم الشيخ المصرية للمشاركة في أعمال مؤتمر الأطراف الـ27 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ (كوب 27) لبحث تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ، يقدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، عدداً كبيراً من الكتب التي تحفل بها أرفف أجنحة دور النشر المختلفة، بهدف التوعية بخطورة القضية وسُبُل حلّها. تعرض دار هنداوي للطباعة والتوزيع كتاب "تحدي تغيّر المناخ: أي طريق نسلك؟"، فيما يعرض المكتب الجامعي الحديث كتاب "أسس المناخ الطبيعي"، وتستعرض دار "أكاديميا إنترناشيونال" كتاباً في ذات السياق بعنوان: "كيف يتغير المناخ وتتبدل الأحوال الجوية؟". بدورها عرضت دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع كتاباً بعنوان "المناخ وأثره على زراعة الخُضر في مناطق الاستصلاح"، بينما عرضت دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع كتاباً باسم "علم المناخ وتأثيره في البيئة الطبيعية والبشرية"، كما عرضت الدار العربية للعلوم كتاباً يحمل مسمى "أزمة المناخ". أما دار الجامعة الجديدة، فقد قدّمت كتاباً للجمهور يتناول القضية من زاوية قانونية بعنوان "القانون الدولي البيئي.. تغيّر المناخ: التحديات والمواجهة"، بينما تعرض منشورات الحلبي الحقوقية على أرففها كتاباً تحت مسمى "الالتزام الدولي بحماية المناخ"، فيما تعرض المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية كتاباً اقتصادياً بعنوان "تأثير التجارة الدولية على تغيُّر المناخ". وأوضح عدد من الناشرين ومشرفي دور النشر، أن الكتب المرتبطة بقضية المناخ باتت تمثل أهمية قصوى لما تحتله القضية من زخم عالمي كبير في الوقت الحالي، لاسيما في ظل التركيز الدولي الرئيسي على ضرورة التصدي للتغير المناخي لما يسببه من أضرار بعيدة المدى للكرة الأرضية وتسببه في ارتفاع درجة حرارة الكوكب. وأكدوا أن الإقبال على مثل هذه النوعية من الكتب يعد جيداً، في ظل رغبة العديد من القراء في الاطلاع على أسباب وتفاصيل أزمة التغير المناخي والسبل الرئيسية لحلها، لافتين إلى أن الكتب تعد وسيلة فعّالة بالتوازي مع الجهود السياسية لتوعية الجميع بخطورة التلوث البيئي المؤدي إلى تغير المناخ وأدوات التحول الأخضر.