ناعومي كاواسي: ”تميل المرأة إلى أن تكون أكثر بديهية وتعتمد على حواسها“

| طارق البحار

استضاف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أخيراً المخرجة اليابانية ورئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية ناعومي كاواسي التي تحدثت للجمهور عن رحلتها إلى أن تصبح مخرجة بالإضافة إلى أسلوب حياتها لتتكيف مع عملها بحضور رئيس المهرجان الفنان القدير حسين فهمي، والسفير الياباني بالقاهرة وعدد من المسؤولين بالمهرجان وجمهور المخرجة ضمن فعاليات الدورة الـ 44. أدارت الندوة المخرجة فيولا شفيق، وذلك بمسرح النافورة في دار الأوبرا المصرية، وبحثت "كاواسي" مع الحضور خلال هذه الجلسة عن مصادر إلهامها، والعملية الإبداعية وراء بعض أفلامها المهمة. تشتهر كاواسي بصنع أفلام بنظرة وثائقية، وتستخدم هذه الواقعية للتركيز على الأفراد ذوي المكانة الاجتماعية أو الثقافية غير المحرومة، وتركز أيضاً على عرض التمثيلات السائدة الصعبة للمرأة في السينما اليابانية، كما أنها تنفذ الكثير من نفسها ونضالاتها في أفلامها لربط تأملاتها الشخصية حول القضايا المعاصرة مثل الاغتراب والوحدة والهجر وانهيار الهياكل العائلية التقليدية. نشأت المخرجة اليابانية من قبل أجدادها بعد انفصال والديها، لذا فهي تستخدم السينما كقماش فارغ تتوسل إليه مشاعرها وتأملاتها مثل ”Embracing“، الذي يناقش بحثها عن الأب الذي تخلى عنها عندما كانت طفلة، و"Katatsumori"، الذي يدور حول جدتها، "سأخلق أشياء من المصادر في داخلي. أعتقد أنه في عمق الشخص هناك شيء عالمي". يهتم عمل كاواسي بشدة بالخطوط غير الواضحة بين الخيال وغير الخيالي التي حدثت في حالة المجتمع الياباني الحديث. تنظر ناعومي كاواسي إلى الجنس على أنه عالم إبداعي وسلس، تقول عن ذلك: "أحب التركيز على أفكار محددة للغاية وهذه هي الطريقة التي أحب أن أصنع بها أفلامي، وفيها أحصل على أفكارهم من حياتي الشخصية، ولا أبحث عما هو شائع“. تتعامل مع فكرة تصوير النسوية من منظور مختلف تقول: “من الصعب للغاية مراقبة حياتنا، لأنها تتضمن النظر في الجوانب المحرجة أو غير المرغوب فيها لأنفسنا بطريقة ما، كوني امرأة سهّل علي النظر عن كثب إلى بيئتي الخاصة، وتميل المرأة إلى أن تكون أكثر بديهية وتعتمد أكثر على حواسها، أو قد يكون ذلك بسبب الاختلافات في الوضع بين الجنسين في اليابان، وربما عدم وجودها في المركز، مكّنها من تحقيق اكتشافات جديدة“! موضوعات اهتمامها هي العائلة والأصدقاء بشكل أساسي، وكثيراً ما تصور العلاقات بين المخرجة والموضوع، وتنفذ باستمرار تقديرها للطبيعة في أفلامها، تقول: ”الطبيعة هي واحدة من الشخصيات الرئيسية في أي من أفلامي“، وأكدت أنها تحب أيضاً تصوير مسقط رأسها، ”Nara" وهي جزيرة في اليابان، ”اعتقدتُ أنه يجب أن أُظهر للناس ثقافتي ومكاني، ويمكننا الوصول إلى جميع الثقافات بمساعدة التكنولوجيا والإنترنت“. كاواسي، مخرجة يابانية بارزة وكاتبة مشهورة عالمياً، حصلت على جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي 97، عن فيلمها الأول "Suzaku no Moe"، ثم حصلت لاحقاً على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فيلم "Mori no Mogari". وفي العام 2000، حصل فيلمها "هوتارو" على جائزة الفيبريسي من مهرجان لوكارنو بجانب ترشحه لجائزة الفهد الذهبي. انطلقت مسيرتها المهنية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ولدت في مدينة نارا اليابانية، وبدأت مسيرتها الفنية عبر مجموعة أفلام استهدفت تصوير الواقع، وتجاوزت فيها عن الصور النمطية للأعمال الوثائقية - الروائية. تعمل أيضاً "كاواسي" كمخرجة إعلانات تجارية ومنسقة موسيقية "دي جي" في برامج الراديو، كما أسست مهرجان نارا السينمائي الدولي في العام 2010.            ​