جامعيون يعملون في تخصصات مغايرة: العمل في مجال غير التخصص المدروس . . سلاح ذو حدين

| مريم خالد يوسف – طالبة إعلام بجامعة البحرين

بعد التخرج من الجامعة ممكن أن تتغير رغبات الفرد او يفهم ماهي ميوله في الحياة والعمل ليعمل في مجال آخر عن تخصصه الجامعي، او في حالات اخرى يكون الإنسان مجبرا على العمل في مجال آخر عن تخصصه، ففي هذا التحقيق سنأخذ آراء بعض من المشاركين والخبراء حول هذا الموضوع ويتمحور الموضوع حول سؤال أساسي وهو: ما رأيك بالعمل في مجال غير التخصص المدروس في الجامعة سواء برغبة او غير رغبة؟ ومن خلال أجوبتهم سنعرف ماهو السبب لعدم العمل في نفس المجال؟

أشارت سارة المالكي بأنها في هذه الحالة هي شخص محايد بسبب تغير الميول والشغف، فمن الممكن عند تخرجها من الثانوية يكون لديها شغف لدراسة تخصص معين ولكن بعد ذلك تغير الشغف وأصبحت تحبذ العمل الحر بأفتتاح مشروعها الخاص، فهناك الكثير من مشاهير برامج التواصل الاجتماعي درسوا بتخصصات مختلفه وبعيدة كل البعد عن عملهم في مواقع التواصل الأجتماعي (التسويق لمنتجات). وأضافت بأنها تفضل العمل بوظيفة في مجال تخصصها أو تكون لها علاقة في تخصصها، لأن طوال السنوات سوف تدرس بجد لتعمل بوظيفة في مجال تخصصها. من جانبه أضافت زينب علي بأن الشخص الذي يعمل في مجال غير مجال دراسته إنسان لديه طموح للعمل والإنجاز ويحب أن يجتهد ويكتسب خبرات ومهارات في مجالات مختلفه ومتنوعة، وتوافق على ذلك لأنها من الشخصيات التي تحاول أن تحفز نفسها بشكل إيجابي لكي تتقبل الأمور بطريقة أفضل ومن ثم تبحث عن البديل المناسب لكي تنجح في خطواتها القادمة. من جانبه أتفقت لطيفة المقهوي مع زينب علي وأضافت ان يختلف شعور الاستمرارية والإلهام من فرج إلى اخر ومن رأيها إن وجود الرغبة والعزم والشغف دور مهم في تفاني الفرد في عمله او اهماله له، وأيضا أتفقت ندى زكي مع زينب ولطيفة وأضافت بأن الموضوع جدا طبيعي فالإنسان لديه الكثير من الهوايات يستطيع أن يسثتمرها على سبيل المثال هي تدرس اعلان ولكن لديها الهام في مجال الازياء فتريد أن تتوظف في مجال يخص الأزياء. وأشارت امينه الصائغ بأنها ليست ضد اي عمل اذا كان شريف، وبالعكس يجب على الانسان ان يسعى وراء رزقه مهما كان ويطور من ذاته ولكن الأفضل ان يكون لديه خلفية او على الأقل معرفة عامة عن المجال الذي سوف يخوض هذه التجربة فيه،وممكن يكتشف شغف جديد او هواية كانت مدفونة وعند دخوله مجال العمل نماها وطورها.  وأكدت اسراء العلوي ان العمل في جميع المجالات سواء كان في مثل التخصص الجامعي ام لا يتيح للفرد توسعة آفاقه وخبراته العملية من خلال تجربة ماهو جديد عليه، وليس بالضرورة ان يرى الفرد نفسه في المجال الذي اختاره في حياته الجامعية فيجب عليه توسعة خبراته العملية و البحث دائما على ماهو انسب اليه. ومن جانبه اتفقت زينب عيسى مع اسراء وأضافت ان العمل في مجال مختلف سيسهم في امتلاك الخبرات و المعرفات في المجالات الوظيفية الاخرى وانها لاتمانع في العمل في مجال اخر اذا كانت تستطيع العطاء والتطور من خلاله. وأضافت عالية ابراهيم بأنها ترى ان العمل في مجال مختلف عن التخصص الجامعي أمر إبداعي لأنه يؤخذ من جانب المهارات الشخصية والمواهب، والتعرف على مجالات مختلفه تزيد من مستوى الخبرة لدى الافراد، ومن وجهة نظرها ترى إن من الممكن ان تأتي للأفراد لحظات يدركون فيها ان شعفهم لم يكن في تخصصهم الدراسي، فيتجهون للعمل في تخصصات مختلفه تتماشى مع اهوائهم في مرحلتهم العمريه.

وأشارت حمدة البلوشي انها قضية جدا سائدة في الوقت الحالي حيث تطرق حديثي التخرج باظطرارهم للعمل في مجالات بعيدة جدا عن محيط التخصص المدروس، ومن وجهة نظرها أضافت ان هذا الانحناء عن المسار سبب حرب نفسية للطلبة المقبلين على الدراسة الجامعية، وترى ان الشباب تطرق الى التخصص المزدوج ( double major )  لكونه اكثر شموليه وقد يفيد في المستقبل الوظيفي بحيث ان الطالب يدرس تخصص ثاني بجانب التخصص الرئيسي، واضافت بأن لو اتحيت لها الفرصة ان تتوظف في وظيفة تناسب تخصصها سوف تختارها كونها متخصصه في مجال تحبه.  وأضاف حسن الدرازي بأن العمل في مجال غير مجال التخصص يحد من إنتاجية الشخص سواء كان برغبة ام لا، فإن حب المجال ينتج عنه إنتاجية كبيرة من قبل العامل، وكما إن لعامل الخبرة الدور الكبير الذي يساهم في توظيف الفرد إلا اننا نرى قلة عدد مراكز التدريب و التأهيل. وأكد أنه يرغب في العمل في مجال يناسب تخصصه الجامعي ذلك لانه سيكون قد درس جميع متطلبات العمل ولديه حافز والرغبة.  وأضافت زهد العلوي بأنها لاتؤيد هذا الموضوع يرجع سبب ذلك إلى إن الفرد لايضع طاقته ولا توجهه في المكان الصحيح الذي يرى نفسه فيه بسبب انه ليست توجهه ولا ميوله فممكن ان يسبب ضرر على حالته النفسية وضرر على المكان الذي يعمل فيه بسبب عدم اتمام المهام بشكل مناسب ومنظم، ففي النهاية كل شخص يجب ان يكون في مجاله الصحيح .

ووضح الدكتور علي أحمد بأن الأصل ان يدخل الشخص التخصص حسب رغبته واهتمامه ويستمر في مجال تخصصه سيكون الأفضل، لكن كما نعرف ان تخصص البكالريوس ماهو إلا مفتاح للحياة بما معناه انه يستفيد من خبرات في التخصص، على سبيل المثال يوجد أشخاص يستمرون ويبدعون في تخصصهم والاخرين بعد التخرج يفتح مشروعا اخر تماما ويبدع فيه فلا توجد مشكله لو انه غير التخصص، فالأهم رغبة الإنسان. وأضاف بأن نحن نواجه مشكله كبيره وهي بعض الأحيان نتخصص ونحن مترددين من التخصص ولكن يتبين ان ليس هذا التخصص الذي نريده ولكن نستفيد منه ومن العلوم الجديدة فيه، وقال: " التحدي الكبير هو التميز ".  وأشار الدكتور رائد التميمي إن اذا كانت برغبته شي جيد لأن سوف يطور من نفسه ومهاراته ويتعلم من هذا العمل الجديد الذي غير تخصصه وسوف يأخذ خبرات آخرين من الذين من نفس مجال العمل، ليس فقط هكذا بل ممكن ان تفتح له آفاق ان يدرس في هذا المجال ليس بشرط دراسة جامعية بل يطلع على معلومات و الخبرات السابقة الموجودة. ولكن احيانا الظروف تحتم علينا وقال: " مو كل ماتشتهيه الأنفس تجده "، فبالطبع سوف تحصل على عقبات بعد التخرج انك قد تجبر على العمل في مجال غير مجالك. وأكد أن الجميع في أمر واقع الان نحن نعيش في صراع انك لابد ان تعمل ليصبح لديك مدخول ولتكون اسرة ولتوفي لمستلزماتك، أحيانا ممكن ان تعمل في مجال غير تخصصك ومع الأيام تكتشف انها اقرب اليك، لذا لاتقف عند هذا الحد لابد ان تبحث عن وظيفة تناسب مؤهلاتك بشرط ان لاتترك هذه الوظيفة التي تعتبر مدخول لك. وأضاف الدكتور سعيد منصور ان ظاهرة الخريج يحصل على وظيفة غير تخصصه ظاهرة صحيحة لأنها تعتمد على مقدرة الشخص نفسه، فالشهادة ماهي الا مفتاح الى مجال العمل، بعض الاحيان يكون لديك قدرات غير تخصصك على سبيل المثال قدرة الشخص على الإستيعاب و على التنظيم والأدراك هي الأساس، فالخبرة هي أساس تطور الشخص في الوظيفة وقدرته على الإبداع، وقال: أحصل على الشهادة ثم تخصص بالمجال الذي ترى نفسك تبدع فيه. وأتفق المشاركون على إن من أكثر الأسباب التي توجه الشخص للعمل في مجال غير تخصصه يعود إلى قلة التوظيف والأكتفاء، وإن التخصص الجامعي لايمكن أن يكون سجنا لايمكن الخروج منه إلى فرص عمل اخرى مغايره، فالإنسان يسعى لرزقه وعندما يحصل على فرصته لابد أن يستغلها، لا أن يتوقف عند حاجة الشهادة الجامعية لتمر عليه الفرص وهو واقف في مكانه.