الفيلم الإماراتي ”ساير الجنة“ ودعوة لاكتشاف أصالة الماضي على "نتفلكس"

| طارق البحار

تعرض منصة نتفلكس حاليا الفيلم الإماراتي ”ساير الجنة“، الذي تدور أحداثه حول سلطان (11 عامًا)، إذ يسعى للحصول على دفء حضن جدته بالقيام برحلة مجنونة برفقة صديقه من أبوظبي إلى الفجيرة مرورا بدبي، باحثا عن حنان افتقده، وأمل يراوده بعودته إلى أحضان جدته الغائبة الحاضرة.

وفي التفاصيل، هناك مشهد في فيلم "الذهاب إلى الجنة" لسعيد سالمين المري حيث يقول فيه سلطان (جمعة إبراهيم الزعابي)، إنه يفتقد والدته ولا يمكنه مقابلتها إلا في الجنة، وردا على ذلك تخبره أخته فطوم (حور الزرعوني) بمرح وبراءة أن يموت.

الفيلم الذي شاهدته شخصيا في مهرجان دبي السينمائي الدولي هو الفيلم الروائي الطويل الثاني في مسيرة المخرج سعيد سالمين المري بعد فيلم "ثوب الشمس"، الذي شارك كذلك في العديد من المهرجانات السينمائية حول العالم عندما يركب سعود (أحمد إبراهيم الزعابي) أعز أصدقاء سلطان دراجته النارية بسرعة عالية وينصح بتوخي الحذر يقول "نحن صغار، لن نموت، إلى جانب ذلك، سيأخذ الله كبار السن أول، الموت في الهواء في الذهاب إلى الجنة، تتحدث الشخصيات عن هذا الموضوع بشكل عرضي وكذلك بجدية، ليس فقط البشر الذين ينظر إليهم من خلال عدسة بشرية (مثل تلك المرأة العجوز التي يتم إدخالها إلى المستشفى)، حتى الحيوانات خصوصا الأسماك، تموت في الفيلم (وتذهب إلى الجنة).

سلطان صبي يبلغ من العمر أحد عشر عاما تحتقره زوجة أبيه، لكنه لا يكره أبوه بطريقة ما، وفي أحد الأيام عندما أبلغت فطوم سلطان أنها رأت صورة جدتهم أصبح سلطان مصمما على العثور عليها وانطلق في رحلة برية مع سعود إلى الفجيرة للبحث عنها،

وفي طريقهم صادفوا العم محمد (عبد الله مسعود) الذي يأخذ الأولاد الصغار إلى وجهتهم معه، وعندما كذب سعود في البداية على محمد انتقد سلطان سلوكه، وأخبره أنهم سيذهبون إلى الجحيم بسبب ذلك وليس الجنة.

بصرف النظر عن التعامل مع الموت وكونه فيلما لرحلة على الطريق، فإن "ساير الجنة" يدور حول إقامة علاقات عائلية مع أشخاص لا تربطهم صلة قرابة بالدم في معاني خاصة، وقد لا تكون فطوم قريبة سلطان بالدم، لكنها تهتم به من كل قلبها، إنها تدعمه جسديا وعاطفيا.

من ناحية أخرى، يتصرف سعود كأخ أكبر وبنضج، بينما يتفاعل سلطان كطفل رضيع (يبكي مرارا وتكرارا أنه يريد رؤية جدته، حتى بعد أن فقد عنوانها). وفي مرحلة ما من الرحلة سئم سعود من عناد سلطان وكاد يقرر تركه بمفرده في الفجيرة، ولكن يجب أن تكون غرائزه الأخوية هي التي تمنعه من التخلي عن صديقه، ثم هناك والدة محمد التي أصبحت جدة سلطان.

الفيلم يقدم دعوة صريحة إلى الجيل الحالي لاكتشاف أصالة الماضي، وهو ما عبّرت عنه بوضوح شخصية الطفل سلطان الذي يمثل الحاضر ورحلته للعثور على جدته التي ترمز إلى الماضي، كما يحمل الفيلم في طياته رسالة مهمة لهذا الجيل، مفادها ضرورة التشبث بالعادات والتقاليد الثابتة والنبيلة التي جُبل عليها الآباء والأجداد منذ القدم.

وفي تصريح رسمي من مخرج فيلم "ساير الجنة" سعيد سالمين قال إن الفيلم يعتبر نقلة نوعية للسينما الإماراتية، ويقدم تجربة مختلفة في العمل السينمائي الخليجي.

حاز الفيلم على أكثر من 8 جوائز منها جائزة المُهر الإماراتي وجائزة أفضل سيناريو اجتماعي من وزارة الداخلية في الإمارات، وجائزة تحكيم مهرجان لوس أنجلوس، إضافة إلى تمثيله السينما الإماراتية في المسابقات الرسمية في المهرجانات السينمائية الدولية التي وصلت إلى 26 مهرجان سينمائي حول العالم. فيلم "Going to Heaven" للكاتب والمخرج الإماراتي سعيد سالمين وللمنتج عامر سالمين المري ومن إنتاج شركة سينما فيجن فيلمز، ويشارك المخرج البحريني عمار الكوهجي كمساعد مخرج بالعمل الجميل الذي يعرض الآن على "نتفلكس".            ​