ختام فعاليات مهرجان برلين السينمائي بتألق عربي

فاز الفيلم الوثائقي (أون ذا أدامان) "على قارب الأدامان" (Sur l'Adamant)، الذي يدور حول مركز رعاية نهارية عائم في باريس للبالغين المصابين باضطرابات نفسية، بجائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي، وعبر المخرج نيكولا فيليبر عن تأثره الشديد بقرار لجنة التحكيم منح جائزة المهرجان الأولى لفيلم وثائقي بدلاً من عمل روائي، وقال: "يمكن اعتبار هذا الفيلم الوثائقي سينمائياً في حد ذاته ويؤثر علي بعمق".

تم تصوير الفيلم على مدى ثلاث سنوات ويدور حول تفاعل المرضى بمركز الرعاية في قارب الأدامان الراسي على ضفة نهر السين. وأضاف فيليبر على السجادة الحمراء بعد فوز فيلمه "دائماً ما يتعرض المرضى النفسيون للوصم.. وينظر إليهم دوماً من منظور العنف. أردت قلب هذه الصورة النمطية وإظهار مدى إنسانيتهم“. وتابع "آمل أن يساعد ذلك على إيقاظ وعي المجتمع“.

وفازت صوفيا أوتيرو بجائزة الدب الفضي لأفضل دور رئيسي عن أداء شخصية طفلة متحولة جنسياً عمرها ثمانية أعوام في فيلم (20 ثاوزند سبيشيز أوف بيز) "20 ألف نوع من النحل“. وقالت كريستين ستيوارت رئيسة لجنة التحكيم: "من النادر رؤية شخص ما ينقل كل هذا القدر من المشاعر لكنه يظل بسيطاً.. وخصوصاً في العروض التي يقدمها لنا طفل".

وذهبت جائزة كبرى أخرى، وهي جائزة الدب الفضي للجنة التحكيم الكبرى، إلى "روتر هيميل" للمخرج الألماني كريستيان بيتسولد.

كما حصل الفيلم الألماني "حجرة المعلمين" للمخرج إيلكر شتاتاك على إحدى جوائز لجان التحكيم الخاصة. ويقدم الفيلم نموذجاً مصغراً لعالم المدرسة الذي تتنقل فيه المعلمة التي قامت بدورها ليوني بينيش بين جبهات هذا العالم.  وذهبت جائزة المنتدى من الرابطة الدولية للمسارح السينمائية الدولية إلى فيلم "وجه قنديل البحر" للمخرجة ميليسا ليبنتال والذي يتناول مخاوف بطلة القصة مارينا.

وفاز الفرنسي فيليب غاريل بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه "لو غران شاريو" (Le Grand Chariot) الذي يشكل نوعاً من وصية فنية وصوره مع أولاده الثلاثة. وحصل فيلم "توتيم" للمخرجة المكسكية ليلا أفيليس على الجائزة الرئيسية للجنة التحكيم المسكونية، ويحكي الفيلم عن حفل عيد ميلاد لأب شاب مريض والذي يتحول في الوقت نفسه إلى حفل توديع. 

وذهبت جائزتان أخريان من هذه اللجنة إلى فيلم "حيث لا يوجد الله" للمخرج الإيراني مهران تامادون وفيلم "القابلات" للمخرجة الفرنسية ليا فينيه. وأشارت اللجنة هنا بوجه خاص إلى فيلم "عن آدم" للمخرج نيكولا فليبير. وفي فئة سينما فيجين 14 بلاس ذهبت جائزة "جائزة أفلام جيلده آند إيه جي كينو جيلده" إلى فيلم "وقال الملك يا لها من آلة رائعة" للمخرجين أكسل دانيلسون وماكسميليان فان أرتريك.

وذهبت جائزة لجنة قراء صحيفة "تاجس شبيغل" إلى فيلم "أورلاندو-سيرتي الذاتية السياسية" للمخرج الإسباني بول بريسادو.

وقال صناع الفيلم اليمني "المرهقون" إن الفيلم حصل على جائزة منظمة العفو الدولية بمهرجان برلين السينمائي والتي تقدم للفيلم الأكثر تأثيراً في الجانب الإنساني من بين جميع أقسام المهرجان. وكتب المنتج المشارك في الفيلم محسن الخليفي على صفحته بموقع فيس بوك "حصل الفيلم أيضاً على ثاني أعلى نسبة تصويت في جائزة الجمهور".

الفيلم إخراج عمرو جمال وبطولة خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وإسلام سليم ورؤى الهمشري وعمر إلياس وتدور أحداثه حول زوجين يعانيان من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في اليمن ولديهما ثلاثة أطفال، ومع اكتشاف الزوجة حملها من جديد تبدأ في التفكير في إجهاض نفسها، على الرغم من معرفتها بالعواقب الاجتماعية التي قد تنتج عن هذا الفعل. وقال مخرج الفيلم في مقابلة مع موقع مهرجان برلين في وقت سابق: "حرصت على تصوير الفيلم في أماكنه الطبيعية بمدينة عدن، والتقطت بالكاميرا لقطات بانورامية تظهر الكثير من معالم المدينة التي أخشى أن تزول خلال الأعوام المقبلة". وأضاف "الفيلم لا يناقش جدلية الإجهاض وإذا كان حراماً أم حلالاً، الإجهاض هو رمز للتضحيات التي يلجأ لها اليمنيون لمواصلة حياتهم، فعندما تضطرنا الظروف للتخلي عن أحلامنا نقول إن أحلامنا أجهضت، وهنا فكرة التخلي عن الطفل المنتظر ترمز للتخلي عن الأحلام والمستقبل". وإلى جانب مهرجان كان وفينيسيا، يعد مهرجان برلين السينمائي أحد المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم. وأقيم المهرجان في برلين في نسخته الـ73 هذا العام.

وأعلنت إدارة المهرجان عن فوز الشقيقتان اللبنانيتان ميشيل ونويل كسرواني بجائزة "الدب الذهبي" في ختام مهرجان برلين عن فيلمهما القصير "يرقة" (29 دقيقة). ويتحدث الفيلم عن شابتين، أسماء وسارا، مهاجرتين تعملان في مقهى في مدينة ليون الفرنسية، وتحملان في داخلهما ثقل التاريخ والماضي، كل واحدة على طريقتها. 

الفيلم الذي يروي قصة تضامن نسائي وصداقة هو من تمثيل السورية مسا زاهر ونويل كسرواني. يذكر أن ميشيل كسرواني كانت شاركت في كتابة سيناريو فيلم "كفرناحوم" لنادين لبكي، و"يرقة" هو تجربتها الإخراجية الأولى بحسب أ ف ب.