بورصة نيويورك تشهد تداول أكثر من 23 تريليون دولار يوميًا

الخضر ناصحًا المستثمرين: أهمية الانتقائية بالاستثمارات في أسواق الأسهم

| البلاد - إعداد: محمد الجيوسي - أدار الندوة: أسامة معين - أعده للنشر: أمل الحامد - الدعم التقني: عبدالله عيسى - تصوير: حسن بوحسن

أكد رئيس قسم الأبحاث في مجموعة Equiti، رائد حامد الخضر، أن الفترة القادمة من المحتمل بشكل كبير أن تواصل مؤشرات الأسهم ارتفاعها حول العالم وفي المنطقة على وجه التحديد، مؤكدًا أهمية انتقاء المستثمرين بشكل واضح الاستثمارات في أسواق الأسهم، متوقعًا أن يحقق قطاع التكنولوجيا وهو من القطاعات المهمة جدًا أداءً ممتازًا، والتكنولوجيا المالية على وجه التحديد نظرًا لوجود العديد من المشاريع الواعدة على مستوى المنطقة وهذا القطاع سيكون الأفضل أداءً في الفترة المقبلة والتداولات هذا العام.

ونصح الخضر خلال مشاركته عن بعد في ندوة “البلاد”، المستثمرين إلى الانتقائية بشكل كبير في اختياراتهم في الفترة القادمة، إذ أن صندوق النقد الدولي كان قد حذر من أن أكثر من ثلثي دول العالم ستقع في ركود اقتصادي خلال تعاملاتها في العام 2023 وأكثر من 50 % من دول منطقة اليورو قد تواجه الركود الاقتصادي إلا أنه حتى الآن البيانات الاقتصادية التي صدرت هي أفضل من التوقعات بشكل كبير وتنم عن أن الوضع ليس بالسوء الذي كان متوقعًا وهنالك تحسن في معدلات النمو بشكل واضح، والاقتصاد الصيني الذي أنهى تعاملات العام الماضي بنمو ضعيف جدًا وأقل من متوسط النمو العالمي هذا العام، من المتوقع أن يساعد مرة أخرى في دعم النمو العالمي وبالتالي فإن هنالك إيجابية في الأسواق ومع هذه الإيجابية واعتقد أنه سيتوقف التشديد في السياسة النقدية حيث إن المستويات العالمية حول العالم، والتوجه نحو الاستقرار أو التقليصات في أسعار الفائدة المستقبلية ذلك سيؤدي لخدمة أسواق الأسهم بطريقة غير مباشرة.

وأوضح الخضر أنه يتردد الصدى الأكبر في هذا العام والعام الماضي على مستويات التضخم المرتفعة، ولا يزال هذا التضخم المرتفع والارتفاع المبالغ به في أسعار السلع والخدمات على الحياة ومفردات الاقتصاد إجمالا.

وقال “إذا نظرنا إلى الاقتصاد في الوقت الراهن فإنه نتيجة لارتفاع معدلات التضخم المرتفعة وارتفاع مؤشرات أسعار المستهلكين في الاقتصادات العظمى في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والمملكة المتحدة، وصلنا في أوروبا والمملكة المتحدة إلى ما فوق مستويات الـ 10 % كمستويات تضخم ومن ثم عاد للتراجع بعض الشيء نتيجة لتبني السياسات النقدية المتشددة”.

وأشار إلى أن جميع البنوك المركزية تبنت سياسات نقدية متشددة على رأسها الفيدرالي الأميركي حيث رفع أسعار الفائدة بشكل صارم وكبير خلال العام الماضي، وقام في بداية العام الجاري برفع 0.25 نقطة أساس، ومن الممكن أن تضيف رفعتين إلى 3 رفعات بـ 0.25 نقطة أساس لكل واحدة منها، وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية عند 4.75 نقطة وهي قريبة من مستويات ما قبل الأزمة المالية العالمية عند 5.25 نقطة، أي حتى الآن أسعار الفائدة لم تصل إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل الأزمة المالية العالمية.

وطرح الخضر سؤالا هل تحسن الاقتصاد العالمي بشكل فعلي؟، وأجاب “أننا نعرف أن نتيجة أزمة كورونا في العام 2020 وتلتها التوترات الجيوسياسية والحرب الروسية الأوكرانية قد فجرت مستويات التضخم واضطرت البنوك المركزية وصناع السياسات النقدية إلى التدخل لتخفيف حدة ارتفاع أسعار المستهلكين وذلك تسبب في ارتفاع تكاليف الأموال، وتكلفة الاقتراض للأفراد وللمشروعات التجارية والمبالغة بتشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة بشكل أكبر من شأنه أن يؤثر على النمو الاقتصادي ويخنق النمو الاقتصادي ونزول معدلات ارتفاع النمو وبالإمكان ارتفاع معدلات البطالة ورأينا أن كبرى الشركات حول العالم قامت بتسريحات كبيرة”.

ورأى أنه خلال العام الماضي كانت الأسواق الأكثر سيولة هي الأسواق الأميركية ولا تزال متصدرة لهذا المشهد، فبورصة نيويورك تشهد تداول أكثر من 23 تريليون دولار يوميًا، “ولكن ما أريد لفت الأنظار إليه أنه منذ العام 1960 حتى تاريخ اليوم الأسواق الأميركية على سبيل مثال (SP500) أغلقت باللون الأحمر 13 مرة فقط مما يعني أكثر من 79 % من المرات كان الإغلاق باللون الأخضر وحقق نموًا وإحدى هذه الـ 13 مرة كانت في السنة الماضية، وبالتالي إحصائية معدل الارتفاع من نظرة فنية عادة 100 %، ويكون العام التالي مليئا بالإيجاب والحديث الكبير عن كساد اقتصادي اعتقد مبالغ فيه حيث أثبتت مفردات الاقتصاد بشكل جزئي هذا الأمر فالبيانات أفضل من التوقعات وانعكاسات الوضع العالمي على المنطقة، اعتقد المزيد من التشديدات ورفع أسعار الفائدة المتوقعة حتى منتصف هذا العام وذلك يضغط على أداء الأسهم بعض الشيء ولكنني متفائل بشكل كبير أن تكون التعاملات في هذا العام وعلى وجه التحديد ‏الربع الرابع من هذا العام إيجابية وبشكل كبير لمعظم أسواق المال وأسواق الاسهم حول العالم”.

وذكر الخضر أن مؤشر ناسداك كان الأكثر تضررًا في العام الماضي بفقد أكثر من 13 % وأنهى فقط الشهر الأول بارتفاعات 6.5 % بالتالي يوجد تغيرات كبيرة تحدث في هذا العام، مبديا تفاؤله في هذا العام.

ورأى أن جاذبية أسواق الأسهم في الآونة الأخيرة بدأت ترتفع بشكل كبير جدًا وهذا ينم حقيقة عن الرغبة في المخاطرة وشعور المستثمرين أنه لا يوجد مجالات أفضل لركن الأموال إلا وجودها في أسواق الأسهم خصوصًا “أننا تمتعنا بفترة طويلة نسبيًا من الأموال الرخيصة وانخفاض العوائد على الصكوك أو الديون السيادية وما إلى ذلك، فهنالك نوع من التوجه الرئيس للمستثمرين لأخذ المخاطر ونظرًا لوجود النقد الكافي أو الكبير الموجود في الأسواق بسبب وجود برامج تيسير نقدي تم اتباعها وضخ سيولة كبيرة في الأسواق وهذا شجع إجمالا المستثمرين إلى التوجه نحو أسواق الأسهم، ولكن تبقى أفضليات في حركة أسواق الأسهم إجمالا وهنالك نزيف يحدث أحيانًا في بعض الأسواق وتتجه الأموال للمغادرة من هذه الأسواق، ورأينا تخارجات كبيرة أحيانًا تحدث في الأسواق.