هل يمكن إلزام البنك بإعادة جدولة التمويل؟

| إعداد: منال الشيخ

تستقبل “البلاد” مختلف الاستفسارات وطلبات الاستشارة القانونية. وجرى التعاون مع نخبة من المحامين المرموقين الذين تفضلوا بالموافقة على الإجابة عن استفسارات القراء، التي وصلت لبريد معد الزاوية (algayeb@gmail.com) أو من خلال حسابات “البلاد” بمنصات التواصل الاجتماعي. وللسائل ذكر اسمه إن رغب.  ومعنا في زاوية اليوم  المحامي حسن العجوز

السؤال‭:  ‬قمت‭ ‬بشراء‭ ‬عقار‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬البنوك‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتزمت‭ ‬بسداد‭ ‬الأقساط‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المتّفق‭ ‬عليه،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّه‭ ‬نتيجة‭ ‬لتعثّر‭ ‬وضعي‭ ‬المادي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬إعادة‭ ‬جدولة‭ ‬القرض‭ ‬لأتمكّن‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬السداد،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬البنك‭ ‬رفض‭ ‬إعادة‭ ‬الجدولة‭ ‬ممّا‭ ‬اضطرني‭ ‬إلى‭ ‬بيع‭ ‬العقار‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭. ‬فهل‭ ‬يحق‭ ‬للبنك‭ ‬رفض‭ ‬إعادة‭ ‬الجدولة؟‭ ‬كما‭ ‬إني‭ ‬قد‭ ‬تفاجأت‭ ‬أثناء‭ ‬إجراءات‭ ‬بيع‭ ‬العقار‭ ‬المذكور‭ ‬بأنّ‭ ‬المساحة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬الملكية‭ ‬هي‭ ‬مساحة‭ ‬مختلفة‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬المساحة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬المبرم‭ ‬مع‭ ‬البنك،‭ ‬حيث‭ ‬إنّ‭ ‬المساحة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬الوثيقة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المدونة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬البيع،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬التصرف‭ ‬القانوني‭ ‬الصحيح‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬اختلاف‭ ‬المساحة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬عن‭ ‬المساحة‭ ‬الفعلية‭ ‬للعقار؟

‭- ‬المحامي‭ ‬حسن‭ ‬العجوز‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توجيهات‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬لبنوك‭ ‬التجزئة‭ ‬وشركات‭ ‬التمويل‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬العملاء‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬بأنه‭: (‬على‭ ‬المرخص‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يلجأوا‭ ‬وحسب‭ ‬الإمكان‭ ‬إلى‭ ‬ترتيبات‭ ‬بديلة‭ ‬تساعد‭ ‬العملاء‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬المصاعب‭ ‬في‭ ‬السداد‭)‬،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بنود‭ ‬الميثاق‭ ‬هي‭ ‬عبارات‭ ‬تشجيعية‭ ‬عامّة‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬للبنوك،‭ ‬فطالما‭ ‬لم‭ ‬تحتوِ‭ ‬بنود‭ ‬اتفاقية‭ ‬التمويل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬التزام‭ ‬على‭ ‬البنك‭ ‬لقبول‭ ‬إعادة‭ ‬الجدولة،‭ ‬فإنّه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلزام‭ ‬البنك‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬جدولة‭ ‬التمويل‭ ‬سواء‭ ‬بتعديل‭ ‬قيمة‭ ‬القسط‭ ‬أو‭ ‬بتعديل‭ ‬مدة‭ ‬السداد‭ ‬حيث‭ ‬تنص‭ ‬المادة‭ (‬128‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭ ‬على‭ ‬أنّ‭: ‬“العقد‭ ‬شريعة‭ ‬المتعاقدين،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬لأحدهما‭ ‬أن‭ ‬يستقل‭ ‬بنقضه‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬أحكامه،‭ ‬إلّا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬به‭ ‬الاتفاق‭ ‬أو‭ ‬يقضي‭ ‬به‭ ‬القانون”،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬للعميل‭ ‬حق‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬البنك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

أمّا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬اختلاف‭ ‬مساحة‭ ‬العقار‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬عن‭ ‬مساحة‭ ‬العقار‭ ‬الفعلية،‭ ‬فإنّه‭ ‬وفق‭ ‬المادة‭ (‬396‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭ ‬يجوز‭ ‬للمشتري‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬فسخ‭ ‬العقد‭ ‬أو‭ ‬إنقاص‭ ‬قيمة‭ ‬المبيع‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬نقص‭ ‬مقداره‭ ‬المبيّن‭ ‬في‭ ‬العقد،‭ ‬حيث‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنّه‭: ‬“إذا‭ ‬حدد‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬مقدار‭ ‬المبيع،‭ ‬كان‭ ‬البائع‭ ‬ضامنًا‭ ‬نقص‭ ‬هذا‭ ‬القدر‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يقضي‭ ‬به‭ ‬العرف،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬أنّه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬للمشتري‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬فسخ‭ ‬العقد‭ ‬لنقص‭ ‬في‭ ‬المبيع‭ ‬إلّا‭ ‬إذا‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬من‭ ‬الجسامة‭ ‬بحيث‭ ‬إنّه‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يعلمه‭ ‬لما‭ ‬أتم‭ ‬العقد”‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬طلب‭ ‬إنقاص‭ ‬الثمن‭ ‬أو‭ ‬فسخ‭ ‬العقد‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تسليم‭ ‬المبيع‭ ‬تسليمًا‭ ‬فعليًّا‭ ‬وفقًا‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ (‬398‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬ذاته،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قضاء‭ ‬المحكمة‭ ‬بعدم‭ ‬سماع‭ ‬الدعوى‭.‬