تحليل معملي هام لكل من يعاني من الإسهال المزمن ولمرضى إلتهاب الأمعاء

د. ايمان فريد – طبيب استشاري ورئيس مختبر مستشفى السلام التخصصي / أستاذ مشارك لعلم المناعة  بكلية الطب –جامعة الخليج العربي 

إن تحليل (كالبروتكتين  Calprotectin  )،الذي يحتاج الى عينة براز، ذي أهمية لكل من يعاني من أعراض الإسهال المزمن  فيعد مؤشرلوجود إلتهاب في الجهاز الهضمي.

ما هو تحليل (كالبروتكتين  Calprotectin  ) ؟  ان تحليل (كالبروتكتين  Calprotectin  ) هو تحليل مناعي  معملي برازي ، وما يميزه هو ان النتيجة المرتفعة التي  تعني وجود إلتهاب في الجهاز الهضمي ، وهو علامة على تنشيط الخلايا المناعية  ( العدلات  neutrophils  ) في الجهاز الهضمي ، وهذة  الخلايا تنشط في حالات الإلتهابات .   ومهم أن نوضح أهمية عمل هذا التحليل بالطريقة الكمية حيث تعطى نتيجة رقمية وليس ( سالب / موجب)  ، لما يدل ذلك على تصنيف  شدة الحالة . كذلك يجب سرعة توصيل العينة الى المختبر حيث ان التأخريؤثر على دقة التحليل.    إن النتيجة السلبية لذلك التحليل تستبعد وجود مرض (إلتهاب الأمعاء Inflammatory Bowel Disease  ) خاصة عندما تتشابه أعراض المرض مع أعراض  مرض ( القولون العصبي Irritable Bowel Syndrome  ) لذا فإن إختبار (كالبروتكتين  Calprotectin  ) في البراز يعد خيار غير جراحي لتقييم الحالة مما قد يلغي الحاجة الى أخذ عينة  (الخزعة biopsy) التي تحتاج الى تدخل بالمنظار endoscopy ، عند المرضى الذين يعانون من القولون العصبي .  كذلك يطلب اطباء الجهاز الهضمي من مرضاهم الذين تم  تشخيصهم سابقا بمرض إلتهاب الأمعاء عمل هذا التحليل على فترات لمعرفة مدى الإستجابة للأدوية والعلاجات المعطاه .  متى يجب  عمل التحليل ؟ إذا لاحظت تغيرًا مستمرًا في عادات التغوط،  خاصة وجود الإسهال المزمن أو إذا كان لديك أي من علامات وأعراض مرض إلتهاب الأمعاء.

ما هو مرض إلتهاب الأمعاء ؟ مرض إلتهاب الأمعاء هو مصطلح يشير إلى الاضطرابات التي تشمل التهاب الأنسجة المزمن في السبيل الهضمي ، وهو مرض التهابي مزمن يؤثر على الجهاز الهضمي. وهناك نوعيين  لمرض إلتهاب الأمعاء: •    إلتهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis •    مرض كرون Crohn’ s Disease  على الرغم من تصنيف كلاهما على أنهما مرض إلتهاب الأمعاء ، إلا أن لكل منهما خصائص فريدة. خصائص مرض إلتهاب الأمعاء :

إلتهاب القولون التقرحي : تشمل هذه الحالة الإصابة بإلتهاب وتقرحات على طول بطانة الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم . مرض كرون : يتسم هذا النوع من مرض إلتهاب الأمعاء بحدوث إلتهاب في بطانة السبيل الهضمي، غالبًا ما يشمل الطبقات العميقة من السبيل الهضمي، وغالبًا يصيب الأمعاء الدقيقة.

أعراض ومؤشرات المرض :  وعادةً ما تقترن الإصابة بالتهاب القولون التقرحي ومرض كرون بظهور أعراض مثل الإسهال ونزيف المستقيم وألم البطن والإرهاق وفقدان الوزن. بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يكون مرض إلتهاب الأمعاء مجرد مرض خفيف. وبالنسبة إلى آخرين، قد يتطور إلى مرض منهك يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات شديدة.  لذا تختلف أعراض مرض التهاب الأمعاء حسب شدة الالتهاب ومكان حدوثه. وقد تتراوح الأعراض ما بين البسيطة إلى الحادة. ومن المحتمل أن تكون هناك فترات ينشط فيها المرض ، تليها فترات من الهدوء. الأسباب : ما زال السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض إلتهاب الأمعاء غير معروف. في السابق، كان يشتبه في النظام الغذائي والتوتر، لكن اثبتت الدراسات الحديثة أن هذه العوامل قد تفاقم مرض إلتهاب الأمعاء فقط ولكنها لا تُسبب الإصابة به. ومن الأسباب المحتملة وجود خلل في الجهاز المناعي، فعندما يحاول الجهاز المناعي مقاومة فيروس أو بكتيريا، تُسبب الاستجابة غير الطبيعية للجهاز المناعي مهاجمته للخلايا الموجودة في السبيل الهضمي أيضًا. ولقد ارتبطت عدة طفرات جينية بمرض إلتهاب الأمعاء، و يبدو أيضًا أن للوراثة دورًا في شيوع المرض أكثر بين الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالمرض. ومع ذلك، فإن معظم المصابين بمرض إلتهاب الأمعاء ليس لديهم هذا التاريخ العائلي.

عوامل الخطر: •    العُمر. تُشخَّص حالة معظم الأشخاص المصابين بمرض إلتهاب الأمعاء قبل بلوغهم سن الثلاثين. لكن بعض الناس لا يُصابون بالمرض حتى الخمسينات أو الستينات من عمرهم. •    العِرق أو الأصول. رغم أن مرض إلتهاب الأمعاء أكثر شيوعًا لدى أصحاب البشرة البيضاء، فإنه يمكن أن يصيب الأشخاص من أي عِرق.  •    التاريخ العائلي المَرضي. تزداد خطورة الإصابة به في حال إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى ، مثل الأبوين أو الابن أو الأخ. •    تدخين السجائر. يُعَدُّ تدخين السجائر أهم عامل من عوامل الخطورة الذي يُمكن السيطرة عليه ، فالإقلاع عن التدخين يمكن أن يُحسِّن الصحة العامة للسبيل الهضمي فضلاً عن الفوائد الصحية الأخرى.

الخلاصة:  فيما يتعلق بفائدة التشخيص ، فإن النتيجة السلبية لتحليل كالبروتيكتين في عينة  البراز مفيدة لإستبعاد مرض إلتهاب الأمعاء والحالات الإلتهابية الأخرى. في المقابل ، تتوافق نتيجة الكالبروتيكتين المرتفعة مع وجود إلتهاب الجهاز الهضمي مما يتطلب  المزيد من التقييم، حيث أن الإرتفاع ليس محددا لمرض واحد .