في أمسية تدشين أحدث إصداراته وبحضور رئيس مجلس الشورى

"البحارنة": "أحببت من طفولتي الأسفار.. وكشفت عن وجوه العالم الأستار"

| البلاد - شيماء عبدالكريم "تصوير: رسول الحجيري"

بحضور رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح، وعدد من الأدباء والكتاب والمدعوين والضيوف، دشن الشاعر والأديب تقي محمد البحارنة مؤخراً إصداراته (أسفاري وذاكرتي) الذي يحاكي مجموعة من ذكرياته آنذاك، وإصدار (أوراق ملونة 2) الذي يوثق جزءاً من تاريخ البحرين المعاصر وبعض الأعمال الأدبية التي نشرت في صحف البحرين، في أمسية شعرية تضمنت مجموعة أبيات شعرية من قصائده التي كتبها في إصداراته وذلك بقاعة الأيام بالجنبية.

وأشار البحارنة إلى أن روحه قد هامت بالأسفار منذ الصغر فقد اعتاد السفر برفقة والده ومع نفسه في شبابه والكبر، وشاهد أصنافاً من الشعوب، ومشى في شوارع وممرات ودروب العالم المختلفة، وكشف الستار عن العديد من الدول، وقال "السائح بلا معرفة كالطائر بلا جناح".

وأضاف البحارنة أنه خصَّص جزئية في كتابه "أوراق ملونة 2" للإشارة إلى ثقافة الموروث في الميزان؛ والتي يعني بها الأقوال والمرويات التي تدور على الألسن ويستشهد بها الناس في مجال تبرير سلوكهم ومواقفهم وأفعالهم أو في مجال النصح، سواء كانت للعمل الصالح والخلق الحسن والتعزيز لها أو عكس ذلك، محاولاً التنبيه لها وعدم تداولها لما لها من إفساد للقيم الأخلاقية والإنسانية والسلوك السيئ على الأفراد والجماعات.

وأوضح الناقد والأكاديمي البحريني عارف الموسوي، أن البحارنة اعتمد في مؤلفاته على العديد من الخصائص في الأسلوب المتبع في الطرح، مثل ما يقول الناقد الفرنسي جورج بوفون "الأسلوب هو الرجل" أي بما معنى أن البيئة المادية والنشأة الاجتماعية للكاتب وكذلك نمط فكره ونوع المطالعات وشخصيته ذاتها هي التي تؤلّف أسلوب كتابته؛ فحينما تقع عيناك على سطور في صحيفة ما يمكنك على الفور أن تميز من هو كاتبها فقط إذا درست شخصية ذلك الكاتب، فقد استخدم البحارنة أسلوب الوصف الدقيق الذي يحتوي على لمحات ولمسات إبداعية وجزء من الخيال، كذلك السرد، حيث إن كتاباته تتميز بالسرد الخطي والتكسر، والممازجة بين الأسلوبين الوصف والسرد؛ بمعنى وصفي يتخلله الوصف أو سردي يتخلله الوصف، إلى جانب اللغة التي كتب بها مؤلفاته، الحجاج الذي اتبعها، كلها خصائص تمثل الكتابات الأولى التي أبدعها في مطلع الخمسينات ويمكن قياس عليها ما كتب بعد ذلك من دراسات. 

ويضم كتاب "أسفاري وذاكرتي" انطباعات البحارنة لما سمع ورأى وشاهد أثناء تجواله في أسفاره، ومزج فيها الفكاهة بالجد والأشعار والقصص والأمثال والصور المعبّرة، أما كتاب "أوراق ملونة 2" فتعد امتداداً للجزء الأول من الكتاب الذي صدر في العام 1998، والذي يحتوي على مجموعة من المقالات التي نشرت للبحارنة في الصحف والمجلات، إلى جانب مطالعات في سيرة من عرفهم من رواد الفكر والثقافة والأدب في البحرين. 

يذكر أن البحارنة شاعر ودبلوماسي ورجل أعمال بحريني، ولد في المنامة بالعام 1930، تلقى تعليمه في مدارس البحرين وبغداد، درس الأدب والاقتصاد والشؤون العربية والإسلامية، شارك في أنشطة الأندية الوطنية والثقافية والاجتماعية، زاول عدداً من الأعمال الحرة وأصبح عضواً في مجالس عدد من المصارف وشركات التأمين وغرف التجارة والمؤسسات المالية، وشغل منصب سفير البحرين في مصر (وهو أول سفير لمملكة البحرين بجمهورية مصر العربية) ورئيساً لبعثة البحرين لدى جامعة الدول العربية ومندوبها الدائم 1971 – 1974، عضو مجلس الشورى البحريني، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية منذ 1993 حتى 2002، نشر شعره وأدبه في عدد من الدوريات البحرينية والعربية، وله عدة مؤلفات.