سوء اختيار الشريك أبرز أسباب الطلاق

في الحلقة الثانية من برنامج "نبض الشارع".. السعدون: طلبات العرس التعجيزية تنفر الشباب

| اعداد وتقديم: ابراهيم النهام تصوير: خليل ابراهيم وحوراء مرهون

في الحلقة الثانية من برنامج "نبض الشارع" الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحافي إبراهيم النهام، يناقش مع المستشار في شؤون الطلاق وأحوال الأسرة زياد السعدون أسباب الطلاق في المجتمع، وعزوف الشباب عن الزواج لسن متأخر، وأهم الحلول لذلك. وأطلقت صحيفة “البلاد” برنامج “نبض الشارع” الأسبوعي، الذي يبث كل يوم أحد عبر قناة “اليوتيوب” والمنصات الرقمية، ويناقش موضوعا يشغل بال الرأي العام.

قاعدة للشباب

ما أهم أسباب تزايد حالات الطلاق؟

الأسباب كثيرة، على رأسها سوء الاختيار، وهنالك قاعدة نقولها للشباب بأن "اختر ما يناسبك وليس ما يعجبك"، فقد يعجب الشاب بفتاة ما، لصفة معينة، ولكنها لا تناسبه، والأمر ذاته بالنسبة إليها. ولقد حدد لنا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر في الحديث النبوي الشريف "تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولجمالها، ولحسبها ونسبها، ولدينها، فاضفر بذات الدين تربت يداك". هذه الصفات التي أوصانا بها النبي في المرأة لكي يكون الزواج ناجحاً، وبالنسبة إلى الرجل، فلقد قال صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه"، إذن، فالزوج المناسب هو صاحب الدين والخلق معاً، فصاحب الدين بلا خلق لا يصلح، وصاحب الخلق بلا دين لا يصلح أيضاً.

أحسنوا الاختيار

هذا يقودنا إلى نقطة الارتكاز الأساسية بمحور حديثنا، وهي الأسرة التي تهيئ الشاب أو الشابة للحياة المقبلة لهم، فبِمَ تُحمِّل أرباب الأسر بهذا الشأن؟

لاشك بأن الأسرة هي الأساس في صياغة فكر الشاب والشابة، منذ البدايات الأولى، فإذا وصل لمرحلة المراهقة وبدأ يفكر بموضوع الزواج، أو خطر بباله أي أمر آخر، فإن المؤسف هنا هو عدم وجود الحوار ما بين الوالدين وأولادهم في هذه الثقافة، والمناصحة بها. نحن بحاجة لأن تحصّن الأسرة أولادها، بدءاً من مرحلة المراهقة، وأهمية اختيار صفات شريك الحياة المناسب.

صاحبوا أولادكم

ما الحاجز الذي يحول ما بين الوالدين وأولادهم في المصاحبة أو المصادقة، على خلاف نماذج كثيرة في المجتمعات الغربية حيث توجد الصداقة والألفة بينهم؟

هذه مشكلة مزمنة في ثقافتنا العربية، فحين يحاول الأب أن يكوّن صداقة مع أولاده، يجد صعوبة في الرجوع للماضي، فلذلك تجد الأب منعزلاً، ويتعامل بشكل رسمي مع أولاده، بخلاف النبي عليه الصلاة والسلام حيث كان يتعامل مع الطفل بمستواه. فكان حين يصلي عليه الصلاة والسلام ويأتي الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويلعب على ظهر النبي عليه الصلاة والسلام، فكان يطيل الصلاة، ولما انتهى وسئل عن ذلك فقال (ابني كانت له حاجة فما أحببتُ أن أعاجله). معنى هذا أننا نستطيع أن نعطي من وقتنا لأولادنا، حتى نكوّن صداقة وعلاقة معهم، وأن نشكو لهم ونستشيرهم بشكل مصطنع حتى يفضفضوا لنا، فإذن نقول نعم، تكريس الوقت وإعطاؤهم إياه، والنزول إلى مستواهم، هو الذي يفتح أبواب التواصل معهم.

التسارع للطلاق

في إطار المطالب العسيرة من مهر مرتفع وعرس مبهر وسفرة غالية وغيرها، والتي توجِد الحواجز في إتمام الزواج، الأمر الذي يدفع الشباب للعزوف عن الزواج لسن متأخر، أو لشد الرحال للبلدان البعيدة للزواج، ما الحل برأيك؟

هذه مشكلة واقعية، ونحن صنّاعها، الآباء والأمهات، فسعادة أبنائنا نختصرها في ليلة الزواج، وفي سفرهم لشهر العسل، ولكن لا ننظر لسعادتهم طول العمر، فالأب والأم ممن يفكرون بمصلحة البنت، يرون أنهم اشتروا رجلاً، فبالتالي هذه النفقات والتي تطلب في بداية الزواج أصبحت عائقاً حقيقياً لإتمام الزواج. لذلك فإن هنالك نسبة وتناسب جعلها النبي صلى الله عليه وسلم، قال "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة، وأقلهن بركة أكثرهن مؤونة". وعليه فإن التسارع المبكر للطلاق، أو العزوف عنه لسن متأخر، هو بسبب أن البركة منزوعة، ولأننا فكرنا بأن نسعد أولادنا في ليلة فرحهم أمام الناس، على حساب مصلحتهم المستقبلية، فهما بنهاية الأمر من سيدفع فاتورة هذا الأمر كله.

كلمة

كلمة أخيرة للشباب؟

الدنيا لا تزال بخير، والكثيرون لايزال فيهم الخير الكثير، وقبل الإقدام على الزواج أنصح بالاستشارة، ولا تجعلوا قبولكم التعلق بفتاة ما، قبل الاستشارة والتأكد من أنها ستصلح لك.