أسوأ صيف لهوليوود بسبب اضراب الكتاب!

أكدت رئيسة نقابة الممثلين الأميركيين فران دريشر، في مقابلة معها أنّ الأستوديوهات تفاوضت مع النقابة بطريقة غير نزيهة لكسب الوقت والترويج لأفلامها المرتقبة في الصيف استباقا لقرار الإضراب الذي كان متوقّعا.

وقالت نجمة مسلسل “ذي ناني” الذي يعود إلى تسعينات القرن الماضي “لقد خُدعنا”، مشيرةً عقب الإعلان عن بدء الإضراب التاريخي في هوليوود إلى أنها تشعر بـ”خيبة أمل”.

وأوضحت أنّ ممثلي الأستوديوهات ومنصات البث “ظلّوا وراء الكواليس ولم يتوانوا عن إلغاء الاجتماعات معنا”، مضيفة “ربما أقدموا على ذلك لكسب المزيد من الوقت حتى يروجوا لأفلامهم المرتقبة في الصيف”.

ومن شأن الإضراب أن يشل إنتاج المسلسلات والأفلام في الولايات المتحدة بعدما كان هذا القطاع تضرر أصلاً بسبب الإضراب الذي ينفذه كتاب السيناريو منذ مايو. ولم تشهد هوليوود حركة احتجاجية مزدوجة مماثلة منذ العام 1960.

وبموجب الإضراب، يمتنع أعضاء النقابة الـ160 ألفا، وهم ممثلون وعاملون في المجال السينمائي والتلفزيوني، عن المشاركة في أيّ شكل من أشكال الترويج لعمل ما، أكان في العروض الأولى أو في المهرجانات أو عبر مواقع التواصل.

ومن شأن ذلك أن يتسبّب في وقف عملية الترويج للأفلام المرتقبة صيفاً ومنها “أوبنهايمر” لكريستوفر نولان.

وقبل أن تتخذ النقابة قرارها بالإضراب، كانت وافقت على تمديد المفاوضات مع الأستوديوهات الهوليوودية عشرة أيام، ضمن مهلة انتهت مساء الأربعاء الثاني عشر من يوليو.

وجرت الاستفادة من هذه المهلة للترويج لأفلام بينها “باربي” و”ميشن إمباسيبل” اللذين استفادا من حضور نجوم بينهم توم كروز ومارغوت روبي وراين غوسلينغ.

وقالت دريشر “ربما تصرفت بسذاجة، لكنّها المرة الأولى التي أنخرط فيها بمفاوضات”، مضيفة أن “الجشع هو أساس كل المصائب في العالم، وهذا أبرز مثال على ذلك”.

وأضافت “اعتقدتُ أننا يمكننا التوصل إلى تقارب في وجهات النظر، وأنهم سيرون إلى أي مدى فُرض نموذج العمل الجديد هذا على المجال برمّته”، في إشارة إلى منصات البث التدفقي.

وعلى غرار كتاب السيناريو، يطالب الممثلون بالحصول على رواتب أفضل في ظل التضخم المُسجَّل وضمانات في حال تضرر عملهم نتيجة اللجوء إلى برامج الذكاء الاصطناعي.

وينددون تحديدا بانخفاض الأجور التي يتلقونها عن كل إعادة عرض فيلم أو مسلسل لهم. وهذه المبالغ كبيرة لإعادة بث عمل تلفزيوني لأنّها تستند إلى الإعلانات بينما تكون منخفضة جدا عندما يتعلق الأمر بإعادة عرض العمل عبر منصات البث التدفقي التي لا تقدم أرقاماً عن عدد المشاهدات.

وقالت دريشر “إن عدم رغبتهم في الجلوس معنا والقول لنا ‘يتعيّن علينا الوقوف بجانبكم بطريقة مُحترمة حتى تتمكنوا من الاستمرار في ظل التغييرات التي تحصل‘ أمر ينطوي على جنون”.

وتتمثل النقطة الرئيسة الثانية في المفاوضات بمسألة الذكاء الاصطناعي الذي يزداد استخدامه في هوليوود، إذ استعانت به “ديزني” مثلاً في تأليف الشارة الافتتاحية لمسلسل “سيكرت إنفايجن”.

ويسعى الممثلون للحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي إن لكتابة نصوص السيناريو للأعمال، أو لاستنساخ أصواتهم وصورهم.

وقالت دريشر “سنُستَبدَل تلقائياً بالذكاء الاصطناعي”، مضيفةً “سيستمر تهميشنا وأدعو الجميع للاستيقاظ”.

وكان تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية الذي يمثل الأستوديوهات ومنصات البث، أعلن الخميس أنه اقترح “زيادات تاريخية على الرواتب (…)” وقدّم “اقتراحاً ثورياً بشأن الذكاء الاصطناعي الذي يحمي الصورة الرقمية للممثلين”.

وأبدت النقابة في بيان أسفها لأنها اختارت اللجوء إلى “خطوة ستكبد آلاف الأشخاص صعوبات مالية”. وانتقد رئيس “ديزني” بوب آيغر عبر محطة “سي إن بي سي” ما وصفه بمطالب “غير واقعية”.

ورغم الإحباط الذي تشعر به دريشر تجاه الأستوديوهات، أكدت أن “أبواب النقابة ستظل مفتوحة لمواصلة المفاوضات”. وتابعت إن “الإضراب لا يمثل النهاية، فهو مجرد خطوة تصعيدية”، مضيفةً “نرغب في مواصلة التفاوض معهم. لكنّ الكرة باتت في ملعبهم”.

وقد دخل إنتاج المسلسلات والأفلام في هوليوود مرحلة جمود كليّ مع بدء الممثلين الأميركيين إضراباً من شأنه أن يؤدي معطوفاً على ذلك الذي يواصله كتّاب السيناريو منذ أكثر من شهرين، إلى أسوأ شلل في القطاع منذ ما يزيد عن 60 عاماً.

وقد أعلنت نقابة الممثلين أن الإضراب يبدأ منتصف ليل الخميس بتوقيت لوس أنجلس، أي في السابعة من صباح الجمعة بتوقيت غرينتش بعد فشل المفاوضات مع الأستوديوهات ومنصات البث التدفقي.

وبانضمام الممثلين إلى كتّاب السيناريو المُضربين تشهد هوليوود حركة احتجاجية مزدوجة لم يسبق لها مثيل منذ عام 1960.

ومنذ مايو، تستند فرق الإنتاج القليلة التي قررت الشروع في تصوير أعمالها إلى نصوص اكتملت في الربيع، من دون إمكان إجراء أيّ تعديل عليها، ومن بينها الجزء الجديد من سلسلة “سيد الخواتم” (“ذي لورد أوف ذي رينغز”) الذي تموّله “أمازون”. لكنّ تصوير الأعمال لن يكون ممكناً من دون ممثلين. ووحدها بعض البرامج الحوارية وبرامج تلفزيون الواقع قد يستمر بثها.

ويمكن للممثلين وقف عملية الترويج للأفلام المُرتقب إطلاقها هذا الصيف ومنها “أوبنهايمر” لكريستوفر نولان. وأشارت مجلة “فرايتي” إلى أن الممثلين المشاركين في الفيلم غادروا العرض الأول له في لندن الخميس في حركة تضامنية.

وسيترك غياب الممثلين على السجادة الحمراء فراغاً كبيراً. وقد يُقام “كوميك – كون”، وهو أكبر ملتقى لمحبي شخصيات الثقافة الشعبية في العالم، في ظل غياب النجوم اعتباراً من 20 يوليو في سان دييغو. ويهدد الإضراب مصير احتفال توزيع جوائز “إيمي” التلفزيونية الذي يُفترض أن يقام في 18 سبتمبر. وستكون الحركة الاحتجاجية المزدوجة مؤشراً إلى أنّ هوليوود تواجه راهناً أزمة وجودية.