كرمها الرئيس السيسي نظير جهودها في دعم الأطفال

"سفير شؤون الطفل" سماح أبوبكر لـ"البلاد": الكاتب مسؤول عن كلمته

| البلاد - شيماء عبدالكريم

كاتبة أدب الطفل سماح أبوبكر عزت من أبرز المؤلفين المصريين، والتي استطاعت أن تحقق نجاحًا باهرًا في مجال أدب الأطفال واليافعين، وهي كبيرة معدي ومقدمي البرامج بالتلفزيون المصري، حررت أول صفحة متخصصة للأطفال في الصحافة اليومية المصرية، إلى جانب كونها سفيرة لشؤون الطفل بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، كُرمت من قبل رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي باحتفالية المرأة المصرية والأم المثالية العام 2022 نظير دعم جهودها في دعم الأطفال بمحافظات الجمهورية، وقدمت العديد من المؤلفات القيمة والمتنوعة ما بين القصص والكتب التاريخية، وحصلت على العديد من الجوائز العربية والدولية في مجال أدب الطفل والكتابة الدرامية للأطفال، وهي ابنة الممثل المصري الراحل أبوبكر عزت والكاتبة المصرية الراحلة كوثر هيكل. "البلاد" التقت أبوبكر وكان هذا الحوار معها.

كيف كانت طفولة سماح مع الكتب؟ منذ طفولتي وأنا أحب الكتب والقراءة وبالتحديد الكتب التي تحتوي على حكايات العظماء وطفولتهم، وأطلع على الأمور التي مروا بها، وكيف كان الأثر لمرحلة طفولتهم في تكوين شخصيتهم، لأنه كما تشير الدراسات أن أول 7 سنوات في عمر الإنسان هي التي تشكل شخصيته لاحقًا، لذا كنت من الأشخاص الذين يشاهدون حياة الكبار وكيف يتصرفون وكيف يمكنهم أن يحافظوا على هواياتهم في ظل انشغالهم بالدراسة وغيرها، كل تلك الأمور أعطتني بصير الأمل في أني سأكون يومًا ما واحدة منهم.

ما أثر وجودك بين أسرة فنية على شخصيتك؟

المنزل هو الأساس دائما، ويكمّل مع المدرسة بعضهما البعض، فوجودي في منزل يعشق الثقافة والكتابة والقراءة له تأثير كبير على مسيرتي الفنية، فقد كان الكتاب فردا من أفراد الأسرة ولم يكن مجرد شيئا مكملا، فقد اعتدت رؤية أمي وأبي وهما يتناقشان في كتاب ما قاما بقراءته، إلى جانب الحوارات الثقافية الجميلة برفقة أصدقائهم الذين يمتلكون ملكات ومواهب مختلفة من الفنون والموسيقى وغيرها، كل ذلك جعلني أرى الحياة بنوع من الرضا وبشكل أجمل، فالعين تقتنص الجمال في أي شيء حولها.

كيف يمكن للأسرة أن تحفز الطفل على القراءة؟

لا يقتصر دور الوالدين على توفير الكتب للطفل فحسب؛ وإنما يجب عليهم أن يقرأوا للطفل؛ لأنه كائن يتأثر بكل ما حوله مثل قطعة الإسفنج التي تمتص كل شيء، فعندما يرى الطفل والديه وهما يقرآن أمامه كتابا أو مجلة أو أي شيء ستعتاد ذائقته البصرية على شكل الكتاب وسيكون الأمر اعتياديا بالنسبة له، فلن يستجيب لك الطفل بعد سن السابعة عند أخذه إلى المكتبة وإلزامه بالقراءة؛ لأنه سيشعر بالملل لعدم اعتياده على ذلك.

هل للتكنولوجيا أثر على تشتت انتباه الأطفال؟

نعم، كما أنها تؤدي في بعض الأحيان إلى أن يكون الطفل منغلقا على نفسه، وأصبح متوحدًا مع أجهزته التي يظن أن كل شيء يريده موجود فيها، فلا حاجة لوجود الأصدقاء أو الأقارب أو حتى ممارسة الرياضة، لذا يكمن دور أولياء الأمور في عدم منع التكنولوجيا عن الطفل فهي بلا شك مفيدة؛ وإنما في كيفية استخدامها وجعلها شيئا يثري خيال الطفل وثقافته، وتكوين صداقات جديدة مختارة بعناية تامة.

كيف ساعدك دراسة تخصص علم النفس في كتابة قصص الأطفال؟ عند كتابة أي قصة جديدة يجب أن أتعرف على نفسية الأشخاص وإلا سأكتب أمورا غير حقيقية وغير واقعية، فالطفل يقتنع بما يسمعه من المعلم أو أي شخص يستقي منه المعلومة بمن فيه كاتب قصص الطفل، فالكلمة أمانة ومسؤولية، فيجب على الذي يكتب أن يكون على دراية أن ما يتفوه به من كلام موثق ولا يوجد به شيء غير حقيقي، لأن كلمته ستصل إلى الآلاف من الناس، فعلى سبيل المثال في القصص ذات العلاقة "بالتنمر" على الفرد أن يكون على دراية بسلوك المتنمر، وسلوك من يتنمر عليه للتمكن من إيصال المعلومة للطفل بطريقة صحيحة، وفي حال تعرضه لهذا الشيء في يوم ما يعرف ما يجب عليه فعله.

ما المواضيع الأقل طرحًا في كتب الأطفال؟ كاتب أدب الطفل يجب أن يواكب العصر، وأن يكون على علاقة بالأطفال لكي يكون على دراية بالمواضيع التي تشغلهم، ليس جميع الكتاب تناولوا مواضيع علاقتنا بالآخر، كيف للطفل أن يتعامل مع المختلف عنه، وكيف يستوعب ثقافات عديدة وجنسيات مختلفة عنه، ويعرف أن الاختلاف لا يعني الخلاف.  

هل تعتقدين أن كتّاب قصص الأطفال يولون اهتماما كبيرا في الوطن العربي؟

نعم، يوجد العديد من دور النشر في الوطن العربي، ويوجد اهتمام كبير بأدب الطفل، وهناك العديد من الجوائز في مجال أدب الطفل، إذ يقع على عاتق الكاتب انتقاء المواضيع، واختيار الأسلوب وطريقة الطرح فيما يقدمه، وعليه أن يشعر بأنه ليس مجرد عمل قصير وإنما هي مسؤولية وفخ بالغ الجمال، إذ إن المبتدئين لا يعتبرونها بتلك السهولة؛ لأنها تحتاج إلى عمق دون تعقيد وبساطة دون سطحية.