في حديث خاص لـ "البلاد" عن اضطراب طيف التوحد

عندما ترى "توحدي" لا يمكنك أن تفهم ما يحدث في عقله

| شيماء عبدالكريم

الكاتبة الدبلوماسية المكسيكية فرانسيسكا ميمديز، درست العلوم السياسية في كلية العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة (UNAM)، وحصلت على درجتي الماجستير من جامعة المكسيك الوطنية المستقلة والأخرى من جامعة ولاية ميلانو، انضمت إلى السلك الدبلوماسي المكسيكي في العام 1991، شغلت منصب السفير السابق للمكسيك لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ونشرت عدة مقالات وكتابين عن الدبلوماسية، وكتابًا شخصيًا بعنوان "لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر ؟"؛ الذي نشرته دار بنجوین راندم للنشر باللغة الإسبانية، ونشرته دار كلمات للنشر باللغة العربية، والذي يتحدث عن تجربتها الشخصية مع ابنها المصاب باضطراب طيف التوحد، وكيف استطاعت التعامل معه، إلى جانب مساندة الأسر التي تعاني من التوتر والخوف تجاه هذا الاضطراب، وتقديم الدعم لهم ليستطيعوا إشراكهم في بناء المجتمع، "البلاد" كان لها لقاء مع ميمديز للوقوف على تفاصيل الكتاب.

 

* ما هو الغرض الرئيسي من الكتاب وعنوانه؟ تعزيز وخلق الوعي المجتمعي حول الشخص المصاب باضطراب طيف التوحد، والتسامح والتعاطف معه، ومساعدته على الاندماج الحقيقي في المجتمع.  عنوان الكتاب هو السؤال الذي وجهته لي ابنتي عندما كانت في الثالثة من عمرها وشقيقها فرناندو في الثانية، ولا أعلم كيف استطاعت أن تلاحظ ابنتي شقيقها الذي لم تكن مراحل نموه طبيعية مثلها.

  

* إذن هل كنتِ تفكرين منذ ذلك الوقت بكتابة هذا الكتاب؟

لا، لم أفكر بذلك حينها، لكني أردت حقًّا أن أكتب كتابًا عن التوحد لمساعدة الأسر، لكن لم أكن أعرف ماذا ومتى وكيف أبدأ، إلا أنه في مرحلة ما في حياتي كان لديّ الوقت والمساحة الذهنية والعقلية المادية الكافية للقيام بذلك.

  

* وضعتي تجربتك الشخصية في الكتاب، برأيك كيف يمكن دمج الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد في المنزل والخارج؟

الإدماج الحقيقي للشخص المصاب باضطراب طيف التوحد يبدأ من المنزل، فهم بالطبع يريدون أن يعيشوا حياة حقيقية، ويمتلكون مثل حقوق الآخرين في جميع الأمور بما فيها الذهاب للسوبرماركت، المسبح، المسرح، معارض الكتاب وإلى آخره، لذلك هم بحاجة إلى أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، لذلك هم بحاجة إلى الدعم للقيام بذلك.

  

* هل هناك فجوة بين المصابين بالتوحد وغيرهم من الأشخاص؟

نعم هناك فجوة كبيرة، وأيضًا معلومات مضللة، وقليل من التسامح مع أولئك المصابين باضطراب طيف التوحد، لأنك عندما ترى شخصًا مصابًا بالتوحد، لا يمكنك أن تفهم ما يحدث في عقله، وهذه هي العقبة الرئيسية، ولكنك بمجرد أن تفهم إعاقته، فإنك ستحاول حقًّا الاندماج في حياته، وإن لم تمتلك المعلومات الكافية سيكون هذا الأمر مستحيلًا بالنسبة لك، ولهذا السبب من المهم جدًّا أن يحصل الفرد على هذا الكتاب، أو أي من الكتب التي تتحدث عن المصابين بالتوحد. 

* لماذا اخترتِ تأليف كتاب وعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر هذه المعلومات؟

لأن الكتاب يجمع المعلومات الكاملة عن الشخص المصاب باضطراب طيف التوحد، فمن السهل جدًّا العثور على المعلومات التي يحتاجها الفرد عن الحياة الحقيقية اليومية للشخص المصاب بالتوحد، وهو ما يسهل على العائلة التي لديها شخص مصاب بالتوحد بكيفية التعامل مع معه، إلى جانب تخفيف التوتر الناتج عنه.

 

* هل ترين أن الأشخاص المصابين بالتوحد يتمتعون بكامل حقوقهم؟

بشكل عام نعم، إنهم يتمتعون بحقوقهم بالتأكيد، ولاسيما مع وجود الكثير من الاتفاقيات الدولية بشأن ذلك، ولكن في حياتهم الواقعية والعملية الأمر صعب للغاية، لذلك يجب على الناس حقًّا معرفة ما يجري مع المصاب بالتوحد.

 

* ما هي النصيحة التي تقدمينها للناس لكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة؟

إذا لاحظت أن شخصًا ما يحرك يده بطريقة مختلفة على سبيل المثال فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعليه يجب عليك أن تكون لطيفًا معه، وأن تدعمه بأن يكون شغوفًا، ولا تحاول التميز به مطلقًا، وأن لا تكون عدوانيًّا أو خائفًا عندما تراه.

 

*هل ترددتِ في كتابة هذا الكتاب؟

لا على الإطلاق، لقد كنتُ قوية للغاية في الكتابة وإظهار خبرتي، كما تعلمون كلما كانت البيئة الخارجية غير متسامحة؛ كلما زاد جهلنا تجاه الأمور، فالكثير من العائلات يعانون من التوتر والعزلة، ولا أريد أن تمر أي عائلة بما مررت به مع ابني.

  * كم من الوقت استغرق منك كتابة هذا الكتاب؟

شهرين، وحياة كاملة؛ حياة ابني الذي يبلغ الآن 27 عامًا.

 

* هل واجهتي أي موقف صعب مع أحد المصاب باضطراب طيف التوحد غير ابنك؟

نعم، واجهت العديد من الحالات في حياتي، وأنا أحاول أن أشرحها منذ فترة زمنية، لأن بعض الحالات يمكن أن يكون هناك تفسير في سبب قيامها بهذه الأفعال، وهناك بعض الأشخاص يعرفون كيف يتعاملون معهم بينما البعض الآخر ليس لديه وعي كافٍ بكيفية التعامل معه.

 

* هل هذا الأمر ينطبق على الإعاقات الأخرى، وكيف لنا التعامل معه؟

هناك فجوة حقيقية في أذهان الناس، وهذا الأمر يتعلق بجميع الإعاقات، لذا علينا أن نبني مجتمعًا متكاملًا، بحيث يستطيع أي فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يكون طبيعيًّا ولا يشعر بأي اختلاف.

   

* تم ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية، هل تعتقدين أن تجربتك في بلدك هي نفسها في البلدان العربية؟

نعم، ففي نهاية المطاف هي تجربة واحدة في جميع البلدان ولدى جميع الأشخاص، ويتوافر الكتاب الآن بالنسخة الإسبانية والعربية، ونحاول ترجمته للنسخة الإنجليزية أيضاً وإلى لغات أخرى، لذا فهي مثل الحملة لمساندة الناس في جميع أنحاء العالم.