الاتصال الآلي يليق أكثر بخامة صوتي.. وتعدد اللغات مهم

سارة السعيدي: ”سوق التعليق عندنا محدود وفي طور النمو“

| البلاد - وديعة الوداعي

ربما سمعتم صوتها عند أحد العيادات أو في وسائل التواصل الاجتماعي إعلاناً لأحد المحلات التجارية، سارة السعيدي عشقتْ الصوت وعالم التمثيل الكرتوني منذ نعومة أظافرها، واليوم هي تعد من أحد أهم الأصوات البحرينية تميزاً، وللحديث عن ذلك كان لـ"مسافات البلاد" معها هذا اللقاء:

- حب التعليق الصوتي شغف دفين أم هو وليد اللحظة؟ 

شغف دفين منذ الطفولة، اعتدت مشاهدة الرسوم المتحركة وكنت دائماً أتساءل من خلف هذه الأصوات وكيف يمكنهم تجسيد الشخصيات بهذه البراعة.

كنت أقلد أصوات شخصياتي المفضلة بين الحين والآخر، وقتها لم أكن أعلم أن هذه في الواقع مهنة يمكنني أن أمارسها، وقبل 3 سنوات تقريباً قررت أن أتبع شغفي، ومازلتُ اليوم أمارس هذه المهنة الممتعة وأكتشف آفاقاً جديدة في هذا المجال.

- تتحدثين بالتركية والألمانية والإنجليزية.. كيف يساعد تعدد اللغات المعلق الصوتي؟ 

تعدد اللغات يضيف مرونة لأدائي كمعلقة صوتية، كمثال، إذا تطلب التسجيل أكثر من نبرة للشعور نفسه، أستطيع توظيف لغة أخرى للنبرة الثانوية.

كما يساهم تعدد اللغات التركيز على قواعد اللغة عند التسجيل والأهم من ذلك دقة النطق عند الكلام، مما يفتح المجال أيضاً لفرص عمل أكثر في مجال التعليق الصوتي بما أن السوق البحرينية الآن فقط تقتصر على اللغتين الأساسيتين وهما العربية والإنجليزية.

- بدأتِ التعليق الصوتي من فترة قصيرة ولكنكِ وصلتِي لمستوى متقدم، ما الذي ساعدك على ذلك؟ 

الفضل لله أولاً، ومن بعد ذلك، للدعم والنصح من أقراني ومن مجتمع التعليق الصوتي في البحرين.

وبالتأكيد من خلال تطوير نفسي ذاتياً في هذا المجال بالبحث والتجارب لصقل صوتي وموهبتي. المهارة المطلوبة ليست فقط صوتياً بل تقنياً لتقديم ملف صوتي متكامل للعميل.

- أي أنواع التعليق الصوتي أقربهم لقلبك؟

أقرب نوع لي هو تسجيل نظام الاتصال الآلي، بالرغم من أنني أستطيع التأدية بعدة ألوان في المجال الصوتي، إلا أنني أشعر أن نظام الاتصال الآلي يليق أكثر بخامة صوتي.

- تتحدثين اللغات الأجنبية بطلاقة كيف ذلك؟

بدأت تعلم اللغة التركية قبل 4 سنوات، ومازالت أتعلمها من خلال دروس خصوصية مرتين إلى 3 مرات في الأسبوع.

ومن بعد ذلك وقبل فترة قصيرة، بدأت رحلتي في تعلم اللغة الألمانية من خلال دورة اللغات التعليمية التي توفرها السفارة الألمانية في البحرين. الممارسة والمجهود الشخصي هما عنصران أساسيان لتحدث أي لغة بطلاقة.

وأحاول دائماً أن أطور من اللغات التي أتحدثها من خلال مشاهدة القنوات التعليمية أو القراءة، والممتع أن رحلة تعلم اللغات دائماً مستمرة ولا تنتهي حتى من بعد إتقان اللغة.

- برأيكِ السوق البحرينية بحاجة لمعلق صوتي متعدد اللغات؟

محلياً نعم، لكن فقط إلى حدٍ ما حيث إن أغلب المتطلبات تنحصر في اللغتين العربية والإنجليزية، ولكن من الأفضل أن نكون مصدراً لتنوع المهارات واللغات في المجال الصوتي في البحرين.

- ما الذي تطمح له سارة في التعليق الصوتي؟

أطمح لأن أمارس مهنة التعليق الصوتي كوظيفة ثابتة وبدوام كامل، هذا سيوفر لي الوقت للتركيز فقط على تطوير هذه المهارة والتوسع في آفاقها والإِبداع فيها.

- إلى جانب التعليق الصوتي، أنتِ مراجعة كتب، كيف تجمعين بين الاثنين؟

هوايتي الأخرى من بعد التعليق الصوتي هي قراءة الكتب. وبوجود حسابين لي في الإنستغرام للتعليق الصوتي ومراجعة الكتب، من السهل علي التواصل من خلال صوتي لمحبي الكتب والقراءة، وإحدى الطرق مثلاً، تسجيل صوتي قصير لقراءة بعض النصوص من الكتب المشهورة في عالم القراء، وربما أستطيع يوماً ما تسجيل كتاب صوتي كامل.

- ما هي الصعوبات التي يواجهها المعلق الصوتي عندنا؟

مازال سوق التعليق الصوتي عندنا محدوداً وفي طور النمو، مما يجعل مهنة التعليق الصوتي مقتصرة فقط على العمل الحر.

مستقبلاً، سيكون من الرائع أن تكون لدينا شركات متخصصة فقط في هذا المجال وتوفر هذه الفرص للموهوبين البحرينيين كوظيفة أساسية، لدينا الكثير من الأصوات التي تستحق أن يُسلط الضوء عليها، وربما يوماً ما تكون البحرين وجهة أساسية لأي عمل صوتي، حتى عالمياً.