معركة قد يستخدم فيها طرف أو الطرفان معًا “كل سلاح ممكن”

“طلاق الخلع كلاكيت 2”... ولدي لن يطلق إلا بـ 6 آلاف دينار!

| سعيد محمد سعيد

لعل بضعة آراء متفاعلة مع التقرير الذي نشرته “البلاد” يوم الجمعة 11 أغسطس 2023 بعنوان: “في حالات الخلع... الحسابة بتحسب: المبالغ من 5 إلى 60 ألف دينار و... ضاعت الأسرة”، تكشف أن بعض الأسر عانت وتعاني من هذه “المأساة والمعاناة”، وتكشف في الوقت ذاته، أمرًا خطيرًا ألا وهو غياب دور الأهل، أي عائلتي الزوج وزوجته.

والده “متزمت” عمل “ي.ب” لسنوات في المجال الخيري، وعايش قصة فتاة تزوجت شابًا ولم يتوفقا في حياتهما فطلبت الطلاق واستعانت بوالدها وأشقائها، إلا أنه أبلغ والدها وإخوتها بأنه سيطلقها بعد أن يحصل على 6 آلاف دينار، وهذا المبلغ كان بالنسبة لأهل الفتاة كبيرًا لا يطيقونه فتفاوضوا معه ومع أهله على أن يدفعوا له “المهر والشبكة” لكنه رفض.

ومع تدخل بعض معارف الطرفين لمحاولة “الإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” إلا أن الزوج أصر وزاد إصراره تزمت والده وإصراره على دفع مبلغ 6 آلاف دينار بالتمام والكمال حتى يطلق “ولدنا”...”بنتكم”، ومع استمرار محاولة وتدخل أهل الخير، تم التوافق على دفع نصف المبلغ، ألا وهو 3 آلاف دينار، وتم التطليق دون الدخول إلى المحاكم.

أين الحكمان؟ كونها ممرضة وناشطة اجتماعية، لفتت “إ.إبراهيم”... أم محمد... في تفاعلها مع الموضوع إلى جانب مهم فيه قائلة: “قرأت بتمعن التقرير في صحيفة البلاد، وفي الحقيقة، لامست بعض سطوره موضع الألم... ويا للأسف، نحن لا نسمع ونقرأ فقط عن مثل هذه الحالات المؤسفة التي تواجه المرأة طالبة الطلاق بسبب الضرر، بل نعرف بعض السيدات اللواتي عشن سنين طويلة من العذاب من أزواج لم يحترموا ويقدسوا ويقدروا الحياة الزوجية على الإطلاق، وحتى لا نظلم أي طرف، نسأل أحيانًا الأقارب من العائلتين، والمشكلة هنا تتضح من غياب هذا الدور، ففي حال الخلاف فإن الشرع الحنيف وضع قاعدة “حكم من أهله وحكم من أهلها” ففي بعض الأحيان لا يتولى الأقربون هذه المسؤولية، وفي بعض الأحيان يقومون بها لكنها تؤول إلى الفشل”.

استحالة العشرة لكن ما الحل في هذه الحالة؟ تجيب (أم محمد): “لابد أن يكون هناك في العائلة من يمكن الاعتماد عليهم، وكذلك على الشخصيات الكريمة سواء من علماء الدين أو الجيران ذوي السيرة الطيبة، والقدرة على رأب الصدع وإصلاح الحال، أو في الحالات المتعسرة في الخلاف، وبعد تشخيصه وفهمه، يتم الاتفاق على حل وسط لا يرهق المرأة ماليًا ولا يظلم الرجل، مع أن الطلاق كونه أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى، إلا أنه في بعض الأحيان لا سبيل مع استحالة العشرة إلا به، مع مراعاة حقوق الأبناء حتى لا يقعوا ضحية الطلاق وتضطرب حياتهم، وهذه مسؤولية الأسرة والمجتمع”.

الخلع... مجانًا أصعب وأكثر الأوضاع كما ترى “ز” وهي صديقة لزوجة تواصل درجات التقاضي طلبًا لطلاق الضرر في المحاكم الجعفرية، هي تلك التي تصل فيها الأمور من طرف واحد، أو من الطرفين معًا، للكذب والتزوير والادعاء والافتراء بل واستغلال الأبناء والأهل والمعارف أحيانًا لدخول المحاكم معهم خصوصًا للشهادة، وتتساءل: “هل ضاعت العشرة والعيش والملح بسبب خلافات؟ لا بل هل ضاع الخوف من الله سبحانه وتعالى حتى يستخدم كل طرف جميع أنواع الأسلحة من أجل الإطاحة بخصمه؟ وهل يعتبر الرجل نفسه منتصرًا حينما يطلب مبلغًا ضخمًا من المرأة التي عاشت معه سنوات ويعلم أنها وأهلها من طبقة فقيرة وظروفها المعيشية صعبة؟.. هذا النوع من الرجال من وجهة نظري، يستحق الخلع “مجانًا”، لكن للشرع كلمته التي نتمنى أن تراعي ظروف النساء المتضررات.