تحليل اقتصادي.. لا أثر لانقلاب الغابون على النفط... حتى الآن على الأقل

ربما يكون النفط هو الأقل تضررًا بانقلاب الغابون، فإنتاج النفط في الغابون لم يتوقف، إلى الآن، وحتى في حال توقفه فإنه إنتاج صغير.

تنتج الغابون نحو مائتي ألف برميل نفط يومياً ما يعادل 0.2 % من الإمدادات العالمية ما يجعها واحدة من أعلى الدول دخلاً في أفريقيا.

 لكن معظم الإنتاج من حقول مستنزفة تعمل فيها شركات أوروبية، من بينها، بيرينكو البريطانية الفرنسية وتوتال إنرجيز الفرنسية التي تعد الموزع الرئيس للمنتجات البترولية بالبلاد عبر 45 محطة وقود. وقد شكلت الغابون 0.6 % من إنتاج الشركة من النفط والغاز في عام 2022.   

ورغم ذلك تعد الغابون من بين أصغر منتجي النفط في "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) التي انضمت لها في عام 1975 قبل أن تنهي عضويتها في عام 1995، لتعود تحت مظلة المنظمة مرة أخرى في عام 2016.

وتستطيع أوبك تعويض النقص إذا رأت أن أثر الأحداث سيمتد إلى المدى البعيد، لذلك فإن ردة فعل الأسواق كانت محدودة نتيجة لذلك.

وتملك البلاد احتياطيات نفطية مؤكدة بقرابة ملياري برميل، ويشكل قطاع النفط 38.5 % من الناتج المحلي الإجمالي و70.5 % من الصادرات.

الضباط الذين قدموا أنفسهم بصفتهم أعضاء في لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات، جاءوا بانتقادات للرئيس المحتجز بتبديد ثروات البلاد النفطية والتعدينية أيضا في بلد يعيش ثلث سكانه دون خط الفقر، بلا خدمات أساسية. 

ويشكل الانقلاب مشكلة كبيرة للاتحاد الأوروبي، كما أنه يضفي مزيدًا من الغموض حول مستقبل الوجود الفرنسي في المنطقة في الوقت الذي تتصاعد فيه المشاعر المناهضة له.

التواجد الفرنسي في الغابون ليس عسكريا فقط، توجد نحو 110 شركات فرنسية في الغابون تنتج مبيعات تقدر بأكثر من 3.2 مليار يورو.

وتعد فرنسا المورد الرئيسي للغابون بحصة سوقية تصل إلى 26 % متقدمة على بلجيكا والصين. 

وتتعلق الواردات الفرنسية بالمواد الهيدروكربونية التي تمثل 55 % من الواردات، وكذلك الخشب والمنغنيز.

 شركة موريل آند بروم الفرنسية والمتخصصة في التنقيب عن النفط لديها استثمارات في الغابون وكانت قد استحوذت منتصف عام 2023 على أصول برية في الغابون بقيمة 730 مليون دولار فيما تمتلك شركة إرامبت للتعدين الفرنسية عمليات ضخمة لإنتاج المنغنيز. 

فالغابون تعد ثالث أكبر منتج للمعدن بإنتاج يصل إلى 2.8 مليون طن.

فرنسا كانت تعد أيضاً مشترياً رئيسياً لصادرات الخشب الخام قبل أن تحظره الغابون للحفاظ على ثروتها الوطنية ونظامها البيئي ويعتبر البنك الدولي الغابون بأنه "ممتصّ كبير للكربون ورائد في مبادرات صافي الانبعاثات الصفرية".

بقيمة صادرات سنوية تصل إلى 4.6 مليار دولار  تعد الغابون رابع أكبر منتج للذهب الأسود في أفريقيا جنوب الصحراء بحسب البنك الدولي.

ويعد الذهب أحد أهم صادرات البلاد  ففي عام 2021 بلغت قيمة الصادرات 34.5 مليون دولار ، وتحتل الغابون المرتبة 114 عالميًا بإنتاجٍ وصل إلى 100 ألف كغم.