“البلاد” تحاور سفير دكا بمناسبة انتهاء فترة عمله بالمنامة:

زيارة مرتقبة لرئيس وزراء بنغلاديش إلى البحرين العام المقبل

السماح‭ ‬بعودة‭ ‬161‭ ‬عاملا‭ ‬بنغلاديشيا المحطة‭ ‬التالية‭ ‬سكرتير‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإضافي‭ ‬في‭ ‬دكا 40 مليون دولار حجم التبادلات.. وتوقعات بوصولها  إلى 100 مليون الاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬لإقامة‭ ‬علاقتنا‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬العام‭ ‬المقبل كل‭ ‬التقدير‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المستمر توفير‭ ‬كل‭ ‬التدريب‭ ‬للبنغلادشيين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغادروا‭ ‬بلدهم‭ ‬ المنتجات‭ ‬الصيدلانية‭ ‬والجلدية‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قريبا

 

كشف سفير جمهورية بنغلاديش الشعبية لدى مملكة البحرين محمد نذر الإسلام، عن زيارة مرتقبة لرئيس وزراء بنغلاديش إلى البحرين العام المقبل؛ لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك، واستكشاف سبل توسيع التعاون في مجالات مختلفة.  وأشار السفير خلال لقاء أجرته معه “البلاد” في مكتبه؛ بمناسبة انتهاء فترة عمله سفيرا لدى مملكة البحرين، إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حاليا نحو 40 مليون دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى ما يقارب 100 مليون دولار في غضون 3 إلى 5 سنوات.  وأردف أن المنتجات الصيدلانية والجلدية من بنغلاديش قد يكون لها موطئ قدم في البحرين قريبًا، إضافة إلى صناعة تكنولوجيا المعلومات المتنامية في بنغلاديش.  وأشار إلى أنه سيغادر مملكة البحرين 7 سبتمبر من العام الجاري، ولن يعمل بمنصب سفير بعد الآن، إذ تمت ترقيته للعمل بمنصب سكرتير وزير الخارجية الإضافي في دكا. وفيما يلي نص اللقاء:

استكشاف الفرص ما أبرز الانطباعات التي تكونت لديك طيلة فترة عملك سفيرا لجمهورية بنغلاديش في البحرين؟ خلال فترة عملي سفيرا لبنغلاديش لدى البحرين منذ مارس 2020، تأثرت بشدة بدفء وكرم الضيافة التي يتمتع بها شعب البحرين الصديق، حيث سيظل هذا البلد دائمًا بمثابة الوطن الثاني لي ولعائلتي، وسنفتقده كثيرًا، ونأمل أن نزور هذا البلد الجميل سريع النمو مرة أخرى، بمجرد أن تتاح لنا الفرصة. وأود أن أعرب عن عميق الامتنان والتقدير لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ووزير الخارجية عبداللطيف الزياني، وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية البحرينية، والعديد من المسؤولين الآخرين رفيعي المستوى في حكومة البحرين؛ على دعمهم وتعاونهم غير المسبوق للسفارة، خصوصا خلال فترة ولايتي التي استمرت 3 سنوات.  لقد قمت بزيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في 21 أغسطس 2023، وأجرينا مناقشات مثمرة بشأن العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وآمل أن تستمر العلاقات الثنائية بين بلدينا في الازدهار. كما يسعدني للغاية أن أبلغكم أن الزيارات رفيعة المستوى قد استؤنفت خلال فترة وجودي في البحرين، مع الزيارة التي قام بها وزير خارجيتنا العام الماضي، وزيارة رئيس مجلس النواب في وقت سابق من هذا العام، ومن المتوقع أن يقوم رئيس وزرائنا بزيارة إلى البحرين العام المقبل، وفي هذا الصدد أعرب سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وكذلك وزير الخارجية البحريني عن رغبتهما في زيارة بنغلاديش في الوقت الذي يناسبهما، إذ من شأن مثل هذه الزيارات أن توفر فرصا ممتازة لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك واستكشاف سبل توسيع التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة، وبالتالي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. ولقد عقدنا الجولة الأولى من المشاورات الثنائية، حيث ناقشنا العديد من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الاحتفال باليوبيل الذهبي لإقامة علاقتنا الدبلوماسية في العام 2024. وأعتقد اعتقادا راسخا أن هناك الكثير من الإمكانات لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية القائمة بين بلدينا في السنوات المقبلة، عبر التركيز على قطاعات محددة، مثل الأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة الخضراء والملابس الجاهزة والمنسوجات والسيراميك والسلع الجلدية، وأقترح بشدة التوقيع على عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة والثقافة والتعليم والسياحة والدفاع.

فتح التأشيرات  هل هنالك مساع لإعادة فتح التأشيرات من أجل استقدام العمالة البنغالية للبحرين؟  ما زلت آمل أن تنظر حكومة البحرين في استئناف توظيف العمال المهرة وشبه المهرة الجدد من بنغلاديش في الأيام المقبلة؛ لتعزيز القوى العاملة اللازمة لجلب المشروعات الضخمة، التي هي قيد النظر حاليا من قبل السلطات المعنية في البحرين إلى الواقع. وأعرب عن امتناني وتقديري للحكومة للسماح بعودة 161 عاملًا بنغلاديشيًا تقطعت بهم السبل، كانوا عالقين في وطنهم مع انتهاء تصاريح إقامتهم، وسط تعليق الطيران العالمي بسبب الوباء. وأتطلع بشدة إلى أن تصبح التأشيرات العائلية على الأقل متاحة على نطاق واسع للمواطنين البنغلاديشيين. أما فيما يتعلق بتأشيرات العمل، فقد يتم القيام بمبادرة مشتركة من قبل السلطات المعنية في كلا البلدين؛ لتسهيل التوظيف الآمن، وكذلك هجرة العمال البنغلاديشيين من قبل المؤسسات في مملكة البحرين، وقد شاركت السفارة نموذجًا لتوظيف القوى العاملة في وقت سابق من هذا العام، وهو قيد المراجعة حاليًا من قبل الجانب البحريني. وإذا تم اعتماد نموذج كهذا، فقد يكون مفيدًا لجميع أصحاب المصلحة المعنيين.

تدريبات فنية ولغوية سعيتم مع المسؤولين في الحكومة البحرينية من أجل تلقي العمالة البنغلادشية تدريبات فنية ولغوية قبل قدومهم للبحرين، ما نوع هذه التدريبات، وهل بدأت فعلا على أرض الواقع؟ إحدى الشكاوى الأكثر تكرارًا التي تلقتها السفارة في الماضي هي كثرة العمال البنغلاديشيين غير المهرة وغير المتعلمين، الذين يجدون صعوبة في العثور على وظائف مناسبة لتأمين حياة كريمة في البحرين وإعالة أسرهم في الوطن، ولهذا السبب، شددت أنا وأسلافي على توفير التدريب الأساسي للبنغلاديشيين قبل أن يغادروا وطنهم؛ على أمل الهجرة إلى بلد جديد وبدء عمل جديد. لا يوجد بديل عن تدريب الباحثين عن عمل لجعلهم أكثر مهارة وإنتاجية في وظائفهم؛ لأن التدريب يمكن أن يساعدهم على أن يكونوا أكثر قدرة على المنافسة في سوق العمل، ويسهل عليهم العثور على وظيفة تناسب مهاراتهم وخبراتهم، ولذلك فإن تطوير المهارات الأساسية الناعمة والصلبة أمر لابد منه في رأيي. علاوة على ذلك، من الضروري للغاية أن تكون قادرًا على التواصل مع الناس بشكل صحيح، خصوصا عندما تكون في بلد أجنبي، فإن تعليم العاملين كيفية التواصل باللغتين العربية والإنجليزية (على المستوى الأساسي أو العملي)، يمكن أن يساعدهم في التغلب على الحواجز اللغوية للتعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، والقدرة على فهم ما يطلب منهم، ورفع مستوى الوعي بشأن حسن السلوك واحترام قوانين وأنظمة البلد والدين والثقافة. حاليًا، هناك المئات من المؤسسات في بنغلاديش، التي تعمل بشكل مستقل لتدريب الأفراد المهتمين، ومع ذلك، ليس إلزاميًا بشكل صارم من أي من الجانبين تقديم مثل هذا النوع من التدريب للأفراد، ومن المؤكد أن اعتماد النموذج المذكور سابقًا لتوظيف القوى العاملة سيكون ذا مصلحة مشتركة لكلا البلدين؛ لأن من شأنه أن يضمن هجرة الأفراد البنغلاديشيين ذوي المهارات المناسبة بمجرد اتخاذ القرار باستئناف توظيف العمال الجدد من بنغلاديش، ويمكن اتخاذ تدابير لتوسيع مرافق التدريب القائمة، وفتح مرافق جديدة على المستويين العام والخاص في بنغلاديش، وسيكون دور حكومة البحرين هو الموافقة على قائمة مؤسسات التدريب الرسمية في بنغلاديش؛ لتوفير التدريب الفني واللغوي اللازم، وكذلك إبقاء تلك المؤسسات على علم بأي مهارة أو تدريب معين في مجال معين مطلوب حاليًا؛ للحصول على وظيفة أفضل. 

حجم التبادلات كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وبنغلاديش؟ يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليا بنحو 40 مليون دولار، إذ تصل صادرات البحرين إلى 30 مليون دولار وبنغلاديش إلى 10 ملايين دولار. وهناك إمكانات كبيرة لزيادة التجارة البينية بين البلدين، حيث تستورد البحرين معظم سلعها. وتعد بنغلاديش موردًا قويًا للمنتجات والخدمات في عدد من القطاعات، مثل الملابس الجاهزة والمنسوجات والسيراميك والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمصنوعات الجلدية. ويمكن أن يتمتع كلا البلدين بالفوائد من خلال استيراد هذه المنتجات والخدمات من بنغلاديش، وأتوقع تماما أن يصل حجم التبادل التجاري إلى ما يقارب 100 مليون دولار خلال 3 - 5 سنوات.

أبرز السلع ما أبرز السلع التي تصدرها بنغلاديش للبحرين؟ وما أبرز السلع التي تستوردها من المنامة؟ تصدر بنغلاديش سلعًا مثل الأغذية المجمدة والمنتجات الزراعية وأواني الطعام الخزفية والملابس الجاهزة والنسيج، وسلعا تصنع بمادة ألياف الجوت إلى البحرين. ونظرًا لأن المملكة تستورد جميع احتياجاتها تقريبًا، فإن هناك إمكانات كبيرة لبنغلاديش لتوسيع صادراتها إلى سوق البحرين. وتتمتع صناعة تكنولوجيا المعلومات المتنامية في بنغلاديش أيضًا بإمكان كبير للنجاح في سوق البحرين. علاوة على ذلك، قد تجد المنتجات الصيدلانية والجلدية من بنغلاديش موطئ قدم لها في البحرين قريبًا. من ناحية أخرى، تشمل الصادرات البحرينية الرئيسية إلى بنغلاديش الأقمشة القطنية المنسوجة غير المبيضة، وقصاصات الورق والورق المقوى، والألمنيوم، والبلاستيك، والمكونات الكهربائية المختلفة، والأسمدة. ومن المؤكد أن بنغلاديش يمكن أن تستفيد من استيراد النفط الخام والمنتجات البتروكيماوية الأخرى من البحرين لتعزيز قطاع الطاقة لديها.

التشريعات الوطنية كيف استفادت العمالة البنغلادشية في البحرين من التشريعات الوطنية في مجال العمل؟ يتمتع المغتربون في المملكة بالحق في ظروف عمل آمنة، وعدم التعرض للتمييز، والحصول على الرعاية الطبية، وإضافة إلى ذلك، يستفيد العمال المغتربون الذين يعيشون في البحرين من مزايا الرواتب المعفاة من الضرائب، والرعاية الصحية بأسعار معقولة، والتعليم الممتاز، ومستوى المعيشة المرتفع.  والتشريع يوفر لهم (العمال النظاميين) الضمانات القانونية، ويعزز وسائل العدالة والإنصاف في حال الخلاف بشأن علاقة العمل، حيث يتمتع العمال النظاميون البنغلاديشيون بالمزايا المذكورة في قانون العمل البحريني. وحاليًا، يبلغ إجمالي عدد المغتربين البنغلاديشيين 158733، معظمهم يخضعون لهذا التشريع، وعدد قليل منهم من العمال غير النظاميين. وتواصل السفارة حملات التوعية لإضفاء الشرعية على العمال غير النظاميين، وتقديم الدعم والتعاون لهيئة تنظيم سوق العمل والهجرة، وغيرها من وكالات إنفاذ القانون. 

التحويلات المالية ما موقع البحرين من التحويلات المالية للعمالة الأجنبية من بين الدول التي تتوجه العمالة البنغلادشية للعمل فيها؟ وكم يبلغ حجم هذه التحويلات سنويًا؟ تظل البحرين من بين أفضل 10 دول في العالم في إرسال التحويلات المالية إلى بنغلاديش، حيث يوجد حاليًا 158733 وافدًا بنغلاديشيًا في المملكة، ما يجعل البنغلاديشيين ثاني أكبر عدد من المغتربين في البحرين.  وأرسل المغتربون البنغلاديشيون نحو 550 مليون دولار من التحويلات بين يوليو 2022 ويونيو 2023. علاوة على ذلك، تشير التقديرات أيضًا إلى أنه تم إرسال ما يقرب من 50 مليون دولار إلى بنغلاديش في يوليو 2023 وحده، ومن المؤكد أن هذا العدد سيزداد في وقت قصير جدًا، إذا أعيد فتح التأشيرات للمواطنين البنغلاديشيين.

تعاون تجاري إلى ماذا أفضت الاجتماعات التي أجريتها مع التجار البحرينيين وغرفة التجارة من أجل إقناعهم بالاستثمار في بنغلاديش؟ لقد أكدت دائمًا وجود تعاون ثنائي أفضل في التجارة والاستثمار والقضايا المتعلقة بالقوى العاملة من أجل المنفعة المتبادلة. وخلال فترة عملي، التقيت مئات من كبار المسؤولين في المؤسسات العامة والخاصة، وأبرزهم رؤساء وأعضاء غرفة تجارة وصناعة البحرين، وجمعية رجال الأعمال البحرينية، وجمعية سيدات الأعمال البحرينية؛ لاطلاعهم على القطاع الخاص المزدهر في بنغلاديش، والحوافز التي تقدمها الحكومة، والعديد من الخدمات الأخرى لتسهيل التجارة والاستثمار في بنغلاديش للشركات الأجنبية. ويسعدني أن أشير إلى أنني قوبلت بردود فعل إيجابية في الغالب، وأظهر كثيرون اهتمامًا كبيرًا بالقيام بزيارات إلى بنغلاديش لمشاهدة التطور السريع لبنغلاديش شخصيًا، ومعرفة المزيد عن فرص الاستثمار العديدة للشركات والبلدان الأجنبية. وأعتقد اعتقادًا راسخًا أن الشركات البحرينية يمكنها تحقيق مكاسب كبيرة من خلال الاستثمار في مختلف القطاعات التجارية للصناعات البنغلادشية مثل الملابس الجاهزة والأدوية والمنسوجات وحلول تكنولوجيا المعلومات وغيرها.

المحطة التالية ما المحطة التالية لك بعد مغادرتك البحرين؟ بعد 3 سنوات من ولايتي سفيرا في البحرين، سأغادر المملكة يوم 7 سبتمبر من العام الجاري، ولن أعمل بمنصب سفير بعد الآن؛ إذ تم ترقيتي للعمل بمنصب سكرتير وزير الخارجية الإضافي في دكا.