المجني عليه: “يا أنا يا إنت في هذه العائلة”... والمتهم: “دفاع عن النفس”

الحكم في استئناف قاتل شقيقه طعنًا 30 أكتوبر المقبل

| شيماء عبدالكريم

نظرت محكمة الاستئناف يوم أمس الأحد في قضية بحريني مدان بقتل شقيقه نتيجة خلاف حاد دار بينهما باستخدام سكين وسيف، وأسفر عن وفاة أحدهما طعناً في مقر الحادثة، وحددت تاريخ 30 أكتوبر للحكم في القضية. وتشير التفاصيل إلى قدوم المجني عليه (المقتول) إلى منزل والده الذي لا يقيم فيه، بعد قضاء فترة 3 سنوات في السجن بقضية تتعلق بتعاطي المواد المخدرة، وهو في حالة غضب للانتقام من أخيه (المتهم) الذي رفض دفع كفالة خروجه من السجن، وفور وصوله توجه إلى المطبخ وقام بأخذ سكين وخبأها خلف ظهره، تمهيداً لتنفيذ جريمته الانتقامية، وخرج بها خارج المنزل لطعن شقيقه (المتهم)، والذي بدوره دافع عن نفسه مستخدما سيفا مخبأ في سيارته، ووجه له من خلاله عدة طعنات أدت لوفاته على الفور. وقال المتهم لدى تمثيله أمام محكمة الاستئناف بأنه لم يكن ينوي قتل المجني عليه، حتى انه لم يكن يريد الالتقاء به عندما تم إخلاء سبيله من السجن، وأن الشجار الذي دار بينهما كان بسبب موضوع يتعلق بامتناع المتهم عن دفع كفالة المقتول عندما كان مسجونا، وأن السيف الذي استخدمه في مسرح الجريمة كان المراد منه تخويف المجني عليه (المقتول) فقط، وجعله يتراجع ويرمي السكين الذي بيده، إلا انه تفاجأ بعناد المجني عليه الذي قال للمتهم “يا أنا يا أنت في هذه العائلة”، وعلى أثر ذلك حاول الابتعاد عنه عندما قام المجني عليه باللحاق به، وأدى ذلك لتعرضه لأعراض الدوران والرجفة كونه لم يسبق له الشجار مع أحد، وكان يعرف نية المجني عليه (المقتول) بانه سيقتله كونه معتادا على الشجار باستخدام الأدوات الحادة، لذا أقدم بدوره على ضربه بالسيف عندما اقترب منه المجني عليه (المقتول) بشكل هستيري دفاعا عن حياته، مشيرا إلى أن أخاه المجني عليه صاحب أسبقيات، ودائما ما يطلب منه الأموال منه لشراء المخدرات والكحول وينفعل في حال التخلف عن ذلك، وسبق أن تم ضبطه في عدة قضايا، وكان هو من يسدد مبالغ الكفالات المالية لها. وأضاف المتهم، أنه وعلى الرغم من المشاكل التي بينهما، إلا أنه كان يحرص على إعطاء شقيقه المجني عليه مبلغا ماليا شهريا خلال تواجده في السجن لشراء الحاجيات، ولكنه أخبر شقيقة بأنه لا يستطيع تحمل دفع تكلفة كفالة السجن الأخيرة، نظرا لتوفير المال لعلاج والدته، إلا أن المجني عليه أصر على ذلك وهدده بقوله “بطلع عينك وبشق بطنك”، إلى جانب قيامه باستفزاز والدته، ودافع المتهم عن نفسه قائلا بأنه يمتلك سجلا نظيفا، وليس لديه وقت لافتعال المشاجرات؛ كونه شخصا غير متهور مثل أخيه، وحريصا على إدارة ممتلكات الدولة بكل إخلاص، وأفنى حياته في صعود سلم النجاح، ويمتلك عدة شهادات، كما أنه يعمل في كبرى الشركات، ويشرف على قرابة 80 موظفا، ولم يقم أي شخص بالشكوى منه. وقال محامي المتهم إن الجريمة التي ارتكبها المتهم تعد حالة دفاع شرعي، إذ إنه لو كان يعتزم نية القتل لكان أعد لها مسبقا، ولكنه امتنع حتى عن رؤية شقيقه بعد الإفراج عنه، مشيرا إلى أن هناك حالتين للدفاع عن النفس، وهما إذا واجه المدافع خطرا عليه لأسباب مجهولة داخلية، او في حال تعذر عليه التوجه للسلطات العامة لانتفاء الخطر في الوقت المحدد.