عشاق "زينة السيارات".. هجروا معشوقتهم!

لدى "بابا" و"إكسبرس" خيارات أكثر وبأسعار.. "يا بلاش"

| سعيد محمد سعيد

يتذكر الكثيرون أيام شبابهم كيف كان شارع مستلزمات زينة السيارات بمدينة عيسى، وكذلك شارع بوكوارة في الرفاع، وشارع المنتزه بالمحرق، على سبيل المثال لا الحصر، لا سيما في حقبة التسعينيات، يعج بالعشرات من الشباب وبمختلف أطرزة سياراتهم التي يدللونها أيّما دلال بشراء مستلزمات الزينة، حتى أن تجار هذا القطاع يرونه "عصرًا ذهبيًّا" لعشاق تزيين السيارات، وليس كما هو الحال اليوم، حيث لم يعد تزيين السيارة أمرًا مهمًّا لا للشباب.. ولا الشياب قطعًا.

اللبن المسكوب! ويعتبر سوق مستلزمات السيارات، سواء قطع الغيار أو الزينة، واحدًا من المظاهر النشطة في السوق اليومي، غير أن الحال لم يعد كما كان عليه في السابق بالنسبة لمستلزمات الزينة، خلاف سوق قطع الغيار الذي يبقى نشطًا باستمرار.. يقول حسين المتغوي "تاجر مستلزمات زينة" إن وضع السوق لا يستدعي البكاء على اللبن المسكوب حسب وصفه: "قد تستغني عن كماليات لزينة السيارات كمواد التلميع أو الإطارات الحديدية "الرنجات"، لكنك لن تمتنع عن شراء قطعة غيار تحتاجها سيارتك المتعطلة".

"متضعضع".. وبعدين! وماذا قصدت بالبكاء على اللبن المسكوب؟ يجيب: "يعني أقول أن التجارة ربح وخسارة.. والسوق يتغير باستمرار فدوام الحال من المحال، ولهذا لا أبكي على اللبن المسكوب، فلأن سوق الزينة "متضعضع" لا يعني ألا أعمل.. لقد فكرت وأدخلت خدمة تلميع السيارات وتركيب الواقي الشمسي "الرايبون" ولله الحمد، وقد يأتي زبون ليستفيد من تلك الخدمة فيشتري قطعة زينة يحتاجها.. هذا ما قصدته".

لكن، ما هي مستلزمات الزينة التي لا تزال صامدة؟ يشير إلى أن قطع الفرش "الكاربيت"، وكذلك غطاء مقود السيارة والمعطرات تباع بشكل مستمر، فهذه لم يتوقف سوقها، ولكن لا يعني ذلك أن الزبون يشتري أي نوع! الزبائن يركزون على جودة المنتج فلا يريد "كاربيت" يتمزّق بعد شهرين، ولا يريد معطرًا لا رائحة له سوى نصف ساعة (يبتسم)، ولا يرغب في غطاء مقود سيارة غير آمن حيث تنزلق اليد أو يتفتت إلى قطع ويتآكل".

طلبات أونلاين ويتفق كل من عنتر عبدالرضا وأمين شاهين "بائعان زينة سيارات" مع ما أشار إليه المتغوي من تراجع مبيعات مستلزمات زينة السيارات تمامًا من جهة، ومع استمرار سوق الكاربيت والمعطرات وغطاء المقود من جهة أخرى.. اتفاقًا تامًّا، مضاف إلى ذلك بعض المنتجات الموسمية كسائل تبريد الراديتور ومساحات الزجاج "ويبر"، أما الأمور الأهم بالنسبة لهما والتي كانت تمثل مصدر بيع مربح فهي شاشات السيارات بمختلف أنواعها، لكن الناس، وخصوصًا الشباب، أصبحوا يطلبونها "أونلاين"، ففي موقع "علي بابا" و"علي اكسبرس" خيارات ممتازة وبأسعار زهيدة مع الشحن وبمواصفات جودة أيضًا.

شواحن ديجيتال ولم يعد "عنتر" يبيع مواد تلميع السيارات على الإطلاق.. "لقد توقفنا عن بيعها منذ خمس سنوات.. مهما كانت جودتها فلا مشترين لها إلا نادرًا، فهناك مراكز تلميع السيارات التي تقدم خدمات تنافسية وتستقطب الراغبين في تلميع سياراتهم"، لكنه يختصر النتيجة بالإشارة إلى أنه لاستمرار العمل والبيع، نحرص على توفير منتجات مطلوبة في السوق بجودة عالية وبأسعار مناسبة وفي صدارتها زيوت المحركات القوية ومنقيات الزيت طويلة العمر "الفلاتر"، علاوة على المنتجات الرقمية التي يحتاجها الناس لعدة استخدامات ومنها شواحن الديجيتال.