أحلام الحمادي: التوحد أكبر بكثير من شيء علمي يُقرأ

| إعداد: حسن فضل

شخص ابنها علي في عمر السنتين بالتوحد وكان ذلك بداية لمشوارها. ففي عامه الأول كان هناك أمر غير طبيعي لم يكن يستجيب عند ندائه ولا يستجيب إلى التواصل البصري، كان كثير البكاء من غير سبب، يخاف من الأهل والمقربين، متعلق فقط في الأم والأب ويرفض الغرباء.

“البلاد” التقت بأم علي لتعرف قصتها مع ابنها في عالم التوحد وكان لها هذا اللقاء.

ماذا بعد التشخيص؟ أولى خطواتك في التعامل مع طيف التوحد؟ بعد التشخيص بدأت بالبحث عن مركز تأهيلي مناسب يضم كل القصور الذي يُعاني منها ابني، مثل التدريب الوظيفي والنطق وتعديل السلوك وخضع ابني حينها لخطة تأهيلية متكاملة تشمل احتياجاته في التأهيل، بالنسبةِ إلى خطواتِ الأولى كانت صعبة جداً.. حياة مُختلفة.. تتطلب جُهدا مضاعفا ولكن مع الوقت أصبحتُ قادرة على التعايش مع حالة ابني والحمد الله.

هل كنت تدركين حقيقة التوحد؟ وما هو شعورك حين علمت بأن ابنك مصاب بالتوحد؟ كان الموضوع صادماً جداً خصوصاً أنني حينها لا أدرك جيداً ما هو التوحد! ولكني والحمد الله استطعت أن أتجاوز هذه المرحلة بسرعة... لا نستطيع الفرار من أقدارنا فهي مكتوبة بيد الله و لا محال... بالتقبل أستطيع تجريد نفسي من بؤس الصدمة.

ما هي نظرة المجتمع لمريض التوحد وكيف تعاملت مع المجتمع؟ من وجهة نظري إن نظرة المُجتمع للتوحد قاصرة ويحتاج توعية أكثر في هذا الجانب، أسعى دائماً بالتوعية قدر الإمكان.

ما هي أهم الصعوبات التي تواجهك كوالدة مريض توحد؟ التوحد أكبر بكثير من شيء علمي يُقرأ... حينما تبحث في التوحد القراءة شيء والتعايش معه شيء أعمق بكثير.. مررت بصعوبات كثيرة...

التوحدي لا يُدرك الخطر مثلاً فيتطلب من الأم تفريغ نفسها بالكامل لمراقبته وحمايته من أي خطر... أحياناً يمر بتقلب مزاج نوبات بكاء ونوبات غضب تستمر بالساعة وأكثر... ويبدأ بتعنيف نفسه بالضرب العشوائي على وجهه بطريقة شديدة تترك آثاراً لِكدمات واحمرار على جسمه ووجه.

هل أثرت جائحة كرونا عليك كوالدة مريض توحد وعليه كمريض توحد؟ أثرت بشكل كبير جداً... فالتوحدي حينما يعتاد على روتين مُعين من الصعب جداً تغيير الروتين الذي اعتاد عليه، فترة الإغلاق كانت من أصعب المراحل...  الاضطرابات السلوكية كانت مؤشراً واضحاً لرفضه للتغير.

ما هو تقييمك لما تقدمه المراكز التأهيلية هل طورت من ابنك؟ ابني تطور كثيرا في مراكز التأهيل للمركز والبيت أهمية في تطور التوحديين.

ما هي رسالتك لعوائل مرضى التوحد؟ طريقنا طويل جداً. ابنكم يحتاج منكم تكاتفكم ومضاعفة جهودكم لأجله... فهو يراكم الملجأ الذي يحتمي به فكونوا له كذلك!  

ما هي رسالتك للمجتمع؟ أختصرها بكلمة واحدة هي التقبل... بالتقبل نستطيع تجاوز كُل ما هو صعب، لابد أن تتقبل المختلفين بشتى إعاقاتهم ونحتويهم ونبرز مهاراتهم وقدراتهم.